سكان زيمبابوي يصوتون لإعادة موغابي.. والشرطة تتهم المعارضة بالسعي لعرقلة الانتخابات

واشنطن والاتحاد الأوروبي ينددان بـ«خدعة» الانتخابات الرئاسية

TT

عاد سكان زيمبابوي امس الى صناديق الاقتراع في انتخابات شكلية مرشحها الوحيد الرئيس روبرت موغابي، 84 عاما، المتمسك بالسلطة حتى الرمق الاخير. واعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية في زيمبابوي اوتلوال سيلايغوانا ان «كل مراكز الاقتراع فتحت ابوابها في الوقت المحدد»، مضيفا ان «لا مشاكل»، واصفا الاجواء بانها «سلمية». لكن مظاهر ضغوط على الناخبين سجلت منذ الساعات الاولى. وقال احد مندوبي المعارضة في ماباندا (شرق) القريبة من حدود موزامبيق لوكالة الصحافة الفرنسية «طلب من الناس ان يبرزوا بطاقة الاقتراع الى ممثل للحزب الحاكم قبل وضعها في الصندوق». واضاف المندوب الذي رفض كشف هويته «ادليت بصوتي ولم يكن لي خيار. اضطررت الى التصويت لمصلحة موغابي».

واذا كانت نسبة المشاركة ضئيلة في مراكز العاصمة هراري، فان حافلات تابعة لحزب موغابي استخدمت لنقل الناخبين في امكنة اخرى، وفق شهود.

وفي احد الاحياء الراقية في العاصمة، ادلى موغابي بصوته قائلا للصحافيين «اشعر بانني في احسن احوالي وانا متفائل جدا»، وكانت ترافقه زوجته غريس واثنان من ابنائه. وفي نفس الوقت، اتهمت الشرطة في زيمبابوي المعارضة بالسعي الى عرقلة اجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الجمعة، معلنة ان 5 ناشطين في حركة التغيير الديمقراطي ارادوا احراق مراكز اقتراع.

وقال المسؤول في الشرطة فوستينو مازانغو لصحيفة «ذي هيرالد» الناطقة باسم النظام «من المؤكد ان حركة التغيير الديمقراطي تنوي عرقلة الانتخابات». واكد ان «الرد على هذه الانشطة الاجرامية التي تسفر عن نتائج معاكسة سيتم بقوة القانون على من قاموا باعمال مماثلة الا يشتكوا لان القانون سيطبق». واضاف مازانغو ان مجموعة من خمسة مناصرين لحركة التغيير الديمقراطي اقروا بانهم خططوا لاحراق مراكز اقتراع، وذلك بعد اعتقالهم في مدينة غويرو (وسط). وتابع «اعترف المشتبه بهم بان مسؤولا في حركة التغيير الديمقراطي ابلغهم .. ان عليهم عرقلة اجراء الانتخابات عبر احراق مراكز اقتراع لمنع الناخبين من الادلاء باصواتهم».

ومن جهتها، أدان وزراء خارجية مجموعة الثماني امس الفوضى والعنف في زيمبابوي ونفوا أن تكون للانتخابات التي تجرى في البلاد أية شرعية حيث يخوض الرئيس روبرت موغابي الانتخابات وحده.

ومن جهته اعتبر زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي ان هو «يوم اهانة وعار» للبلاد. وقال تسفانجيراي في رسالة مفتوحة وزعت بالبريد الالكتروني «ما يجرى اليوم ليس انتخابات. اليوم يوم اهانة وعار ويوم مأساوي جديد في تاريخ شعبنا». وكان زعيم المعارضة الذي فاز في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية قد انسحب الاحد من السباق الرئاسي بسبب اعمال العنف والترهيب الخطيرة ضد مؤيديه، التي اسفرت عن تهجير مائتي الف شخص ومقتل تسعين آخرين وجرح عشرة آلاف، على حد قوله.

وقال تسفانجيراي ان «نتائج انتخابات اليوم لا تعني شيئا لانها لا تعكس ارادة شعب زيمبابوي بل خوفه فقط». واضاف في الرسالة التي بثت سرا في زيمبابوي «نطلب منكم الا تصوتوا اليوم اذا استطعتم». وتابع «اعرف ان كثيرين منكم سيجبرون على التصويت اليوم.. ونعرف ان عددا منكم سيجبر على كتابة رقم بطاقة الاقتراع على ورقة ليعرفوا لمصلحة من صوت.. اذا كان عليكم ان تفعلوا ذلك لحماية حياتكم فلا تخافوا، افعلوا ذلك».

ومن جهتها اعتبرت المفوضية الاوروبية ان الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي التي لا يوجد مرشح فيها سوى الرئيس روبرت موغابي «خدعة» وانتخابات «غير شرعية».

وقالت المتحدثة باسم المفوضية كريستينا ناغي «بطبيعة الحال اننا على علم بالانتخابات المزعومة التي تجرى امس والتي لا تعتبرها المفوضية الاوروبية مشروعة او صالحة».

وفي نفس الوقت، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان واشنطن ستستشير مجلس الامن الدولي بشأن ضغوط يمكن ان تمارس على زيمبابوي لالغاء انتخاباتها الرئاسية «غير الشرعية».