في ثلاثة تطويرات خارقة لتوظيف قدرات المخ البشري في التحكم بالاجهزة والمعدات، وفي تعزيز قدرات الانسان، شرع باحثون اميركيون في تصميم منظار «ذكي» للجنود الاميركيين في ساحات القتال، يستقبل موجات الدماغ مباشرة منهم اثناء وضعه على أعينهم، كي يوجه نفسه نحو المواقع المعادية التي يشتبه في انها تمثل تهديدا لحياتهم لعرض صورها! من جهتهم يطور علماء يابانيون هواتف جوالة يمكنها تنظيم شدة الصوت بعد استقبالها لإشارات من حركة العينين فقط، وادوات اخرى يمكنها تشغيل محرك اقراص الفيديو الرقمية «دي في دي» لدى ارتطام الاصابع ببعضها! وأخيرا يضع باحثون في معهد الامراض العصبية والسكتة الدماغية الوطني في باثاسيدا في الولايات المتحدة، طرقا لحفز المخ على التعلّم بعد إرسال تيارات كهربائية ضئيلة الشدة نحوه.
واستند الباحثون في تطويرهم للمنظار القتالي «الذكي» على مبدأ ان مخ الانسان يستقبل ويحلل في داخله معلومات بصرية كثيرة يستقبلها، من دون ان يقدم الى الخارج سوى تحليلات قليلة عنها، ولذلك فإن وضع أقطاب كهربائية في الجمجمة تحت خوذة الجنود سيتيح تسجيل نشاط المخ لدى استقبال الصور، وتقود مع الزمن الى «تعليم» المنظار على التعرف بنفسه على الأخطار والتهديدات.
من جهته قال بول هاستر البروفسور في الهندسة بجامعة جورجيا التكنولوجية المساهمة في التطوير، إن التقنية الجديدة مثال على «هندسة التشكيلات العصبية» التي تندمج فيها المعدات والبرامج الالكترونية مع الذكاء البشري. واضاف: «عندما ستشاهد صورة معينة في ساحة القتال، تكون واقعة في نطاق رؤيتك، فان المنظار سيكون منفتحا على صورة اكبر، وان حدث ورصد المنظار شيئا مهما فانه سيعرض عليك صورته».
على صعيد آخر يختبر العلماء اليابانيون في شركة «إن تي تي دوكومو» الكبرى للاتصالات، أدوات يمكن ارتداؤها تصمم برقائق الكترونية، يمكنها توجيه الاوامر بعد تسلمها إشارات الانسان وحركاته بل وحتى دقات اصابعه! وقال ماساكي فوكوموتو رئيس مهندسي الابحاث في الشركة: «اننا نطور الهواتف الجوالة للمستقبل». وفي العروض التي قدمها ارتدى الباحث الياباني جهازا عملاقا على رأسه مليئا بالاسلاك، مرتبطا بشاشة ظهرت عليها مخططات بدأت تهتز بقوة لدى تحريكه لحدقتي عينه. ونجح في زيادة شدة صوت جهاز موسيقي بحركة من عينيه. كما عرض هاتفا جوالا يمكن ارتداؤه على شكل حلقة قطرها بقطر كرة الغولف. وعندما يغلق مرتدي الهاتف أذنيه بأصابعه فان الصوت ينتقل مع ذلك، ولكن عن طريق العظام. واخيرا عرض ساعة لليد يمكنها ان تعمل كأداة للتحكم من بعد (ريموت كونترول) ترصد الدقات الخفيفة الناتجة عن ارتطام إبهام اليد مع السبابة.. وهي أوامر لتشغيل جهاز عرض الأقراص الرقمية.