خريطة الصناعة النفطية تنتشر على مساحة 1.5 مليون كيلومتر مربع.. وأمنها مضمون

تزيد على مساحة فرنسا وإسبانيا وألمانيا مجتمعة

TT

تمثل خارطة الصناعة النفطية السعودية انتشاراً في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك المياه الإقليمية في الخليج العربي والبحر الأحمر، بمساحة تزيد على 1.5 مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر من مساحة ولايات تكساس وكاليفورنيا وأوكلاهوما وأوتا مجتمعة، كما أنها تزيد على مساحة فرنسا وإسبانيا وألمانيا مجتمعة. ويأتي معظم الإنتاج من حقول في السهول الساحلية للمنطقة الشرقية في منطقة تمتد بطول 300 كيلومتر شمال مدينة الظهران وجنوبها، بما يجعل اجراءات تأمين سلامتها في غاية الصرامة.

وقد مثل الاعتداء الارهابي الفاشل على معمل بقيق الموقع النفطي الأضخم في العالم، وقلب الصناعة النفطية السعودية، الحادث الأكبر، باستهدافه المعمل الذي يمر من خلال أنابيبه ثلثا صادرات النفط السعودي الى العالم. لكن منشآت النفط السعودية تضم العشرات من المواقع الحساسة التي تساهم في استخراج ونقل وتكرير النفط وتصديره للعالم الخارجي، كما تضم المنطقة الشرقية مدينة الجبيل قلب الصناعة السعودية، التي تضم شركات سابك المتخصصة في صناعة البتروكيماويات، والشركات التابعة لها، كما تضم معامل للغاز ومشتقات النفط، والمشتقات البتروكيماوية. وتمثل صادرات سابك أكثر من 70% من إجمالى الصادرات السعودية غير البترولية، التي بلغ حجمها العام الماضي حوالي 106.8 مليار ريال (28.4 مليار دولار) بصعود بلغ 24.9% عن العام الذي سبقه.

إلا أن الظهران التي تضم مقر الإدارة المركزية لشركة ارامكو هي الموقع الأكثر حساسية في خارطة الصناعة النفطية السعودية، فالمقر الذي يتربع فوق هضبة الظهران، يدير الآف من عمليات الاستكشاف عبر الأقمار الصناعية، وعمليات الإنتاج ومراقبة الآبار وعمليات النقل والإمدادات وإيصال النفط لفرض التصدير وكذلك عمليات التصدير والتسويق. وفي هذا المقر الذي يحظى بحماية فائقة، غرفة القيادة المركزية المجهزة إليكترونياً والمربوطة بكافة فروع الشركة والمحصنة ضد الأخطار. كما يضم مقر الإدارة وحدات الهندسة الجيولوجية لمراقبة الآبار بالأقمار الصناعية، ووحدات أبحاث، والمختبر المركزي لأجهزة الكومبيوتر العملاقة الني تدير عمليات التشغيل في الشركة النفطية الأكبر في العالم.

والى الشمال من الظهران تقع مصفاة رأس تنورة، التي انشئت في العام 1945، وتكرر في المعدل 325 الف برميل يومياً، وهي تنتج في اليوم الواحد ما يسد احتياجات المنطقة الشرقية ونصف احتياجات منطقة الرياض من المشتقات البترولية، وقد تدرجت الطاقة الإنتاجية لمصفاة رأس تنورة في الارتفاع لتصل إلى 525 ألف برميل في اليوم عام 2003، لتكون أكبر مصفاة زيت على مستوى الشرق الأوسط.

كما تضم رأس تنورة فرضة تصدير النفط الخام للعالم الخارجي، والتي تتكون من رصيفين بحريين جنوبي وشمالي، وجزر اصطناعية، وعدد 18 مرسى صممت لتخدم ناقلات يصل إجمالي حمولتها إلى 500 ألف طن، وكان الرصيف الجنوبي هو المرفق الذي استخدم في تحميل أول ناقلة زيت خام سعودي، في مايو (أيار) 1939. ويقع هذا الرصيف على مسافة 700 متر من اليابسة داخل الخليج العربي، ويتضمن أربع مراس يمكنها أن تخدم ناقلات يصل صافي حمولتها إلى 45 ألف طن. وهذا المرفق الآن خارج الخدمة.

وبالقرب من رأس تنورة تقع مراسي الجعيمة المعدة لإرساء الناقلات وتتيح هذه المراسي إمكانية إرساء ناقلات الزيت التي يتراوح إجمالي حمولتها من 150 ألف إلى 750 ألف طن. ويتوفر نوعان من هذه المراسي في الجعيمة: عامة مرافق التحميل البحرية السطحية وعامة مرافق التحميل البحرية القاعية. وتتردد سنويًا أكثر من 4000 ناقلة زيت على كل من رأس تنورة والجعيمة على الخليج العربي وينبع وجدة ورابغ على البحر الأحمر.

وتوفر مصافي التكرير الممتدة من الخليج العربي إلى البحر الأحمر إمدادات موثوقة تزيد على مليون برميل في اليوم من المنتجات لتغطية احتياجات الأسوق المحلية والعالمية.، فالسعودية تمتلك خمس مصاف ليس بينها بقيق، تلك المصافي هي: مصفاة رأس تنورة التي انشئت في العام 1945، وتنتج في المعدل 325 الف برميل يومياً. ومصفاة جدة التي انشئت عام 1968 وطاقتها تقترب من 60 الف برميل يومياً، ومصفاة الرياض عام 1972 وهي تنتج ما متوسطه 115 الف برميل يومياً، ومصفاة ينبع عام 1982 وهي تنتج 225 الف برميل، ومصفاة رابغ عام 1989 وتنتج 400 الف برميل يومياً.

وتبلغ الطاقة الانتاجية لمصافي النفط الداخلية في السعودية 1.795.000 برميل يومياً وتبلغ كامل الطاقة لإنتاج المصافي الداخلية والخارجية 3 ملايين برميل يومياً.

ويعتبر مجمع بقيق لمعالجة البترول، أحد أكبر مجمعات البترول في العالم، وهو الموقع النفطي الأضخم في العالم، ويقع على بعد 50 كيلومترا شمال الخليج، وفي هذا المعمل يتم تجميع انتاج النفط في عدد من الحقول أبرزها حقل (غوار) وهو الحقل الأكبر في العالم واكتشف عام 1948 ويقع على بعد 200 كم شرق مدينة الرياض. ويبلغ الاحتياطي المتبقي من الزيت فيه نحو 67 بليون برميل، كما يصب في هذا المجمع نفوط حقول شيبة وحرض والعثمانية، وكذلك بقيق نفسها التي تمتلك واحداً من حقول النفط الضخمة. يذكر أن حقل الشيبة يبلغ احتياطيه 15 مليار برميل من الزيت الخام و25 تريليون متر مكعب من الغاز. ويتم انتاج 500 الف برميل يومياً منه. ويوجد خط للأنابيب يمتد من حقل الشيبة الى بقيق بطول 640 كم. ويتجمع انتاج الحقول في مجمع بقيق الصناعي، وتحتوي الحقول على معامل صغيرة لفرز الغاز عن الزيت، وبالتالي يتجه الزيت والغاز المفروز الى مجمع بقيق، كما يحتوي المجمع نفسه على معمل غاز كبير.

وبعد معالجة النفط في المجمع يتم ضخه الى كل من ينبع ورأس تنورة. وتبلغ الطاقة القصوى لهذا المعمل نحو تسعة ملايين برميل يومياً، لكنه في الوقت الراهن، يضخ سبعة ملايين برميل من النفط تتجه اربعة ملايين منها الى ينبع على البحر الأحمر في حين يتجه خمسة ملايين برميل الى موانئ التصدير في رأس تنورة، ومن هنا يأخذ المعمل أهميته في سوق النفط العالمي، حيث تخرج منه سبعة ملايين برميل يومياً، ويضخ النفط من بقيق إلى محطات الشحن في رأس تنورة، في حين يضخ النفط والغاز الى معامل جعيمة القريبة من رأس تنورة.

وتوجد في مجمع بقيق معامل مساندة مثل معمل الكبريت ومعمل انتاج الغاز، ويذكر ان خطوط النفط التي كانت تتجه من بقيق الى ميناء ينبع تمت توسعة طاقتها بعد توقف صادرات النفط العراقية في العام 1991 ليمكنها استيعاب أكثر من 4 ملايين برميل يومياً.

وعلى بعد 245 كيلومترا عن الظهران (شرق السعودية)، يقع معمل أرامكو السعودية لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية، الذي يعالج نحو 4 بلايين قدم مكعبة قياسية من لقيم الغاز يوميا ويقع مشروع برنامج استخلاص الغاز المسال المشبع في الحوية على بعد خمسة كيلومترات شرق معمل غاز الحوية الحالي بالمنطقة الشرقية. المعمل الذي بدأ الإنتاج في أكتوبر من العام 2007 ، يقوم باستخلاص 310 آلاف قدم مكعب يوميا من الغاز المسال المشبع من ما مقداره 4 مليارات قدم مكعب من الغاز تأتي يوميا من خلال معملي الغاز في حرض والحوية.

وقد بدأ هذا المشروع في سبتمبر (أيلول) 2003 وتم الانتهاء من تجهيز موقع المشروع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 وبدأت اعمال التشييد الرئيسية بنهاية عام 2005 وانتهت جميع الأعمال الإنشائية في فبراير العام الجاري. وتم تصميم معمل الغاز في الحوية لانتاج 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام الرطب في اليوم وسيتم تجفيف هذا الغاز واجراء المزيد من عمليات المعالجة عليه لإنتاج 1.5 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع في اليوم ونحو 200 الف برميل من المكثفات في اليوم ونحو 1000 طن متري من الكبريت في اليوم وستوفر جميع هذه المنتجات مداخيل مالية كبيرة.

كما تتوزع أنابيب نقل النفط على طول الاراضي السعودية وتزداد كثافتها في مدن وأرجاء المنطقة الشرقية. ويذكر أن إنتاج النفط السعودي، بدأ لأول مرة يتجه للتصدير الخارجي بعد اكتشاف أول بئر منتجة (بئر رقم 7) في حقل الدمام في 4 مارس 1938، وتم شحن أول دفعة للتصدير في مايو 1939 من ميناء رأس تنورة.