منظمة المؤتمر الإسلامي تعين دبلوماسيا سودانيا سفيرا لها في بغداد

قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمل البعثة لن يكون سياسيا بحتا

TT

في مؤشر يكشف توجها عربيا وإسلاميا لدعم الاستقرار على الساحة العراقية المضطربة، توجه أمس الدبلوماسي السوداني حامد التني إلى بغداد، لمباشرة مهام منصبه الجديد سفيرا لمنظمة المؤتمر الإسلامي لدى العراق اليوم (السبت). وقال السفير حامد التني، في حديث لـ «الشرق الأوسط» من مقر المنظمة في مدينة جدة، إن الهدف الرئيس من إرسال بعثة دبلوماسية لمنظمة المؤتمر إلى العراق يتمثل في لعب دور «قناة الوصل» بين الأطراف العراقية المختلفة، وترسيخ العلاقات بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة.

وأضاف «كبداية سيكون عدد أفراد البعثة محدودا، ولكن وجوده في العراق مهم كونه يدعم استقلاله وسيادته، ودورنا وعملنا لن يكون سياسياً بحتا، بل يتنوع في المواضيع الإنسانية والاقتصادية والإدارية» مشيرا إلى أن مكتبهم يعتبر «مكتبا للتنسيق» في بدايته، ولكنه «مكتب له أذرع عمل مختلفة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن تعيين الدبلوماسي السوداني من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي سفيرا لها، جاء بعد أن قدمت عدد من الدول العربية والإسلامية أسماء مرشحيها لهذا المنصب، ومن ضمنها السودان، وكان التني يعمل بوزارة الخارجية لديها منذ العام 1971.

وتقلد التني، خلال عمله في وزارة الخارجية السودانية، عددا من المهام والمناصب، كان آخرها مديرا عاما للعلاقات الثنائية والدبلوماسية. وكان قد التقى بالبروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يوم الأربعاء الماضي، لتسلم أوراق تعيينه في العراق والنقاش حول الدور المناط به وبفريقه الدبلوماسي.

ويأتي تعيين السفير التني من قبل المنظمة متماشيا مع قرارات «وثيقة مكة» التي شهدت مؤتمر المصالحة العراقي بحضور 29 فقيها من السنة والشيعة في 21 من أكتوبر (تشرين الأول) 2006، والتي احتوت على عشرة بنود اتفق عليها الطرفان ومن ضمنها ضرورة إنشاء مكتب دبلوماسي للمنظمة في بغداد.

وأوضح السفير التني أنه يباشر مهام منصبه الجديد في العاصمة بغداد اليوم (السبت)، كاشفا عن تلقي المنظمة، وهو شخصيا، رسائل ترحيب من جميع الأطراف العراقية التي يسعى لتحقيق التوافق بين بعضها.

وأكد سفير منظمة المؤتمر الإسلامي أن عملهم الإداري في البداية لن يمنعهم من محاولات تحقيق التواصل بين المذاهب الإسلامية في العراق من خلال تقريب وجهات النظر فيما بينهم، وكذلك وأد الفتن.

وعند سؤاله عن السبب في اختيار التوقيت الحالي لإرسال المنظمة سفيرا لها في العراق، قال «قرار فتح مكتب دبلوماسي للمنظمة موجود منذ أيام توقيع وثيقة مكة في العام 2006، ولكنه كان بحاجة لهذا الوقت بسبب الإجراءات الإدارية». ورأى السفير التني، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء، أن عملهم لن يكون سهلا في ظل التحديات الحالية في العراق، متمنياً أن يكون لهم دور في تنسيق وجهات النظر بين مختلف الأحزاب والتوجهات وتقديم العون للعراق.