عاصفة رملية متوقعة تؤجل تسليم ملف الأنبار الأمني إلى العراقيين

المحافظ: أجهزتنا الأمنية مستعدة.. و«الصحوة»: ضعف القضاء يجعلنا لا نستعجل بتسلم الملف الامني

جنود اميركيون يفتشون غرفة نوم اثناء حملة دهم قرب بلدة المقدادية شمال شرقي بغداد امس (أ.ب)
TT

أعلن الجيش الاميركي امس ان تسليم المسؤولية الامنية في محافظة الانبار العراقية للقوات العراقية علق، وأرجع ذلك الى عاصفة رملية من المتوقع ان تهب على المنطقة. وفيما اعرب محافظ الأنبار عن استعداد القوات الامنية للامساك بزمام الملف الامني، حذر رئيس مجلس صحوة الانبار من الاسراع بعملية التسليم داعيا الى التريث. وأوضح الجيش الأميركي مفسرا سبب التأخير أن العاصفة الرملية يمكن ان تحول دون سفر المسؤولين جوا الى الانبار للمشاركة في حفل التسليم المقرر اليوم.

ونسبت وكالة رويترز الى اللفتنانت كولونيل كريس هيوز المتحدث باسم قوات مشاة البحرية الاميركية في غرب العراق، قوله ان هذا القرار لا علاقة له بالهجوم الذي وقع في المحافظة اول من امس.

وذكرت الشرطة العراقية والجيش الاميركي أن الهجوم الانتحاري في الانبار أدى الى مقتل 20 شخصا من بينهم ثلاثة من جنود مشاة البحرية الاميركية ومترجمان. وقال هيوز «حقيقة لا توجد علاقة. تحركت الأمور بالفعل في اتجاه التأجيل بسبب الطقس».

ولم يتحدد موعد جديد لتسليم القوات الاميركية المسؤولية الامنية في الانبار للقوات العراقية، لكن هيوز قال انه في واقع الأمر يجري بالفعل نقل المسؤولية الامنية تدريجيا للقوات العراقية.وأضاف هيوز «لن يغير هذا شيئا على الارض. انها مسألة رمزية للغاية».

وكانت الانبار ستصبح المحافظة العاشرة من بين محافظات العراق الثماني عشرة التي تنقل مسؤوليتها الامنية للقوات العراقية منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003، وكانت ستصبح اول محافظة تعيش فيها اغلبية سنية تسلم للقوات العراقية. من جهته، قال محافظ الانبار مأمون العلواني إن «المحافظة مستعدة بصورة كاملة لتسلم الملف الامني وتعمل على الترتيبات والتي تجري على قدم وساق من أجل انجاح هذا الحدث». وفيما اذا سيتسلم الجيش العراقي الملف الامني، قال لـ«الشرق الاوسط» «ستكون عملية تسلم الملف الامني من قبل المحافظ وليس من قبل الجيش، وذلك بحسب مذكرة التفاهم الموقعة في حزيران (يونيو) عام 2006 والتي جاء فيها ان أية محافظة ليست فيها ازمة أمنية يتسلم المحافظ ملفها الامني». وحول استعدادات القوى الامنية في المدينة، اكد العلواني «ان قوات الشرطة والجيش الموجودة في مدينة الانبار على استعداد للمحافظة على أمن وممتلكات الدولة والمواطنين».

وحول مجالس الصحوات وهل سيكون لها دور في المدينة بعد تسلم الملف الامني، قال العلواني «ان المحافظة كلها تأتمر بأمر السلطة المحلية وعناصر الصحوة انخرطوا في قوات الشرطة وساهموا بشكل كبير في دفع الاذى من قبل إرهابيي القاعدة عن المدينة»، مشدداً بالقول «لن تعود القاعدة الى مدينة الانبار مرة ثانية، وان وجدت فلول لهذا التنظيم فان قواتنا على أهبة الاستعداد لمواجهتها».

من جهته، يرى علي الحاتم، رئيس مجلس صحوة الانبار، ان الوقت غير مناسب لتسلم الملف الامني في مدينة الانبار، مؤكداً لـ«الشرق الاوسط» «ان ضعف القضاء في المدينة السبب الأكبر الذي يجعلنا لا نستعجل بتسلم الملف الامني لاسيما وانه عندما تتم إحالة مجرمي القاعدة يتم اطلاق سراحهم بعد فترة بحجة عدم وجود ادلة تدين المتهم».

وأضاف الحاتم «هناك اختراقات في جهاز الشرطة فضلا عن عدم امتلاكنا أية قاعدة استخباراتية حول القاعدة، حيث كنا نواجهها بصورة مباشرة بالاضافة الى وجود صراعات بين العشائر من جهة والحزب الاسلامي من جهة اخرى، وبالتالي فان جميع المقومات لا تخدم المحافظة في حال تسلمت الملف الامني»، إلا انه عاد وأكد «اننا نلاحظ دائماً ان القوات الاميركية كلما سحبت قواتها من مدينة عراقية تبعتها فوضى في تلك المدينة»، مشيراً الى «انه سيحصل خلاف بين الشرطة والجيش في تسلم الملف الامني، حيث ان المفروض ان الجيش سيتسلم الملف الامني، وبما انه لا يحق له الوجود في مركز المدينة فان من واجب الشرطة الوجود في داخل المدينة»، مبيناً الحاتم «هناك جملة من الاخطاء ترافق عملية التسليم» مطالباً بتأجيل عملية التسليم على الاقل في الوقت الحاضر لاسيما وان الانتخابات مقبلة، الامر الذي سيؤدي الى مزيد من الارباك». الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي امس اعتقال احد عناصر تنظيم القاعدة في العراق، يرتبط بخلية مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف الخميس تجمعا لزعماء قوات الصحوة في ناحية الكرمة (50 كلم غرب بغداد) وأسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم ثلاثة جنود أميركيين.