«الكتلة الوطنية»: ما يقوم به حزب الله مشروع احتلال يحظى بمباركة سورية

TT

استمرت امس المواقف التي تعكس تخوفا من الخطاب الذي اعتمده اخيرا عدد من مسؤولي حزب الله، في ما يخص قضايا لبنانية حساسة، بدءا من تشكيل الحكومة الاولى في عهد الرئيس ميشال سليمان، مرورا بموضوع سلاح المقاومة والموقف من مسألة مزارع شبعا المحتلة، وصولا الى التلميحات بالعودة مجددا الى استخدام القوة العسكرية في الداخل اذا لم تحصل المعارضة على ما تطالب به تحت شعار «المشاركة» في مؤسسات الدولة، وتعتبره الاكثرية استسلاما في حال موافقتها عليه.

وفي هذا الاطار، كان لافتا موقف حزب «الكتلة الوطنية اللبنانية»، الذي عقد امس اجتماعه الدوري برئاسة العميد كارلوس اده واصدر بيانا اعتبر فيه ان ما يقوم به حزب الله «ليس انقلابا بل مشروع احتلال»، وان «ما ينقص تنفيذ هذا السيناريو هو حادث يعطي مبررا لكي يهيئ ظروف الاحتلال». واعتبر ان «تحركا وطنيا شاملا هو وحده الذي سيجعل حزب الله يتردد في القيام بمغامرته العسكرية التي تحظى، على ما يبدو، بمباركة سورية وغض نظر اسرائيلي».

وجاء في بيان الكتلة الوطنية: «ان الحوادث المؤسفة المتنقلة من البقاع الى الشمال بين ابناء الشعب الواحد، التي اخذت منحى طائفيا بغيضا وبدأت نتائجها تظهر بفرز سكاني على الارض، مردها الى امور عدة حذر منها حزب الكتلة الوطنية منذ زمن ولا يزال. فالسلاح الذي لطالما انتقدنا وجوده في يد فريق واحد سيوجد عدم توازن ورغبة لدى الجميع بالتسلح تعويضا عن أمن لم يجدوه لدى القوى الشرعية اللبنانية. وكنا ايضا قد نبهنا وحذرنا من محاولات حزب الله القيام بانقلاب في لبنان. والآن نقول ان الاوان اتى وانه ليس انقلابا، بل مشروع احتلال. وان ما ينقص تنفيذ هذا السيناريو هو حادث ما يعطي مبررا لكي يهيىء ظروف الاحتلال. وان تحركا وطنيا شاملا هو فقط الذي سيجعل حزب الله يتردد في القيام بمغامرته العسكرية التي تحظى، على ما يبدو، بمباركة سورية وغض نظر اسرائيلي، في خضم انتخابات اميركية تشغل بال المسؤولين فيها عن احوال المنطقة».

وقال حزب «الكتلة الوطنية»: «لقد وضع حزب الله نصب عينيه تعطيل تأليف الحكومة وعرقلته، اما مباشرة او بطريقة غير مباشرة عبر اتباعه وحلفائه. وحتى لو سميت الحكومة، فسينتقل حزب الله الى مرحلة وعرقلة اخرى، هي تعطيل البيان الوزاري. والسبب هو تمسكه، عن غير حق، بسوابق حكومية تشير الى اهمية المقاومة. ان هذه العبارات هي لحزب الله كاتفاق القاهرة المشؤوم للمقاومة الفلسطينية». واضاف: «ان حزب الله يعتبر ان تحركه على كامل الاراضي اللبنانية بالسلاح هو حق، وايهامه الجميع بان التهديد الذي يتعرض له يشرع له اي ردة فعل واي حروب استباقية. وهذا باعتراف مسؤوليه في خطاباتهم. وليس اقله من الدلائل تهديدات قيادييه المتكررة باجتياح بيروت ومحاولات اجتياحه الجبل وتوزيع سلاحه الثقيل وتدريب عملائه وحلفائه. وآخر ابتكاراته العسكرية هو اعتقال المتنزهين في صنين وجبل لبنان. الى متى يجب السكوت والانتظار؟ وهل يعود ينفع الندم بعد حين؟».

وتابع: «من حتمية القدر وشواهد التاريخ ما شاهدناه الاسبوع الفائت من تزامن بين رفع الستارة عن لوحة للعميد الشهيد فرنسوا الحاج (مدير غرفة العمليات العسكرية في قيادة الجيش) هذا الجنرال المقدام والمجرد الذي وضع وطنه وحماية مواطنيه ضمن اولوياته ولم يردعه خط احمر ولا غيره، وكلام مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله السيد نواف الموسوي الذي قال ما حرفيته: لن يعين على رأس اي جهاز امني وفي اي موقع عسكري من لا تطمئن المقاومة الى صدق ولائه، ثم ينتقل الى التهديد بالحروب الداخلية ويبشرنا بدخول جحافله مجددا الى العاصمة. ان هذا الكلام نضعه امام الرأي العام اللبناني ونعتبره اخبارا يستوجب تحركا شاملا على الصعيد الوطني العام».