موغابي مصر على إجراء الانتخابات اليوم.. ومانديلا ينتقد قيادته «الفاشلة»

وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي يجتمعون في شرم الشيخ .. ورئيس زيمبابوي ينتقد قادة أفريقيا ويعلن مشاركته في المؤتمر

TT

يصر رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على المضي قدما باجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية اليوم، على الرغم من انه المرشح الوحيد الذي تبقى فيها، متجاهلا الدعوات الدولية بإلغائها وتأكيد الولايات المتحدة وفرنسا بأنهما لن تعترفا بنتائجها.

وللمرة الأولى وجه الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا انتقادات علانية لنظام الحكم في زيمبابوي، وقال لدى حضوره مأدبة عشاء لجمع تبرعات مالية في لندن مساء اول من أمس، انه من الواضح أن هناك «فشلا مفجعا للقيادة» في زيمبابوي. وأضاف مانديلا الذي يتحضر للاحتفال بعيد ميلاده التسعين في احتفالات خصصت له في لندن: «لقد شهدنا بالقرب من وطننا اندلاع العنف ضد أشقائنا الأفارقة في بلادنا والفشل المفجع للقيادة في جارتنا زيمبابوي».

ولم يدل مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام بمزيد من التعليقات على الوضع في زيمبابوي التي تربطها علاقات قوية مع جنوب أفريقيا. أما رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، فلايزال يحجم عن توجيه انتقاداته لموغابي حليفه، إلا أن الضجر الاقليمي يتصاعد.

ويبدو أن الولايات المتحدة تراهن على حصول انقسامات في صفوف حزب موغابي من شأنها أن تؤدي إلى حل الأزمة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي أمس: «حزب الاتحاد الوطني الأفريقي في زيمبابوي ـ الجبهة القومية لا يقتصر على موغابي. نأمل ان تحصل تسوية سياسية تشتمل على محادثات بين كل الاطراف، بمن فيهم الحزب الحاكم».

وأضاف: «نأمل ان يكون هناك في الحزب الحاكم أناس مدركون للوضع يكونون (...) وطنيين اولا ومن ثم اعضاء في الحزب ويبدون استعدادا للعمل من اجل مصلحة البلاد وللتوصل الى تسوية سياسية». ولم يذكر اي مسؤولين زيمبابويين يمكن ان يساهموا في ايجاد تسوية بالتفاوض لكن كلامه شكل اوضح مؤشر حتى الان الى التصور الاميركي لكيفية الخروج من الازمة.

وفي مساع لحل الأزمة في زيمبابوي، يفتتح وزراء خارجية الدول الاعضاء الـ53 في الاتحاد الافريقي اليوم في شرم الشيخ بمصر اجتماعهم التمهيدي للقمة التي ستعقد في الثلاثين من يونيو (حزيران) على خلفية ازمة سياسية في زيمبابوي ونزاعات متواصلة في مناطق اخرى من القارة الأفريقية.

وأعلن موغابي انه سيحضر الاجتماع، وقال في تجمع انتخابي مساء أمس: «سأذهب الى مصر وقد فهمت أن بعض الأشخاص يعدون أنفسهم لمواجهة زيمبابوي». وأضاف: «جرت هنا في أفريقيا انتخابات في ظروف سيئة للغاية. هؤلاء الرؤساء لا يزالون يقودون بلادهم ونحن لم نتدخل يوما في شؤونهم».

ودعا عدد من القادة الافارقة ولا سيما رئيسا السنغال وتنزانيا، الى ارجاء الانتخابات في زيمبابوي.

وقال احد السفراء الافارقة في مجلس السلام والامن للاتحاد الافريقي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الدعوة الصادرة عن (زعيم المعارضة) مورغان تسفانغراي تحرجنا وستحجب أزمة زيمبابوي المواضيع الاخرى كافة». وكان تسفنغراي قد ناشد زعماء القارة الافريقية التدخل من اجل ايجاد حل تفاوضي في بلاده. وهو كان تفوق على موغابي في الدورة الاولى من الانتخابات لكنه تخلى عن المشاركة في الدورة الثانية بسبب اعمال العنف. وقال مسؤول كبير في الاتحاد الافريقي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية: «على كل حال يجب على المفوضية ان تتخذ قرارات مثل ارسال مراقبين كما هو متوقع وكذلك الرد على قرار المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الجنوبية، المكلفة الوساطة».

كذلك، قال عضو في امانة تلك المجموعة للوكالة نفسها: «في الوقت الراهن الوساطة مستمرة لكننا ننتظر من الاتحاد الافريقي ان يواكبنا في الدعوة الى إرجاء الدورة الثانية». وأضاف: «نحن في حاجة لكل الدعم الممكن في هذه الاوقات الحرجة انها ازمة هامة جدا وخطيرة»، مشيرا الى ان «سيناريو نهاية الأزمة الاكثر احتمالا قد يشبه ما حدث في كينيا مع تشكيل حكومة وحدة لفترة انتقالية يجب تحديدها لاحقا». واستبعدت المجموعة الاقتصادية في الوقت الراهن اي تدخل عسكري وفضلت العمل الدبلوماسي.

ويعقد المجلس التنفيذي اجتماعه الجمعة للاعداد لقمة رؤساء الدول والحكومات في الثلاثين من يونيو (حزيران) والاول من يوليو (تموز) وموضوعه الاساسي هو «تحقيق اهداف الالفية للتنمية في مجال المياه والخدمات الصحية، الا ان النزاعات، وخصوصا في زيمبابوي قد تطغى على اي نقاط بحث اخرى.