الأمير سلمان: يبحث مع رئيس الوزراء السويدي علاقات البلدين

تفقد مدينة سكنية نموذجية في ضواحي استوكهولم * حضر حفلي حاكم استوكهولم والسفارة السعودية

الأمير سلمان بن عبد العزيز خلال جلسة المباحثات مع رئيس الوزراء السويدي في استوكهولم أمس (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

استقبل فريدريك راينفيلدت رئيس الوزراء السويدي أمس، الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والوفد الرسمي المرافق له وذلك بمقر وزارة الخارجية السويدية في العاصمة استوكهولم.

وعقد رئيس وزراء السويد اجتماعا مع الأمير سلمان جرى خلاله تناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات الصداقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة السويد والتي تمتد لعشرات السنوات، مشيدا بدور المملكة على الساحة الدولية وتفاعلها الإيجابي في خدمة القضايا الإنسانية.

وثمن رئيس الوزراء زيارة الأمير سلمان، متمنيا أن تسهم في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتنسيق بين البلدين في خدمة قضايا السلام والحوار العالمي التي يحرص عليها البلدان.

وقد أبدى الأمير سلمان بن عبد العزيز تقديره على حسن الاستقبال، مؤكدا أن الحرص متبادل بين البلدين في سبيل السعي لتحقيق الاستقرار والسلام والخير في العالم.

ونقل الأمير سلمان تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لدولته وحكومته، متمنيا التوفيق واستمرار التعاون بين البلدين لخير شعبيهما في إطار علاقات الصداقة التي تجمع البلدين.

حضر الاجتماع الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز والأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السويد الدكتور عبد الرحمن الجديع.

من جهة أخرى، حضر الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والوفد الرسمي المرافق له أمس، حفل عشاء أقامه حاكم مقاطعة استوكهولم بير أنكل، تكريما له في قصر تسينسكا التاريخي (مقر الحاكم) بوسط استوكهولم.

وقد ألقى حاكم استوكهولم كلمة ترحيبا بالأمير سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق، معبرا عن سعادته بهذه الزيارة.

وأبرز أهمية ما حملته زيارة الأمير سلمان ولقاءاته بالمسؤولين في السويد بما يصب في توثيق الروابط بين المملكة العربية السعودية والسويد وتأكيد التنسيق المشترك والتعاون في فتح مجالات أوسع للعلاقات.

كما القى الأمير سلمان بن عبد العزيز كلمة شكر فيها حاكم استوكهولم على حفاوة الاستقبال وما أحيط به من ترحيب وتكريم خلال زيارته ولقاءاته، مشيرا لأهمية تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكداً أهمية التعارف والتعاون بين الشعوب والحكومات لخير الإنسانية.

وقال «المملكة سياستها عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهي التعاون بين جميع الشعوب في سعي لتحقيق المصالح المشتركة والخير للإنسانية.. وان يكون الاعتدال نهجنا دائما».

وعبر الأمير سلمان في الختام عن شكره للحاكم على حفل التكريم متمنيا دوام التقدم والازدهار لمملكة السويد الصديقة. وفي نهاية الحفل تسلم هدية تذكارية من حاكم استوكهولم تمثل صورا للعمارة التقليدية التاريخية للمدينة السويدية.

وفي إطار زيارته الحالية الرسمية الى السويد زار الأمير سلمان والوفد الرسمي المرافق له أمس المدينة السكنية النموذجية «هامري سيستاد سيمبايو» في ضواحي مدينة استوكهولم.

وقالت وكالة الانباء السعودية، انه لدى وصوله للمدينة كان في استقباله مدير المدينة السكنية النموذجية أيرن تردنيل الذي أطلع أمير الرياض على مجسمات لمشروع الإسكان النموذجي للمدينة وتخطيطاته ومبانيه بشكل يراعي حماية البيئة والاستغلال الأمثل للمساحة.

ثم شاهد والوفد المرافق شرحاً مصوراً من مدير المدينة بيّن فيه الأفكار الرئيسية التي تقوم عليها المدينة بأنها تجمع وتوفق بين عناصر البيئة وإعادة التدوير وتوفير الخدمات والمواصلات مع الاقتصاد في الطاقة وتدويرها بتكلفة متوازنة إلى جانب توزيع متناسب للمسطحات الخضراء كمتنفس للسكان في إطار تخطيط متكامل.

وأثنى الأمير سلمان على الأفكار التي تشملها المدينة السكنية النموذجية، مشيرا إلى أن جوانب عدة من تلك الخبرات تواكبها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مع الحرص على الاستفادة من تجارب المدينة النموذجية السويدية.

إثر ذلك قام الأمير سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق بجولة في المدينة السكنية النموذجية (المدينة المستدامة) يصحبه مدير المدينة حيث اطلعوا على جوانب من الأفكار الحديثة المنفذة فيها بتوزيع المباني والمواد المستخدمة وآلية إعادة تدوير النفايات بشكل يوفر الطاقة والأسمدة والتدفئة بشكل تكاملي للمدينة كما تعرفوا على تنسيق الخدمات والطرق.

وأبدى الأمير سلمان إعجابه بما شاهده، متمنياً التوفيق لمثل هذه الأفكار وتوظيفها التقنيات الحديثة في خدمة السكان.

وفي نهاية الجولة استقل الأمير سلمان ومرافقوه مركباً بحرياً وتجولوا في رحلة بحرية في مدينة استوكهولم، اطلعوا خلالها على جوانب من معالمها ومبانيها التاريخية.

وفي وقت لاحق حضر الأمير سلمان والوفد الرسمي المرافق له أمس، حفل الغداء الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة السويد تكريماً له، وذلك بفندق الغراند باستوكهولم.

وكان في استقباله سفير المملكة لدى السويد الدكتور عبد الرحمن الجديع ومنسوبو السفارة. وحضر الحفل عدد من كبار المسؤولين بالسويد وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد.

وكان الأمير سلمان ووزير خارجية مملكة السويد كارل بيلدت قد عقدا مساء أول من امس اجتماعاً بحضور الوفد الرسمي المرافق لأمير الرياض وذلك بمقر وزارة الخارجية السويدية في استوكهولم.

  وجرى خلال الاجتماع تناول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات الصداقة والتعاون بين السعودية والسويد.

وأشاد الأمير سلمان بمواقف مملكة السويد في القضايا الدولية وإسهامها في قضايا السلام، مؤكدا ما تتمتع به العلاقات بين البلدين من قوة وتطور في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية يعززها تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين.

فيما ثمن عاليا وزير خارجية السويد مواقف السعودية الدولية ودورها في المنطقة ودعمها للحوار والسلام والاستقرار الاقتصادي العالمي إلى جانب مبادراتها برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في ذلك الشأن، مبرزا مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية.

وأكد وزير الخارجية في تصريح صحافي بهذه المناسبة أهمية زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز للسويد ودورها في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين، ومنها المجال الاقتصادي، مبينا أنهم مهتمون بهذه الزيارة، كونها على مستوى رفيع ولشخصية مهمة، مؤكدا حرص السويد على زيادة متانة الروابط والتعاون مع السعودية وتطويرها في جميع المجالات وحضورها الدولي الفاعل ومساهماتها في موضوع السلام بشكل كبير. وحول الأثر الذي تتركه زيارة الأمير سلمان، أوضحت غفران: «بالطبع من الجيد دائما التلاقي والتحاور بين الدول وهذا هو الحال دائما بين البلدان التي تجمعها علاقات جيدة». عقب ذلك حضر الأمير سلمان والوفد الرسمي المرافق له حفل العشاء الذي أقامه وزير خارجية السويد تكريما له، بحضور عدد من كبار المسؤولين بوزارة الخارجية السويدية، وذلك بمقر الوزارة في استوكهولم.

  ويضم الوفد الرسمي المرافق لأمير الرياض، الأمير الدكتور فيصل بن سلمان والأمير محمد بن سلمان والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، وأمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السويد الدكتور عبد الرحمن الجديع وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط المهندس عبد اللطيف آل الشيخ ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبد الرحمن الجريسي ومدير عام مكتب أمير منطقة الرياض عساف أبوثنين.