أول لقاء لميدفيديف مع قادة أوروبا

بروكسل مهتمة بسماع آرائه حول الديمقراطية

TT

للمرة الاولى منذ انتخابه رئيساً لروسيا، يلتقي ديميتري ميدفيديف برؤساء اوروبا في قمة تعقد في سيبيريا وانطلقت أعمالها أمس، وتشكل فرصة جديدة لإطلاق مفاوضات بين الجانبين، ومحاولة لتخطي الخلافات السياسية والاقتصادية والتجارية. وتختلف موسكو وبروكسل حول قضايا كثيرة؛ أبرزها سياسة الطاقة والاستثمارات وتطويع المنظومة القانونية الروسية في المجالين التجاري والاقتصادي، اضافة الى تباين المواقف حول الوضع في اقليم كوسوفو وجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. وقبل ساعات قليلة من انطلاق أعمال القمة، قال الاتحاد الاوروبي إن هذه القمة تطبع بعاملين جديدين لهما تأثير مباشر على مسألة حقوق الانسان والديمقراطية والحريات في روسيا. وقال اماديو التفاج، المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الاوروبي، إن التكتل الموحد يتطلع إلى ما سيقوله الرئيس الروسي الجديد ميدفيديف، حول هذه المواضيع. وقال إن الاطلاق الرسمي للمفاوضات الرامية الى التوصل لاتفاق استراتيجي بين الطرفين، سيسمح بإلزام الطرف الروسي بحوار سياسي دوري لا يبتعد عن هذه المسائل.

وتعلق موسكو الكثير من الآمال على هذه القمة لجهة تقليص مساحات الخلاف بشأن تجديد اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والاتحاد الاوروبي التي انتهت في ديسمبر (كانون اول) عام 2007. وتتوقع مصادر الكرملين ان تسفر القمة عن اطلاق اشارة البدء في إعداد الاتفاقية بما يكفل ضمان تطور التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.

وكان الرئيس ميدفيديف قد أعرب في حديثه الى وكالة رويترز قبيل بدء اعمال القمة، عن امله في اعطاء دفعة لاعداد هذه الاتفاقية بوصفها اكثر القضايا تعقيداً في الآونة الاخيرة. وتحدث عن اهمية العلاقات بين الطرفين على اعتبار ان روسيا تحتل المرتبة الثالثة في قائمة المصدرين لبلدان الاتحاد الاوروبي فيما تعتبر السوق الرابعة لمنتجات الاتحاد الاوروبي. وكانت بولندا قد وقفت عقبة على طريق تجديد اتفاقية الشراكة مع روسيا بسبب رفض الأخيرة استيراد اللحوم البولندية، وهو ما عادت موسكو لتوافق عليه بعد مفاوضات مع دونالد توسك، رئيس الحكومة البولندية الجديد. غير ان عدداً من الاطراف الاوروبية عاد وطرح العديد من القضايا الخلافية الجديدة، مثل تراجع موسكو عن توقيع ميثاق الطاقة والعلاقات مع لاتفيا والاوضاع حول ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللتين اعلنتا انفصالهما من جانب واحد عن جورجيا. وتتسم هذه القضايا بطابع شديد الحدة تجعل الكرملين يتوقع عدم التوصل الى اتفاق حول اتفاقية الشراكة مع بلدان الاتحاد الاوروبي في المستقبل القريب، بل ثمة من يقول ان النص النهائي لن يكون جاهزا للتوقيع حتى خلال القمة المقبلة في باريس خريف هذا العام، بسبب تشدد مواقف الاطراف الاوروبية. ويتوقع المراقبون أن تقتصر الوثائق الصادرة عن القمة على اثنتين اولاهما، بدء المباحثات حول اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والاتحاد الاوروبي، والثانية حول التعاون الدولي.