بينما تشهد أسعار النفط الخام حاليا ارتفاعا مذهلا، ينشغل العالم في البحث عن مصادر أخرى للطاقة، يعمل العلماء الأميركيون والسويسريون لإنتاج النفط من البكتيريا. وذكر البروفيسور اوفة ساور من جامعة زيورخ السويسرية، أن نوعية النفط المحضر من معاملة البكتيريا مع الفضلات البيولوجية يتمتع بمواصفات كيماوية وبيئية تتفوق على النفط الخام المستخرج من باطن الأرض.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية المعروفة عن ساور، المختص ببيولوجيا البكتيريا، نجاح شركة LS9في انتاج البنزين من بكتيريا ايشريشيا كولي المرضية (الإسهال) بعد معاملتها مع انزيمات معدلة وراثيا. واستخدم ساور وفريقه السكر الطبيعي كمادة مغذية للبكتيريا أثناء عملها على المواد العضوية وتحويلها إلى نفط. وقال ساور إن البنزين المستخرج من «المفاعل البيولوجي» يصلح لتعبئة السيارات منه مباشرة. والمهم في النفط المستخرج من البكتيريا في وادي السيليكون، في الولايات المتحدة، أنه من تركيبة واحدة عالية النوعية، في حين أن النفط الخام المستخرج من الأرض يختلف نوعيا من منطقة إلى أخرى. وتتيح طريقة عمل ايشريشيا كولي والأنزيمات إنتاج البنزين بالنوعية المطلوبة وبمواصفات مختلفة. فيمكن كمثل إنتاج بنزين يطلق أقل ما يمكن من ذرات السخام والكربون من عوادم السيارات، كما أنه من الممكن إنتاجه خاليا من الشوائب.
وتكفي «نفايات» النباتات والأشجار لانتاج النفط الصناعي من البكتيريا بكميات تجارية. وهذا يعني أن المفاعل البيولوجي البكتيري الانزيمي يحول مادة السيليلوز، التي تسمى المادة النباتية السمنتية، إلى وحداته الكربونية الأساسية قبل أن يخمره إلى نفط أو بنزين.
وعلى أية حال فان كلفة النفط الصناعي، في المرحلة الحالية، لا تقل عن كلفة استخراج النفط الطبيعي من الأرض، لكن مواصفات النفط المنتج تختصر الكثير من عمليات التصفية والتصنيف. وقدر ساور أن تصبح كلفة انتاج النفط الصناعي معقولة حتى عام 2020، حيث من المتوقع أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 300 دولار.
من ناحيته، قدر الكسندر شتاينبوشل، عالم البيولوجيا من جامعة مونستر الألمانية (غرب)، حاجة العلماء إلى 5 سنوات أخرى لتطوير طريقة انتاج النفط من البكتيريا وجعلها صالحة للسوق.
وحسب مصادر شركة LS9، فأن علماءها نجحوا في بناء مفاعل لإنتاج النفط من النفايات النباتية والبكتيريا بسعة إنتاج 1000 لتر في الأسبوع، أي ما يعادل برميل من النفط الخام التقليدي. ويحتل المفاعل مساحة 3.7 متر مربع فقط.