طهران: اعتقال العشرات لتورطهم بالتخطيط لهجمات داخل إيران

أحمدي نجاد: إذا نجحوا في إغلاق جميع الأبواب.. سنظل عازمين على مواصلة برنامجنا النووي

TT

قالت وكالة الانباء الإيرانية (ارنا) إن قوات الامن الايرانية ألقت القبض أمس على عشرة اشخاص يحملون اسلحة تشمل قاذفات صواريخ تلقوا تدريبا في الخارج على تنفيذ هجمات في ايران. ونقلت الوكالة عن مسؤول بالشرطة في أقليم سستان وبلوخستان قوله إن الاعتقالات جرت بعد ان اشتبكت قوات الامن مع «ارهابيين» في الايام الاخيرة. ونقلت الوكالة عن غلام علي نقوي قوله «هذه العصابات دخلت البلاد للقيام بتفجيرات وترهيب المسؤولين وخلق حالة خوف وذعر بين شعب الاقليم... لكن تم اعتقال عشرة منهم في عملية». وقال نقوي ان هذه المجموعات التي كانت تحمل اسلحة تضم قاذفات صواريخ واسلحة اخرى تلقت تدريبها خارج البلاد دون ان يخوض في تفاصيل. واتهمت طهران في الماضي بريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة زعزعة استقرار إيران من خلال دعم متمردين من الاقليات العرقية يعملون في مناطق حدودية حساسة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي خطف مسلحون 16 شرطيا ايرانيا وعبروا بهم الحدود الى باكستان. والقت طهران باللائمة في الهجوم على جماعة «جند الله» وهي جماعة سنية تم الربط بينها وبين تنظيم «القاعدة» وتقول ان قواعدها تقع في باكستان. واعلنت جماعة «جند الله» المسؤولية عن الهجوم، وقالت انها قتلت اثنين من الرهائن وهددت بقتل الباقين اذا رفضت طهران تلبية مطالبهم التي تشمل الافراج عن زملاء سجناء. واقاليم ايران الواقعة على الحدود مع افغانستان وباكستان تعد مسارات رئيسية لتهريب المخدرات وسلع اخرى. وقتل أكثر من 3600 من افراد الامن الايرانيين في المنطقة في القتال ضد مهربي المخدرات منذ الثورة الاسلامية في عام 1979.

الى ذلك، نقلت وكالة «ارنا» عن الرئيس محمود أحمدي نجاد قوله ان «أعداء» بلاده لن ينجحوا أبدا في وقف أنشطتها النووية. وسلم خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ايران يوم 14 يونيو (حزيران) الجاري عرضا ينطوي على حوافز في مجال التجارة ومجالات أخرى بهدف اقناع طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضع حد للخلاف الذي ساهم في ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية. وقال أحمدي نجاد في كلمة بمدينة كرمنشاه بغرب البلاد «فيما يتعلق بالقضية النووية... لم ينجح الاعداء في ايقاف أمتنا ولن ينجحوا أبدا في ايقاف برنامجنا». وأضاف «حتى اذا نجحوا في اغلاق جميع الابواب في وجه ايران فسيزيد ذلك من عزم الامة الايرانية على مواصلة الخطى على المسار النووي».

الى ذلك وصف علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، موضوع فتح قسم للمصالح الاميركية في طهران بأنه «إشاعة مغرضة». ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن لاريجاني قوله «عادة أنا لا أعلق على الشائعات. ولكن هذه الشائعات تبدو مغرضة». وكانت تقارير صحافية أميركية وتلميحات رسمية قد أشارت إلى أن واشنطن تفكر في فتح ما يسمى بقسم لرعاية المصالح أو سفارة غير رسمية في طهران، تتولى إصدار التأشيرات للمواطنين الايرانيين الراغبين في زيارة ذويهم في الولايات المتحدة. وقال لاريجاني على هامش انعقاد مؤتمر الجمعية الاسلامية للمهندسين إن «الاميركيين غير دقيقين فيما يقولون. قبل عامين كنا قد اقترحنا تنظيم رحلات جوية مباشرة (من طهران) إلى الولايات المتحدة. وإذا ما كان الاميركيون جادين حقا في هذا الشأن لكانوا ردوا على الاقل».

الى ذلك يقول خبراء ومسؤولون أميركيون إن شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على المنشآت النووية لايران قد يعود ببرنامج طهران سنوات الى الوراء لكنه سيزيد من خطر الثأر من القوات الاميركية في المنطقة ودفع ايران للعمل بمزيد من الجد لانتاج أسلحة نووية.

ويشير محللون الى أن الهجوم سيقتصر على شن غارات جوية بدلا من الهجوم الكامل النطاق الذي يستلزم قوات برية أميركية والتي هي الان موجودة في العراق وافغانستان. لكن هذا الهجوم قد يعوقه نقص المعلومات المخابراتية عن أعداد ومواقع المنشآت النووية المتناثرة في أنحاء ايران، حسبما يقول خبراء في مجال الامن النووي. ويشير كثير من المحللين الى أن هجوما اميركيا يمكن أن يؤخر قدرة ايران على امتلاك أسلحة نووية بما بين ثلاثة وخمسة أعوام على أقصى تقدير. ويرجح أن تستمر أجزاء من البرنامج وربما أيضا التكنولوجيا الحاسمة الى جانب المعرفة بكل تأكيد. ويقول تشارلز فيرجسون، الخبير النووي بمجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية «يمكن أن نعيده للوراء ربما بمقدار عدة أشهر على الاقل وقد تكون بضع سنوات لكننا في ذلك الحين نجازف باثارتهم للعمل بمزيد من الجد في المرة التالية حيث يدفنون المنشآت على أعماق اكبر وينصبون المزيد من بطاريات الدفاع الجوي». ومن بين الاهداف المحتملة التي يتكرر ذكرها على ألسنة الخبراء النوويين ثلاث منشآت كبيرة هي منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم والموجودة تحت الارض ومحطة اراك التي يمكن استخدامها في انتاج البلوتونيوم ومركز بحثي كبير ومنشأة لتحويل اليورانيوم في أصفهان. وتكهن خبراء بأن هناك منشآت أخرى متناثرة في أنحاء البلاد ويمكن أن تكون ضمن الاهداف. وأشارت صور التقطت بالقمر الصناعي الى أن ايران حفرت أنفاقا حول نطنز على سبيل المثال قد تحوي معدات لتخصيب اليورانيوم.

وذكر مسؤولون دفاعيون اميركيون، تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم، لرويترز ان منشآت الابحاث النووية في العاصمة الايرانية قد تستهدف ايضا لكن مثل هذه الهجمات تزيد من المجازفة بوقوع خسائر بشرية بين المدنيين اضافة الى خطر اثارة جدل دولي.

ويشير محللون دفاعيون ومسؤولون الى أن المخاطر العسكرية كبيرة. ولعل أبرزها احتمال قيام جماعات اسلامية مسلحة، تقول واشنطن ان طهران تدعمها، بالثأر من القوات الاميركية. لكن ما يخيف المسؤولين داخل وزارة الدفاع الاميركية على وجه الخصوص هو احتمال أن تستخدم ايران زوارق انتحارية لمهاجمة سفن أميركية في الخليج أو لتعطيل تجارة النفط الخام. وقال جون بولتون، مندوب الولايات المتحدة السابق لدى منظمة الامم المتحدة، والذي يؤيد القيام بعمل عسكري ضد ايران، ان البيت الابيض لا يرغب في التحرك خاصة بعد أن ذكر تقرير مخابراتي أميركي العام الماضي أن ايران أوقفت العمل في قنبلة نووية. ويقول بعض الصقور ان التقرير صور التهديد في صورة أقل من الحقيقة. وصرح بولتون لرويترز بأن سياسة ادارة بوش تجاه ايران «مزقت دبلوماسيا الى حد أنها جعلت امكانية استخدام القوة مستحيلا». ومضى يقول «في ظل اليقين الفعلي بأن الولايات المتحدة لن تتحرك فان هذا يجبر الحكومة الاسرائيلية على اتخاذ قرار بشأن ما اذا كانت ستتحرك عسكريا».