العلامة فضل الله: القمة الروحية تنفس الاختناق لكنها لا تملك الحل

TT

رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله امس انه «لعل ما يثير الخطر على لبنان أن بعض دول المنطقة أصبحت تتحرك مذهبيا خدمة لمصالحها في أكثر من دولة في الشرق الأوسط، لتضم إلى مواقعها السياسية أكثر من موقع مذهبي للاثارة في التمييز بين الناس حتى بين مواطنيها». وقال في خطبة الجمعة: «في لبنان، اللعبة الداخلية والخارجية لا تزال تتحكم في أوضاعه الأمنية والحكومية، اذ ينتظر الجميع معه أن تتحقق ولادتها في خلاصه بالطريقة القيصرية. وقد اقتنع الكثيرون أن الأزمة الداخلية في اتهامات التعطيل المتبادلة بين هذا الفريق أو ذاك الفريق تعبر عن حركة التدخلات الخارجية في الاستفادة من لبنان ـ الساحة التي تحتضن صراعات الدول الإقليمية، بما فيها الدول العربية والأجنبية الكبرى، وخطوط إسرائيل في العبث المخابراتي بأمن البلاد بطريقة خفية. وربما كان نجاح اتفاق الدوحة عقدة لدى بعض دول المنطقة ما يؤدي إلى أن تتحرك من أجل إرباكه وإسقاطه بالحوادث الأمنية المتنقلة أو بالإثارات المذهبية في الدائرة الإسلامية، من خلال بعض الجهات الدينية والسياسية التي لا ترى في إسرائيل أو في أميركا مشكلة للبنان، بل تراها في أتباع هذا المذهب أو ذاك، خضوعا للفتنة التي توحي بها بعض الجهات الإقليمية أو الدولية». واعتبر انه «إذا كان الحدث الديني البارز في القمة الروحية الإسلامية والمسيحية، التي أصدرت بيانا استهلاكيا لا يجد فيه اللبنانيون أي حل للأزمة، فإن الجميع يعرفون أن هؤلاء لا يملكون إدارة شؤون البلاد في قضاياه الحيوية المصيرية، ولا يمثلون إلا واجهة النظام الطائفي اللبناني ولذلك فإن اجتماعهم قد يوحي ببعض التنفيس عن حالة الاختناق، لكنه لا يملك مفتاحا للحل». وكشف عن «إيقاف صفقة سلاح أميركية مع لبنان تقدر بـ400 مليون دولار، بضغط إسرائيلي، بحجة أن الجيش اللبناني لا يمثل الجهة التي يمكن الاعتماد عليها»، معتبرا ان هذا الامر «يؤكد انه ليس للولايات المتحدة الأميركية سياسة خارجية أميركية، وإنما سياسة إسرائيلية مع كل دول المنطقة»، اذ ان «الإدارة الأميركية اكتفت بتكثيف برامج التسليح للجيش اللبناني بالسلاح الخفيف، إضافة إلى التدريب. واللافت أن بعض الدول العربية زودت هذا الجيش بعدد من المروحيات من دون تزويدها بأنظمة إطلاق الصواريخ، خوفا من اعتراض أميركا على ذلك، لأنه لا يراد، أميركيا وإسرائيليا، للبنان أن يملك القوة التي يستطيع فيها أن يدافع عن نفسه بالسلاح الصاروخي ضد عدوان إسرائيل». وسأل: «هل من المقبول أمام كل العراقيل التي توضع (منعا) لتعزيز الجيش اللبناني (...) وأن يتحدث عن سلاح المقاومة الذي يملك مواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان؟».