بوش: سأطلب من الكونغرس شطب كوريا الشمالية من لائحة دول «محور الشر»

بيونغ يانغ تسلم تقريرا مفصلا عن برنامجها النووي.. وتدمر اليوم مفاعل يونغ بيون النووي في بث تلفزيوني حي

TT

بعد ساعات على تقديم كوريا الشمالية لتقرير مفصل عن برنامجها النووي، أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أنه سيرفع طلبا الى الكونغرس يطلب فيه ازالة بيونغ يانغ من بين الدول الراعية للارهاب وانه سيصدر أمرا برفع العقوبات التجارية عنها. الا ان واشنطن بدت حذرة في ترحيبها ودعت الى التحقق من صحة المعلومات المقدمة. وعلى الرغم من ان الرئيس الاميركي رحب بكشف كوريا الشمالية عن تفاصيل برنامجها النووي، الا انه حذر من أن هذا الامر ليس سوى «خطوة أولى» على طريق تفكيك «شبكة معقدة» من العقوبات المفروضة على النظام الشيوعي في بيونغ يانغ، وقال ان على كوريا الشمالية ان تتخلى عن طموحاتها النووية. وأضاف: «اليوم هو يوم ايجابي، وهو خطوة ايجابية للامام. هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وقد وضعنا عملية للقيام بذلك بطريقة يمكن التحقق منها».

وأعلن البيت الابيض في بيان أن كوريا الشمالية سوف «تدمر برج التبريد في مفاعل يونغ بيون» اليوم، مضيفا أن «بيونغ يانغ تعهدت بتفكيك كل منشآتها النووية». وتعتزم كوريا الشمالية تدمير برج تبريد في مفاعل يونغ بيون النووي في بث تلفزيوني حي يشاهده الملايين في انحاء العالم كرمز على التزامها بالعملية. وتردد ان اعلان كوريا الشمالية اشتمل على الكشف عن 37 كلغ من مخزون البلوتونيوم اي اقل من توقعات الاستخبارات الاميركية التي قدرت الكمية بما بين 40 الى 50 كلغ.

الا انه على الرغم من الغاء العقوبات الاميركية عن بيونغ يانغ، فان الكثير من العقوبات الاخرى ومن بينها عقوبات فرضها مجلس الامن الدولي عليها وقيود أميركية أخرى ستظل سارية، حتى تكشف كوريا الشمالية بالكامل عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتجارب النووية وأنشطة الانتشار النووي والصواريخ الباليستية.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة تتوقع ان تسمح كوريا الشمالية بالدخول الى مفاعلها الاساسي للمساعدة على التحقق من اعلانها بشأن برامجها النووية.

واضافت: «نعتقد أن لدينا الامكانات التي يمكن من خلالها التحقق من اكتمال ودقة هذه الوثيقة. على سبيل المثال من أجل التحقق من درجة البلوتونيوم الذي قدمته كوريا الشمالية فقد حصلنا على وثائق لكننا نتوقع أيضا الدخول الى قلب المفاعل»، في اشارة الى مفاعل كوريا الشمالية النووي في يونغ بيون.

ووصفت رايس التي تزور مدينة كيوتو اليابانية للمشاركة في محادثات مجموعة الدول الثماني، اعلان بيونغ يانغ الذي يكشف عن برامجها النووية بانه «خطوة جيدة الى الامام»، الا انها قالت ان واشنطن لا تزال قلقة بشأن نشاطات كوريا الشمالية المزعومة في الانتشار النووي.

من جهته، قال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الاميركي ان العقوبات الاميركية التي رفعتها الولايات المتحدة عن كوريا الشمالية، ثانوية نسبيا وتؤثر في الغالب على من يحاولون استيراد سلع من كوريا الشمالية واجراء تعاملات مالية. وأضاف: «الكوريون الشماليون يفهمون ذلك.. ان درجة تخفيف العقوبات ثانوية نسبيا»، وأشار الى ان كوريا الشمالية ما تزال من اكثر النظم المقيدة بالعقوبات.

وبعد ستة اشهر من الموعد المقرر، سلم مسؤولون في كوريا الشمالية الملف الى الصين التي تستضيف المحادثات السداسية الجارية منذ 2003 بهدف دفع كوريا الشمالية الى تفكيك برنامجها النووي مقابل الحصول على مساعدات وتنازلات دبلوماسية.

ويشمل اعلان بيونغ يانغ تفاصيل عن المواد والمنشآت والبرامج النووية التي تملكها، ولا يشتمل على قائمة الاسلحة النووية الفعلية التي بحوزتها، اذ يتوقع ان يتم ذلك في مرحلة لاحقة من المفاوضات المعقدة، الا ان تقديم المعلومات الاخرى التي ستخضع لعملية تحقق قاسية، هي بمثابة خطوة رئيسية في جهود اقناع كوريا الشمالية على التخلي عن اسلحتها النووية التي تقول انها تحتاجها لردع الولايات المتحدة عن شن أي هجوم عليها.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان البيانات التي سلمتها كوريا الشمالية للصين لم تكشف فقط عن انتاجها للبلوتونيوم وانما كذلك عن انشطة لتخصيب اليورانيوم والانتشار النووي. وقالت الخارجية الاميركية في بيان ان «حزمة البيانات تشمل معلومات حول برنامج كوريا الشمالية لانتاج البلوتونيوم الذي اتاح انتاج مواد انشطارية لصنع اسلحة ذرية». واضاف البيان ان التقرير «يشير كذلك الى انشطة لتخصيب اليورانيوم وللانتشار النووي» قامت بها كوريا الشمالية. وعليه يمكن لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان «تسحب كوريا من قائمة الدول الارهابية في 11 اغسطس (آب)». وتابع البيان ان «الادارة لا تتوقع تنفيذ هذا القرار الا بعد موافقة الدول الست على مبادئ وبروتوكول التحقق وبعد بدء اعمال التحقق».

وسيتم خلال المحادثات السداسية التي تشارك فيها الى جانب الكوريتين كل من روسيا واليابان والولايات المتحدة والصين، وضع آلية للتحقق من كشف كوريا الشمالية عن كافة برامجها النووية. ولا يعرف بالضبط عدد الاسلحة النووية التي قد تكون كوريا الشمالية تمتلكها، وقدر معهد العلوم والامن الدولي الذي مقره الولايات المتحدة العام الماضي بان بيونغ يانغ عالجت كمية من البلوتونيوم تكفي لانتاج 12 سلاحا نوويا.

وكانت الولايات المتحدة قد وضعت كوريا الشمالية على قائمة الدول الراعية للارهاب في عام 1988 بعد الكشف عن قيام عملائها بتفجير طائرة تابعة لكوريا الجنوبية في العام الذي سبق مما ادى الى مقتل 115 شخصا كانوا على متنها. وتقول وزارة الخارجية الاميركية ان كوريا الشمالية لم ترع على ما يبدو اي عمل ارهابي منذ ذلك التفجير.