ارتفاع جديد في شعبية أولمرت.. وخصومه يصرون على دفعه للاستقالة

ليفني الأوفر حظاً لخلافته تقيم تحالفات مع شخصيات مؤثرة في الحزب

TT

في الوقت الذي نشرت فيه نتائج استطلاعات رأي تشير الى ان شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، ارتفعت من جديد داخل حزبه «كديما»، خرج أربعة من قادة هذا الحزب بتصريحات تفيد بأنه سيستبدل في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. فقد أعلنت القائمة بأعمال رئيس الحكومة، وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، أن رئيساً جديداً للوزراء سينتخب في اكتوبر(تشرين الأول) المقبل. وقال وزير الأمن الداخلي، وهو أحد المنافسين على رئاسة الحزب، انه لا يرى أن أولمرت سيستطيع الصمود بعد أكتوبر. وانضم اليهما في هذا التقويم كل من وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي يعتبر نفسه قائدا لمعسكر أولمرت بعد استقالته، وتساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الذي كان قد أدار المفاوضات الناجحة لتسوية الخلافات بين أولمرت ورئيس حزب العمل، ايهود باراك. لكن المقربين من أولمرت يبثون الرسائل في كل الاتجاهات بأنه من السابق لأوانه رثاؤه، وان التطورات في الأسابيع المقبلة ستنشئ ظروفا جديدة تجعل أولمرت قادرا على ترشيح نفسه من جديد لرئاسة «كديما» والفوز بها، وبالتالي ترسيخ ائتلافه الحالي من دون حاجة للانتخابات العامة. ويرى هؤلاء أن أولمرت سيفند جميع الاتهامات ضده في قضايا الفساد وسيقنع الجمهور بأن هذه الاتهامات ليست سوى افتراءات استهدفت تعطيل برنامجه للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين والى مفاوضات جادة للسلام مع سورية. ويستمد أولمرت ورجاله هذا التفاؤل من نتائج استطلاع رأي جديد، نشرته أمس صحيفة «يديعوت أحرونوت»، جاء فيه ان شعبيته ارتفعت بشكل كبير داخل حزبه. ففي حين يقبع في المكان الخامس في قاع قائمة المرشحين لرئاسة الحزب، ارتفع الى المرتبة الثالثة (تسيبي ليفني احتفظت بالمرتبة الأولى برصيد 31% يليها شاؤول موفاز 23% وأولمرت 21% ثم آفي ديختر 11% ومئير شطريت، وزير الداخلية، 6%). ولكن المعطيات المفاجئة وردت عندما سئل أعضاء «كديما» عن موقفهم في حالة نجاح أولمرت في تفنيد الاتهامات خلال التحقيق. وتبين ان الشبهات أخف مما تظهرها الشرطة، فجاءت النتائج أن أولمرت سيفوز عندها بالمرتبة الأولى ويحصل على 30%، تليه ليفني 26% ثم موفاز 19% وديختر 9% وشطريت 6%. ورأى معدو الاستطلاع أن هذه النتائج تدل على أن أولمرت ما زال الشخصية الأقوى في «كديما»، وانه بدأ يسترد شعبيته في الحزب وربما خارج صفوفه. واعتبر رجال أولمرت هذه النتائج دليلا على ان «الجمهور بدأ يدرك حقيقة المؤامرة ضد أولمرت وبرنامجه السلمي». لكن خصوم أولمرت حذروا من «الزهو الزائد». وقال النائب زئيف ألكين، أحد أشد المعارضين له في «كديما»، ان الجمهور لن يحتمل استمرار سياسة أولمرت في تجاهل شعوره بالمرارة من الفساد. وقال ان الحل الوحيد للأزمة التي دخل اليها «كديما» هو في التخلص من الفساد ومن كل آثاره. ودعا أولمرت الى الاستقالة في سبيل المحافظة على نفوذ الحزب واستمراره كحزب حاكم والامتناع عن وضع نفسه ومصلحته الشخصية فوق مصلحة الحزب.

على صعيد آخر، كشف النقاب، أمس، ان ليفني بدأت تقيم تحالفات هادئة داخل «كديما» لتعزيز مكانتها ورفع نسبة التأييد لها. وانها اجتمعت أخيرا مع حاييم رامون، نائب رئيس الحكومة المعروف بقربه الشديد من أولمرت، والذي اختلف معه أخيراً لأنه اعترض بشدة على اتفاق التهدئة مع حماس. كما انها تحاول التنسيق مع الوزير ديختر، طامعة في انتقال مؤيديه الى صفوفها.