جعجع: دولة «حزب الله» تراقب كل ما يجري في لبنان.. وأناشد الرئيس الدعوة إلى حوار أمني

اعتبر عون «العقبة الفعلية» أمام تشكيل الحكومة

TT

حذر رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع من «الفوضى الامنية المتنقلة». ورأى ان التوترات الامنية «كسرت هيبة الدولة اللبنانية» التي من الصعب اعادة بنائها بسهولة. ودعا الى اعلان حال الطوارئ في اي مكان تندلع فيه اشتباكات. وناشد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الدعوة الى مؤتمر حوار وطني لطرح الملف الامني. واشار الى انه اصبح هناك ما يعرف بدولة «حزب الله» التي تراقب كل ما يجري على الارض اللبنانية. واعتبر ان رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون هو «العقبة الفعلية امام تشكيل الحكومة».

وقال جعجع، في مستهل مؤتمر صحافي عقده امس: «املنا بعد اتفاق الدوحة أن نعمل على ترتيب الوضع الأمني وان نجعل المواطن مرتاحاً للوضع الأمني. لكن الأحداث الأمنية تنتقل من منطقة الى أخرى وبشكل كريه. واملت بعد اتفاق الدوحة أنه سيكون هناك تطييب للخواطر ونوع من التأسف على ما حدث في بيروت والتعهد بعدم حصوله. ولكن ما حدث كان عكس ذلك كلياً». وتطرق إلى الحادث الذي وقع منذ ايام في منطقة صنين حيث قام مسلحون بخطف عدد من الشبان الذين كانوا يقومون بنزهة، فأوضح انه «بينما كانت مجموعة مؤلفة من 16 شخصا تقوم بنزهة عادية على الـATV، بين جرود عيون السيمان وجرود زحلة، أوقفت مجموعة مسلحة من حزب الله المتنزهين واستجوبتهم وأخذت أوراقهم الثبوتية. ومن ثم طلبوا اليهم عدم التوجه مستقبلا إلى المنطقة». وأضاف: «وفي 22 حزيران، (يونيو) وفي فترة قبل الظهر كان عدد من المواطنين متوجهين بآليتين ذات دفع رباعي من جرود بسكنتا باتجاه جرود زحلة، فجرى اعتراضهم عند منطقة الكراكون (المخفر) من قبل مسلحين ملثمين. وجرى توقيفهم لمدة نصف ساعة والتدقيق في هوياتهم والتفتيش في أغراضهم، ثم أطلقوا سراحهم بعدها» مشيراً الى «ان التوتر والأحداث الأمنية يعود سببها بشكل أساسي إلى أحداث أيار والانفلاش الأمني في بيروت التي بنتيجته الأساسية كانت إصابة مباشرة للدولة اللبنانية». وتابع: «لفتني في الخطاب السياسي في المرحلة الماضية أن قصة المقاومة لا تنتهي بمزارع شبعا وانتهاء موضوعها، وأن المقاومة نهج مستمر، واننا يجب أن نصل الى مجتمع مقاوم. وبالتالي يجب أن نعتبر من الآن فصاعداً أنه اذا قام أحد بعمل ضد حزب الله فإن الحزب سيتدخل ويتصرف» موضحا انه اصبح «لدينا دولة تسمى دولة حزب الله. وهم يراقبون كل ما يحدث في لبنان». وأشار جعجع الى ان «حزب الله الآن هو من يضع مقاييس من سيكون قائد جيش أو مدير مخابرات. وأتمنى أن يكون النائب ميشال عون يسمعني في شأن المحافظة على حقوق المسيحيين»، معتبراً أن «جماعة الحزب يتصرفون بمنطق ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم» وانه «أصبح لدينا لبنانان، لبنان الدولة، ولبنان حزب الله». وذكر ان «دولة حزب الله تراقب كل مجموعة لبنانية او كل فرد لبناني. وتسمح لنفسها بالتصرف في حق اي فرد وتتحرك بقوتها الذاتية لإلغاء اي تحرك بالقوة». وقال: «هناك خطوتان يجب اتخاذهما للخروج من الوضعية الأمنية ويجب إيجاد علاج جدي لها. أولاً أتوجه الى فخامة رئيس الجمهورية لطرح الملف الأمني على طاولة الحوار وقبل تشكيل الحكومة إذا تعذر تشكيلها الآن. ثانياً أنادي المراجع القضائية، وبالأخص مفوض الحكومة لدى القضاء العسكري، إلى تحمل مسؤولياتهم، لأن مسؤولية أمن المواطن هي على المرجعيات القضائية والأجهزة الأمنية المختصة» داعيا الجيش إلى «تحمل مسؤولياته بحسب اتفاق الدوحة». وحول مسألة تشكيل الحكومة، أكد جعجع أن النائب ميشال عون «يشكل العقبة الأساسية والفعلية في وجه تشكيل الحكومة». ولفت إلى ان حزب الله وحركة أمل في بدايات تشكيل الحكومة كانا راضيين بالتشكيل، لكن موقف عون كان العقبة الوحيدة أمام التأليف، إذ انه يعتبر نفسه الممثل الوحيد للمسيحيين، وبالتالي يجب عليه التصرف بحصة المسيحيين. وبالتالي كل الأحزاب المسيحية يجب عليها التكيف مع الوضع. وهذا المنطق غير مقبول لأن ارتكاز عون انه يمثل المسيحيين هو على لحظة عابرة من الزمن.