الفلسطينيون في غزة يتبرمون من منح إسرائيل مبررات لإغلاق المعابر

TT

بعيد ظهر امس، سيطر الوجوم للحظات على ركاب سيارة الأجرة التي كانت تنطلق من المنطقة الوسطى في قطاع غزة الى غزة المدينة عندما قطع المذيع فجأة البرنامج الذي كان يقدمه ليعلن عن سقوط قذيفة صاروخية انطلقت من غزة على جنوب إسرائيل. ولم يتوان ركاب السيارة وجميعهم كان قد قضى وقتاً طويلاً في الانتظار قبل ان يعثر على سيارة أجرة لنقله بسبب العدد القليل جداً من السيارات التي تتحرك على الشارع للنقص الهائل في الوقود عن التعبير عن تبرمهم لما حدث، على اعتبار أن ذلك سيمنح إسرائيل المزيد من المسوغات لمواصلة الحصار على القطاع وإغلاق المعابر. أحد الركاب الذي كان يجلس بجوار سائق السيارة لم يملك نفسه من فورة غضب عارمة بسبب ما سمعه. وكما قال هذا الشخص، فإنه أصبح يعرج بسبب انسداد في أحد الشرايين التي تغذي فخذه، وبالتالي فهو ينتظر على أحر من الجمر اعادة فتح معبر رفح لكي يتمكن من مغادرة القطاع وإجراء عملية جراحية لإنقاذ رجله. ويضيف أن اطباءه في القطاع أكدوا له أنه في حال لم يستطع المغادرة للعلاج فإن هناك احتمالا أن تبتر ساقه. الجدل الذي دار بين ركاب هذه السيارة هو صورة مصغرة للجدل الذي يدور بين الفلسطينيين في مجمل القطاع، حيث أن الأغلبية الساحقة، تود منح اتفاق التهدئة الفرصة لتمكين الناس من التقاط الأنفاس. وبقدر ما تعاظم منسوب الآمال لدى الناس في غزة بعد الاعلان عن التهدئة بقدر ما كانت خيبة الأمل كبيرة بعد أن قام فصيلان بخرقها. واكد غسان ابو سمحه، 44 عاما، الذي يعمل مدرسا في احدى مدارس شمال غزة، أنه غير قادر على ايجاد أي مسوغ لحالة اللامبالاة التي تتعامل بها الفصائل الفلسطينية مع الناس. وفي تصريح لـ«الشرق الاوسط»، تساءل ابو سمحه «هل يمكن لمقاومة أن تنجح بدون شعب يحضنها؟، وهل يمكن لشعب أن يعيش من دون مقومات الصمود»، معتبراً أن الناس باتوا يتعطشون لفترة من الاستراحة. الحكومة المقالة والفصائل الفلسطينية التي ادركت ردة الفعل الغاضبة للجمهور الفلسطيني سارعت الى عقد اول لقاء تنسيقي لمناقشة الأمر. فقد شرع سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة هنية المقالة في عقد سلسلة لقاءات مع ممثلي الفصائل، حيث التقى بممثلين عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية. وبعد ذلك عقد لقاء مع ممثلي حركة الجهاد الاسلامي. وفي اعقاب هذه اللقاءات، أعلن صيام عن تشكيل «لجنة أزمة» لمتابعة ملف التهدئة ورصد ما وصفه بالخروقات الإسرائيلية لها. وفي مؤتمر صحافي عقده في منزله بغزة، قال «تم الاتفاق على تشكيل خلية أزمة تضم القوى الفلسطينية لمتابعة موضوع التهدئة ورصد الخروقات لها ويجب أن تعطي التهدئة فرصة للحفاظ علي مصالح الشعب الفلسطيني وفك الحصار». ونوه صيام بأنه تم بحث مبادرة لتهيئة الأجواء الفلسطينية الداخلية للحوار من غير الإفراج عن المعتقلين السياسيين بغزة والضفة الغربية.