الأمير سلمان يبدأ زيارة رسمية إلى السويد ويلتقي وزير الخارجية اليوم

المباحثات تشمل تعزيز علاقات البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية

الأمير سلمان بن عبد العزيز يصافح مستقبليه لدى وصوله إلى العاصمة السويدية وفي مقدمتهم بيير أنكل حاكم مقاطعة استوكهولم وأعضاء السفارة السعودية والإعلاميون (واس)
TT

بدأ الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، زيارة رسمية للسويد تستغرق أربعة أيام، تلبية لدعوة من حاكم مقاطعة استوكهولم، حيث وصل مساء أمس إلى العاصمة السويدية، وكان في استقباله بمطار ارلندستوكهولم حاكم مقاطعة استوكهولم بيير أنكل، وسفير السويد لدى السعودية جان ثيسلف، والدكتور عبد الرحمن الجديع سفير السعودية لدى السويد، وأعضاء السفارة وعدد من المسؤولين السويديين.

ويلتقي الأمير سلمان اليوم وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت في مستهل زيارته التي تشمل لقاءات رسمية عدة ولقاءات مع الجالية السعودية في السويد، بالاضافة الى زيارة معالم تاريخية في العاصمة السويدية. ومن المرتقب ان تكون العلاقات الثنائية للبلدين على جدول اعمال الأمير سلمان، اثناء لقائه مع بيلدت، بالاضافة الى مناقشة الاوضاع الاقليمية والدولية التي تهم المملكتين. وعبرت غفران النداف الناطقة باسم وزارة الخارجية السويدية عن تطلع الحكومة السويدية لهذه الزيارة، قائلة في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «انها زيارة مهمة وتصب في صالح العلاقات الجيدة جداً بين المملكتين». واضافت ان «الامير سلمان سيلتقي بكبار المسؤولين السويديين، اذ انه من القادة السعوديين البارزين، ومن الطبيعي ان يتواصل مع اعلى القيادات السويدية». ويذكر ان الامير سلمان سيلتقي الملك كارل غوستاف السادس عشر اثناء الزيارة. ويرافق أمير منطقة الرياض، وفد رسمي يضم الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز، والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، والدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز، والمهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط، وعبد الرحمن الجريسي رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وعساف أبوثنين مدير عام مكتب أمير منطقة الرياض.

من جهته، عبر سفير السويد لدى السعودية جان ثيسلف عن سعادته بزيارة الأمير سلمان والوفد المرافق له إلى السويد في إطار علاقات الصداقة المتينة التي تربط بين البلدين الصديقين والتعاون في العديد من المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين، مؤكداً أنها ستسهم في تعزيز العلاقات على كل المستويات.

ووصف السفير ثيسلف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية والتلفزيون السعودي بهذه المناسبة، العلاقات بين البلدين بأنها ناجحة وتعتمد على أبعاد متعددة، منها السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية وظهرت قوة هذه العلاقة في الآونة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات على أعلى المستويات، أهمها زيارة ملك السويد إلى السعودية في فبراير (شباط) الماضي، ثم زيارة وزيرة التجارة ايوا بيورلينغ التي رافقها وفد تجاري سويدي كبير ضم حوالي خمسين من رجال الأعمال التقوا نظراءهم السعوديين وبحثوا معهم في العديد من الموضوعات الاستثمارية المشتركة.

وكانت بيورلينغ وقعت اتفاقاً لتطوير الاستثمار بين المملكتين مع وزير المالية ابراهيم العساف اثناء زيارتها الى السعودية في مارس (اذار) الماضي. ويذكر ان حجم التجارة بين المملكتين عام 2006 وصل الى 1.1 مليار دولار بعد اطلاق 17 مشروعا مشتركاً في السعودية مع شركات سويدية. وتهدف زيارة الأمير سلمان الى البناء على هذه العلاقات الوثيقة. وأبرز السفير السويدي الجانب الثقافي للعلاقات السعودية ـ السويدية مشيراً إلى الزيارة التي قام بها أربعون من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين السويديين ضمن برنامج «دنيا المحبة»، حيث أقاموا خلال وجودهم في السعودية معرضاً لرسوم الأطفال شرف حفل افتتاحه الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وتحدث عن العلاقة التجارية والتبادل التجاري بين المملكة والسويد، لافتاً النظر إلى أن تلك العلاقة تمتد منذ زمن طويل، حيث هناك أكثر من 42 شركة سويدية مستقرة ودائمة العمل في داخل المملكة وحجم التبادل التجاري يصل إلى خمسة مليارات ريال.

وتطرق إلى مجالات أخرى من التعاون بين البلدين، مفيداً بأن هناك عدة مذكرات تفاهم تم توقيعها بين جامعات سعودية ومؤسسات بحث علمي سويدية وبين شركات سويدية أيضا تهدف إلى التبادل التجاري والمعرفي ونقل التقنية.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن ثيسلف قوله: إن عامل التقنية هو أحد المجالات التي تتميز بها السويد وتستطيع أن تقدم فيها الكثير لأصدقائها في المملكة، فالسويد تهتم جداً بمسألة التجارة الحرة، وهذا التوسع في العلاقات السويدية السعودية والاهتمام بجوانب نقل التقنية والخبرات أحد الجوانب المهمة التي كانت على جدول أعمال وزيرة التجارة السويدية أثناء وجودها في المملكة خلال تبادلها المعلومات مع وزير المالية العساف. وبين ثيسلف أن البلدين يتطلعان لآفاق أكبر للعلاقات الثنائية بينهما، وبالذات في مجالات نقل التقنية والتبادل المعرفي وتبادل الخبرات.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز قد غادر مدينة الرياض في وقت سابق من يوم أمس، وودعه بمطار قاعدة الرياض الجوية، الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمراء والوزراء، والمشايخ وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمع من المواطنين.