السنيورة زار سليمان وبري وتحدث عن تقدم ونواب «حزب الله» أكدوا للرئيس تعاونهم

مؤشرات إيجابية إلى قرب انفراج الأزمة الحكومية في لبنان

TT

لاحت امس في «الافق السياسي» في لبنان، وخلافاً لما كانت عليه الحال في الايام القليلة الماضية، بعض المؤشرات لايجابية في اتجاه تذليل الكثير من العقبات التي اعترضت سبيل ولادة الحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال سليمان. وقد ظهرت هذه المؤشرات اولاً في زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، فؤاد السنيورة، الى القصر الجمهوري واجتماعه على مدى ساعة بالرئيس سليمان وانتقاله مباشرة الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري، ثم استقباله في السرايا الحكومية رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع. فيما استقبل رئيس الجمهورية كتلة نواب «حزب الله». وذكرت مصادر نواب الحزب انهم سمعوا من الرئيس سليمان «قرب الاعلان عن التشكيلة الحكومية».

لقاء الرئيس سليمان والرئيس السنيورة استمر ساعة وتحدث بعده رئيس الحكومة الى الصحافيين، فقال: «نحن، ان شاء الله، نتقدم. هذا ما يمكنني قوله باختصار. وانا مرتاح للتقدم الذي يجري الآن. لكن من الطبيعي القول انه بكثير من الروية والحكمة والرغبة نصل، ان شاء الله، الى امر يحظى بالارتياح من قبل الجميع».

وسئل: ماذا بخصوص الطرح القائل بإعطاء العماد عون منصب نائب رئيس الحكومة وحقيبة اساسية، هل وافقت الاكثرية وهل وافق العماد عون؟ فأجاب: «هنا نعود الى العمل في المطبخ. دعوني انا في المطبخ واجلسوا انتم في غرفة الطعام».

وسئل: بعد لقاء الرئيس سليمان مع كتلة «الوفاء للمقاومة» هل من امر ملموس يدل على قرب تشكيل الحكومة؟ فقال: «اود ان اؤكد للمرة المليون: انا من اشد المتحمسين لانجاز هذا العمل. ولا ادخر وسيلة الا واقوم بها. واتغاضى عن كل الامور الجانبية التي لا مصلحة لأحد على الاطلاق ان يضيع وقته فيها. واركز على الامور الاساسية التي تمكننا من تأليف حكومة في وقت قريب».

وسئل السنيورة هل ستعلن الحكومة خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة، فأجاب: «لا استطيع ان اقول ان العقبات كلها قد ذللت. ولا استطيع ان اتحدث عن ثمان واربعين ساعة. انا اليوم مرتاح اكثر بقليل مما كنت عليه سابقاً».

وسئل: هل تعتبرون ان وزارتي الاتصالات والعدل اصبحتا وزارتين سياديتين والاكثرية مستعدة للتنازل عنهما؟ فقال: «لقد طرحت سابقاً هذا الموضوع وقلت حينها ان الحقائب السيادية عددها اربع. وقلت اكثر من مرة ان ليس هناك من حقيبة ملك لطائفة. وعندما قلنا ذلك عبّرنا مباشرة عن انطباع ساد عند البعض بانه لا يمكن التخلي عن وزارة المال. يا ليتهم يأخذون المال». وكان لقاء الرئيس سليمان مع نواب «حزب الله» سبق اجتماعه بالرئيس السنيورة. وذكرت معلومات وزعها مكتب الاعلام في القصر الجمهوري ان رئيس الكتلة النائب محمد رعد نقل الى الرئيس سليمان تحيات الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مجدداً تهنئته بانتخابه ومؤكداً على تعاون الكتلة ودعمها لمواقفه. وتطرق البحث الى الاوضاع العامة في البلاد والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقد رد الرئيس سليمان شاكراً لرئيس واعضاء الكتلة تهانيهم. وحملهم تحياته الى الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، مؤكداً على «اهمية تضامن اللبنانيين والمساهمة في الحلول لمعالجة الازمات الراهنة سياسيا واقتصاديا وامنيا». واكد للوفد على «ضرورة استمرار الحوار بين اللبنانيين والا تؤدي الخلافات السياسية الطارئة الى انعكاسات سلبية على الثوابت والخيارات الوطنية، وفي مقدمها المقاومة الوطنية التي هي امانة في عنق كل لبنان لانها مصدر قوة له». وشدد رئيس الجمهورية على «اهمية التعاون بين القيادات اللبنانية لمنع التدهور الامني ومساعدة الجيش والقوى الامنية في معالجة الاحداث التي تقع، ومنع التفلت والتعديات، حتى يتمكن الوطن من استعادة عافيته على اسس متينة وقواعد الوفاق الوطني التي اقرت في الطائف».

وبعد اللقاء، قال النائب رعد للصحافيين: «جئنا ككتلة الوفاء للمقاومة لتجديد التهنئة لفخامة الرئيس. واكدنا له تعاوننا ودعمنا من اجل تحقيق العودة الطبيعية للحياة السياسية في البلاد. وطرحنا خلال اللقاء جملة مواضيع سياسية منها ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، مبدين قلقنا من التأخير في ولادتها وما يتركه ذلك من تداعيات امنية واقتصادية في ظل تفاقم الوضع المعيشي وتدني القوة الشرائية. وقد طالبنا بمعالجات سريعة لهذه المسائل. ووجدنا لدى فخامته كل تجاوب». هذا، ولم يدل الرئيس السنيورة بأي تصريح عقب اجتماعه بالرئيس بري. وهو استقبل رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال عقب اللقاء: « هناك اقتراحات جديدة مطروحة. البعض منها ليس ذا فائدة ابدا. والبعض الاخر يمكن التوقف عنده. وقد ناقشنا مطولا ودخلنا في تفاصيل الامور. والرئيس السنيورة سيتابع مع رئيس الجمهورية للوصول الى أفضل شيء ممكن في اسرع وقت لتأليف الحكومة، لانه لا يجوز ان تبقى البلاد اكثر من ذلك من دون حكومة. وفي هذا الاطار، صحيح انه يجب الاسراع في تأليف الحكومة ولكن لن نرضى بأي حكومة. وبالتالي الى جانب الاسراع في تأليف الحكومة يجب ان تكون التشكيلة في الحد الادنى من المنطق والتوازن من كل الجوانب، سواء مستوى الطوائف او الاحزاب والمجموعات السياسية في لبنان. وعلى هذا الاساس انهينا الاجتماع. وآمل في وقت ليس بطويل ان يتوصل رئيسا الجمهورية والحكومة الى اعلان التشكيلة الجديدة».

وسئل اذا كانت العروض الجديدة التي سيقدمها الرئيس المكلف فيها توازن لكل الاطراف، فقال: «بعض العروض بالنسبة الينا غير مقبولة».

وسئل جعجع: اعلنت المعارضة عن تحرك جديد لها الاسبوع المقبل، في حال لم يتم التوصل الى تأليف سريع للحكومة، وهل مشكلة الرغيف هي في هذا الاطار؟ فأجاب: «من مصلحة الجميع ان يستمر العمل السياسي في اطاره السياسي. .. أتمنى ان ينزل الناس الى الوسط التجاري ويشاهدوا وضعه الان ويتذكروا منذ شهر او اثنين او ثلاثة كيف كان وضعه. لا نريد ان نضع البلد في هكذا حال. فهل هم يريدون ذلك؟ انا لا ارى ذلك».

ومن جانبه قال مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» نواف الموسوي ان «آخر طرح قدمته المعارضة يعطي حقيبة الاتصالات او العدل للنائب ميشال عون، بالاضافة الى موقع نائب رئيس مجلس الوزراء». واتهم «قوى الاكثرية بتنفيذ قرار من جهة خارجية يقضي بتأخير تشكيل الحكومة» .