اقتراح إسرائيلي بنقل المعتقلين «الخطرين» لغزة في أي صفقة تبادل أسرى

حماس ترفض تحويل الاعتقال الى إبعاد وتقول إنها سلمت مصر آلية مقبولة

شاب فلسطيني يشتبك مع جندي اسرائيلي خلال احتجاجات ضد جدار الفصل في قرية نعلين قرب رام الله,امس (ا ف ب)
TT

من المتوقع أن تبدأ حركة حماس وإسرائيل الاسبوع المقبل في القاهرة وبرعاية مصرية مفاوضات ماراثونية للتوصل لصفقة تبادل أسرى فلسطينيين مقابل الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شليط في ظل طرح إسرائيل مقترحات جديدة للتغلب على الخلافات التي تعترض سبل اتمام الصفقة.

ووصل مسؤول ملف الاسرى الاسرائيلي، اوفر دكل الى القاهرة لنقل المقترحات الاسرائيلية الجديدة قبل بدء المفاوضات غير المباشرة. وعلمت «الشرق الاوسط» أن إسرائيل اقترحت على مصر أن ينقل الاسرى الذين تعترض على اطلاق سراحهم بسبب ادانتهم بعمليات قتل كبيرة الى قطاع غزة بدلاً من السماح لهم بالعودة الى منازلهم في الضفة الغربية. وفي حال موافقة حركة حماس على الاقتراح الاسرائيلي فانه سيتم اطلاق سراح جميع الاسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم، وعلى رأسهم عباس السيد، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة في طولكرم الذي تحمله اسرائيل مسؤولية عملية التفجيرية في نتانيا في مارس (اذار) 2002 وأسفرت عن مقتل 33 اسرائيليا وجرح العشرات، الى جانب اطلاق سراح قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في الضفة الغربية الذين يقضون احكاماً بالسجن المؤبد. ورجحت مصادر فلسطينية أن تكون الضجة التي تحدثها اسرائيل حول الاسماء التي تضمنتها قائمة الاسرى التي قدمتها حماس تأتي من اجل اقناع الحركة بقبول الاقتراح بنقل الاسرى المفرج عنهم الى غزة. غير ان حماس ترفض الاقتراح الاسرائيلي. وقال فوزي برهوم لـ«الشرق الاوسط» ان الحركة لن تقبل بتحويل الاعتقال الى ابعاد. وأضاف ان حماس سلمت مصر الية مقبولة لصفقة تبادل الاسرى ولن تقبل تقسيمها وفق اعتبارات مناطقية. وتابع برهوم ان حماس تعتبر أي تسويف اسرائيلي في قبول المقترح هذا انما سيكون محاولة للتنصل من استحقاقات انهاء هذه القضية.

من ناحية ثانية اكدت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن الكثير من الأوساط العسكرية والسياسية الاسرائيلية دعت في محادثات مغلقة الى طرح فكرة اعادة الاسرى الذين ترفض اسرائيل اطلاق سراحهم ويقطنون في الضفة الغربية الى قطاع غزة على اعتبار أن انتقالهم للقطاع لن يساهم في تعاظم عمليات المقاومة هناك، حيث أن بيئة المقاومة هناك غنية أصلاً، ولن يؤثر عليها انتقال بضع عشرات من كبار الأسرى.

على صعيد اخر قال وزير البيئة الاسرائيلي جدعون عيزرا الذي شغل في الماضي منصب نائب وزير المخابرات الاسرائيلية أن اسرائيل بإمكانها الإفراج عن معتقلين فلسطينيين حتى لو ادينوا بعمليات قتل كثيرة في حال مضى على وجودهم في السجن فترة طويلة، لأن هناك إمكانية ضئيلة جداً أن يعود هؤلاء للعمل المقاوم. وفي تصريحات للإذاعة الاسرائيلية قال عيزار «من واقع تجربتي أؤكد أن إطلاق سراح المعتقلين الذين مضى على وجودهم في السجن فترة طويلة لا يعودون للانشغال في العمليات العدائية ضد اسرائيل»، مستذكراً أن معظم الذين يقودون الجهد التفاوضي الفلسطيني مع اسرائيل حالياً كانوا في السابق معتقلين في السجون الاسرائيلية. وكانت كتائب القسام قد اعلنت تمسكها بشروطها لعقد صفقة لتبادل الاسرى. وقال ابو عبيدة الناطق باسمها «أن استمرار تعنت إسرائيل سوف يؤدي إلى خسارة كبيرة للاحتلال مع بقاء شاليط قيد الأسر». وأضاف في تصريحات نقلها موقع كتائب القسام على شبكة الانترنت «على حكومة الاحتلال التوقف عن منطق التعنت والاستكبار والعنجهية لأن هذا المنطق لن يجلب لهم سوى الخسارة ونحن سنحتفظ بهذا الجندي كورقة للإفراج عن أسرانا ولن نتنازل عن شروطنا».