غموض يكتنف نوايا كوريا الشمالية النووية.. رغم هدمها برج التبريد في مفاعل يونغبيون

بيونغ يانغ ترحب بقرار واشنطن بدء عملية شطبها عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب

صحافيون أجانب يستعدون لأخذ صور قبل هدم برج التبريد في مفاعل يونغبيون امس (أب)
TT

قامت كوريا الشمالية امس بهدم برج التبريد لمفاعلها النووي يونغبيون غداة تسليم اعلان حول انشطتها النووية ما يشكل دليلا اضافيا على التزامها في عملية نزع اسلحتها النووية.

واعلن تلفزيون «ام بي سي» الكوري الجنوبي عن عملية الهدم لكنه لم يبث اي مشاهد عن انهيار البرج. من جهتها اكدت وكالة انباء الصين الجديدة نقلا عن صحافيين في المكان تدمير البرج.

وقالت الوكالة الرسمية ان التدمير تم بحضور ممثل عن وزارة الخارجية الاميركية وتقنيين اميركيين.

وكان يفترض ان تبث محطات تلفزة عالمية بشكل مباشر هذا الحدث الهادف الى اثبات التزام النظام الشيوعي في عملية نزع الاسلحة النووية، لكن بعض المحطات اشارت الى حصول اعطال تقنية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واعلن وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان انه ليس بوسعه تأكيد المعلومات التي اوردها تلفزيون «ام بي سي». وكان نظام بيونغ يانغ دعا 16 صحافيا اجنبيا بينهم فرق تلفزيونية الى تغطية الحدث في بث مباشر. ويضم يونغبيون الواقع على بعد مائة كلم شمال العاصمة بيونغ يانغ، مفاعل ابحاث بقدرة 5 ميغاواط ومركزا لمعالجة البلوتونيوم. ويأتي تدمير برج التبريد الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا والذي يرتدي اهمية محض رمزية نظرا لان المفاعل اوقف اعتبارا من يوليو (تموز) 2007، بعدما سلمت كوريا الشمالية الخميس الماضي الصين، ابرز حليف لها، اعلانا حول انشطتها النووية بعد تأخر سبعة اشهر.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للصحافيين في مدينة كيوتو اليابانية، بعد إعلان السلطات الصينية تلقيها الوثيقة المؤلفة من 60 صفحة تقريبا، إن «الكوريين الشماليين ربما يعتزمون التخلي تماما عن برامجهم النووية وربما لا».

وأضافت رايس «لكن بصراحة، هذا هو السبيل الوحيد الذي سنسلكه، إذا ما واصلنا التحقق، وإذا ما واصلنا الاختبار، وإذا ما واصل الكوريون الشماليون الوفاء بالتزاماتهم ونحن بالتزاماتنا».

وقدمت كوريا الشمالية هذا الإعلان بموجب اتفاق نزع السلاح الذي تم التوصل إليه في فبراير (شباط) عام 2007 من خلال المفاوضات السداسية بطيئة الخطى مع بيونغ يانغ التي بدأت في أغسطس (آب) عام 2003.

ويمهد كشف بيونغ يانغ عن أنشطتها النووية الطريق أمام استئناف المحادثات السداسية التي تضم كلا من الصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة والكوريتين، للبدء في تنفيذ الخطوات التالية من الاتفاق. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد لاستئناف تلك المحادثات.

ومن ناحية أخرى، بعث الرئيس الأميركي جورج بوش رسالة إلى بيونغ يانغ مفادها أنه ملتزم بالاتفاق. وأعلن سريعا أنه سيخفف على الفور من العقوبات الأميركية المفروضة على بيونغ يانغ وسيقدم طلبا إلى الكونغرس بشطب كوريا الشمالية من قائمة «الدول الراعية للإرهاب» في غضون 45 يوما. وقال بوش بعد ما يقرب من ساعة من الإعلان في بكين: «إذا استمرت كوريا الشمالية في اتخاذ القرارات الصائبة، سيمكنها إصلاح علاقاتها مع المجتمع الدولي». وينتظر أن يكون وضع إطار عمل للتحقق من دقة وصدق إعلان كوريا الشمالية على رأس جدول أعمال المحادثات السداسية فور استئنافها.

وقال توم كيسي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «ما أوضحناه بالفعل هو أن الإعلان خطوة أولى، وليس نقطة النهاية». وأضاف كيسي: «والإعلان لا يزال يترك العديد من القضايا مفتوحة تحتاج إلى التحقق، والكثير من التساؤلات التي بحاجة إلى الإجابة عنها».

ومن جهتها رحبت كوريا بقرار واشنطن بدء عملية تهدف الى شطب بيونغ يانغ عن اللائحة الاميركية للدول الداعمة للارهاب.

معتبرة اياه «اجراء ايجابيا» كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية للوكالة «نعتبر ذلك اجراء ايجابيا ونرحب به».

ومن جهته أعلن وزير الخارجية الكندي ديفيد امرسون ان قرار كوريا الشمالية الإعلان بالتفصيل عن برامجها النووية يشكل «خطوة مهمة» نحو نزع السلاح النووي. وقال امرسون في بيان ان «نزع السلاح النووي في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يستجيب مصلحة كندا الاستراتيجية. ويشكل تقديمها اعلانا مفصلا عن برامجها النووية خطوة مهمة في هذا الاتجاه». واضاف الوزير الكندي ان كندا «تطلب» من كوريا الشمالية «الاستمرار في تنفيذ التزاماتها على صعيد نزع السلاح النووي». وفي كيوتو اعلن وزير الخارجية الياباني ان وزراء خارجية مجموعة الثماني المجتمعين في اليابان دعوا كوريا الشمالية الجمعة الى التخلي بالكامل عن اسلحتها النووية وتسوية مشكلة اليابانيين المخطوفين.