حماس ستسمح لفتح بإجراء انتخاباتها الداخلية في غزة.. في حدود المسموح

خلافات بين الفتحاويين حول تمثيل «الداخل» ومكان انعقاد المؤتمر السادس وآليات الانتخاب

TT

قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في قطاع غزة، إنها ستسمح لحركة فتح بإجراء انتخاباتها في كافة محافظات القطاع. إلا ان الوزارة، اكدت، في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، على انها ترفض وستمنع ما اعتبرته «تجاوزات وخلافات غير مقبولة في عدد كبير من أماكن الانتخابات من اعتداء المرشحين والمنتخبين على بعضهم البعض وإطلاق الرصاص الذي حدث في مكان الانتخابات والفوضى».

وأضاف البيان: «نحن في وزارة الداخلية إذ نعطي هذه الحريات لا يمكن أبدا أن نسمح بتجاوز الحدود المسموح بها، ونتمنى من جميع الفصائل عند القيام بفعالياتها ان تلتزم بالقانون والنظام العام وعدم إثارة الفوضى والفلتان واستخدام الأساليب الغير مقبولة». وفسرت الخطوة على انها جاءت لتخدم، الاجواء الحالية، التي تمهد لحوار بين فتح وحماس. وتجري فتح حاليا انتخابات في الاقاليم في الضفة الغربية، من أجل عقد مؤتمرها العام السادس المفترض هذا العام، بحسب ما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكانت الحركة تبحث البدائل الممكنه في حال لم تستطع إجراء هذه الانتخابات في قطاع غزة. وتتعمق حدة الخلافات داخل حركة فتح، كلما اقتربت من عقد مؤتمرها السادس. وتحرك مؤخرا تيار في الضفة الغربية يوصف بالشبابي، مطالبا بعقد المؤتمر على الارض الفلسطينية وليس في اي بلد عربي آخر. اضافة الى تغيير آليات الانتخاب بما يضمن تمثيلا اكبر للداخل الفلسطيني. وبحسب مصادر في الحركة فان «فتح الداخل» تشعر بالتهميش وتخشى من تمثيل لا يعكس القوة الحقيقية لها.

وقال حسين الشيخ أحد قياديي الحركة ومسؤول الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق الاوسط»: «يجب عقد المؤتمر على أرض الوطن لأن 5 مؤتمرات سابقة لم تعقد هنا، وكنا نتمنى شبرا في فلسطين نعقد عليها اجتماعاتنا». ويرفض الشيخ تقسيم فتح الى «داخل وخارج». لكنه قال انه يجب ان يكون هناك معايير محددة لإنصاف الكادر التنظيمي في الضفة الغربية»، واضاف «يجب ان يتم تمثيل الوطن بشكل جدي». وتابع «هذا الوطن.. نحن نتحدث عن الوطن، وليس اي اقليم آخر».

ويرى الشيخ ان الحل برفع نسبة المؤتمرين، معتبرا ان الرقم المتداول «متواضع وغير منصف». ويطالب قياديو فتح في الضفة الغربية، برفع عدد المؤتمرين، الى 5000 عضو وأكثر، في المؤتمر السادس لانتخاب قيادة جديدة للحركة. ويحتج هؤلاء على اقتراحات للجنة التحضيرية في فتح، بأن يشتمل المؤتمر على 1500 الى 1700 عضو فقط. وقال احد قياديي فتح لـ«الشرق الاوسط»: «كيف يمكن ان يكون التمثيل متدنيا الى هذا الحد». واضاف «انهم يريدون تمثيلا للعسكريين في المؤتمر يصل الى40%. ويريدون ان تختار اللجنة المركزية 10%. ويريدون ان يمثلوا السفراء والقناصل في كل الدول، ويريدون حق تمثيل متساو بين اقاليم فتح في كل العالم. كما يعملون على ان يمثل كل اقليم منتخب في فلسطين من 11 الى 15 فقط، رغم ان بعض الاقاليم المنتخبة تصل الى 30». وتساءل المصدر، «هل يمكن ان تتساوى الباكستان ورام الله». ويقول قياديو التيار الشبابي في فتح ان المؤتمرات السابقة عقدت قبل ذلك خارج الوطن بسبب وجود الاحتلال وقيام الثورة، اما الآن «فهناك سلطة وانتهت الثورة». وقال صالح الزق مسؤول ملف اللاجئين في حركة فتح «لماذا يعقد المؤتمر السادس في الدول العربية ولدينا سلطة»، وبحسب الزق فان هناك تخوفا من تهميش القوة الحقيقية لفتح في الداخل. وقال احد مسؤولي القطاعات الشبابية في التعبئة والتنظيم في فتح لـ«الشرق الاوسط»، «انهم (اللجنة المركزية) يريدون مؤتمرا سادسا على (مقاسهم) يعيدون فيه انتاج انفسهم، وهم يحاصروننا بآليات التمثيل، ولا يريدون لتيار الشباب الجديد، او لشخص مثل مروان البرغوثي (القيادي في فتح المعتقل لدى اسرائيل) الصعود او النجاح». وأضاف «كيف سنكون مؤثرين مع هذا التمثيل البسيط الذي سيتركونه لنا في الاراضي الفلسطينية».

ومن غير المعروف، ما اذا كان التحرك الأخير سينجح في الضغط على قيادة فتح واللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر السادس في الضفة الغربية، لكن قياديا في الحركة قال لـ«الشرق الاوسط»، «ان الرئيس عباس مقتنع بعقد المؤتمر في الضفة، دون ان يتخذ قرار نهائي».