مصدر في وكالة الطاقة: العينة من الموقع السوري أرسلت إلى مختبرات التحليل

دمشق تبقي مهمة وفد الطاقة بعيداً عن الإعلام والسياسة

TT

أكد مصدر مطلع بالوكالة الدولية للطاقة الذرية من مقرها بالعاصمة النمساوية، فيينا، في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان العينات المختلفة التي عاد بها فريق المفتشين الدوليين الذي زار سورية للتقصي حول حقيقة المفاعل المزعوم بمنطقة الكبر السورية قد تم ارسالها لمعامل الوكالة بمنطقة سايبر زدورف الواقعة على بعد 25 كيلومترا جنوب فيينا، وذلك للبدء فوراً في تحليلها ودراستها ثم رفع تقرير بالنتائج.

من جانبه، اشار المندوب الاميركي لدى وكالة الطاقة الذرية السفير غريغوري شولتي، ردا على سؤال «الشرق الاوسط» إلى أنهم يترقبون التقرير الذي ستصدره الوكالة عن نتائج الزيارة الاولى لمفتشيها الى سورية حاثاً دمشق على بذل كل جهد ممكن للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وألا تحاول بأي شكل من الاشكال إعاقة مسار التحقيقات عبر منع المفتشين من زيارة اية مواقع يرونها ضرورية او ان تحول دون اطلاعهم على اية وثائق يطلبونها. من جانب آخر، رحب المندوب الاميركي بمسار التحقيقات وعمليات التقصي في سورية، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة التام لمد يد العون للوكالة في كل ما قد تحتاجه لمواصلة عمليات التحقق. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين في فيينا أن التحقيق الذي اجرته الوكالة الدولية كان ضيقا بعد ان رفضت سورية مطالب الوكالة لزيارة ثلاثة مواقع أخرى للبحث عن منشآت ضرورية للمفاعل المزعوم. وتصف دمشق المواقع الثلاثة بأنها قواعد عسكرية عادية لا صلة لها بتحقيق الوكالة. وكان اولي هاينونن، نائب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة، قد قال في تصريحات مقتضبة لدى عودته اول من امس من مهمته في سورية انها «كانت بداية جيدة، لكن ما زال ينبغي القيام بالكثير». وتابع بعد خروجه من الطائرة التي اعادته من دمشق الى فيينا «قمنا خلال هذه الزيارة بما كنا اتفقنا عليه. أنجزنا ما كنا نريده من هذه الرحلة الاولى. اخذنا العينات التي كنا نريد اخذها. والآن ينبغي تحليلها» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وسئل عما اذا كان يتوقع العودة الى سورية في المستقبل القريب لاستكمال التحقيقات، فقال «ما زال الوقت مبكراً للتكهن بذلك. سوف نواصل العمل ونرى في الايام والاسابيع المقبلة ما الذي سيحصل لاحقا». وكان هاينونن قد وصل مع خبيرين آخرين الى سورية الاحد للتحقيق في مزاعم بأن الموقع السري الذي قصفته اسرائيل العام الماضي في الكبر قرب دير الزور بمنطقة صحراوية شمال شرقي سورية كان يضم مفاعلا نوويا على وشك اكتمال بنائه. وفي دمشق، لم يصدر أي تعليق أو بيان رسمي بخصوص زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن سورية ترى ان مهمة الوفد «تقنية بحتة» ويفضل إبقاؤها «بعيدة عن السياسة والإعلام».