المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الرأي العام الأميركي والضغوط الاقتصادية والعسكرية ستمنع الحرب

الحسيني: لعبنا دورا مهما بإنجاح اتفاق الدوحة اللبناني ولن تنجح محاولات إضعاف العلاقات السورية ـ الإيرانية

المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي الحسيني («لوس أنجليس تايمز»)
TT

على الرغم من الحديث حول الحرب، إلا أن المسؤولين في الولايات المتحدة وإيران قد يحاولون إيصال رسائلهم إلى بعضهم بعضًا من خلال جدار العداء الذي يفصل بين الحكومتين. لكن المسؤولين الايرانيين كانوا أكثر نشاطا في محاولتهم إيصال رسالتهم إلى الناس العاديين في الشرق الاوسط اضافة الى الأميركيين. وبرز المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي الحسيني المعروف بتواضعه في التعامل مع الاعلام كوجه معروف يظهر باستمرار في ترويج سياسة حكومته. وفي مقابلة خاصة، استغرقت وقتا طويلا في طهران، وصف الحسيني الاميركيين بأنهم «شعب محب للسلام ويكره العنف ويعاني من اخطاء قادته». واعرب عن اعتقاده بان الضغوط الاقتصادية والتدخل العسكري في العراق وافغانستان والرأي العام الأميركي ستمنع أي حرب مع ايران. وقال الحسيني، 47 عاما، مستخدما الوصف الذي تصف به الحكومة الإيرانية إسرائيل دائما: «إن الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ليسا في وضع يخولهما القدرة على شن حرب جديدة ومدمرة بسبب الكوارث الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية التي تورطا فيها. وفي الوقت الحاضر، تُظهر استطلاعات الرأي التي يتم القيام بها بين طبقات المثقفين والصفوة وبين فئات الشعب الأميركي المختلفة، أن ذلك الشعب يكره العنف، فضلا عن شن المعارك وإحداث الفوضى السياسية».

لكن الحسيني، الذي درس الفيزياء في الهند، أصدر تحذيرا شديد اللهجة للأميركيين، بالقول: «إذا تم شن الحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الأمر سوف يخرج عن السيطرة، ولن يمكن التنبؤ بالعواقب».

ويتركز معظم عمل الحسيني خلال الفترة الراهنة على المقترحات والمقترحات المقابلة بين كل من إيران والقوى العالمية، والتي بدأت مع بدء المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وقد تضمن عرض أخير من جانب الاتحاد الأوروبي اقتراح «التجميد مقابل التجميد» حيث يطلب من إيران عدم إضافة المزيد من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. * هل تفكر إيران في قبول اقتراح «التجميد مقابل التجميد» الذي يعرض وقف إيران إضافة المزيد من أجهزة الطرد المركزي، في مقابل عدم صدور عقوبات جديدة أثناء فترة المباحثات؟ ـ لكل من العرضين، (5+ 1) والإيراني، عناصر مهمة مشتركة. وإذا ركزنا على هذه العناصر المشتركة في العرضين، فاعتقد أنه يمكننا البدء في إجراء حوار جاد.. وإلا فإن الشروط المسبقة غير ذات فائدة وتعتبر مضيعة للوقت ولن تعمل على حل أي نوع من المشاكل. اضافة الى ذلك لا يوجد شيء كهذا (تجميد مقابل التجميد) في مقترحات الحوافز.

* لماذا تسرع إيران الخطى نحو تخصيب اليورانيوم.. لم العجلة في ذلك؟ ـ انت تعلم ان الطاقة واحدة من الركائز الاساسية للتنمية في أي بلد. ومعظم مصادر الطاقة في العالم هي الوقود الأحفوري، وهناك توافق على انه غير متجدد وسينفد، والبشرية تبحث عن مصادر طاقة جديدة. والطاقة النووية رخيصة ونظيفة ويعتبرها الخبراء الاقل تلويثا للبيئة، والكثير من الدول الغربية تستخدمها منذ فترة طويلة، فرنسا على سبيل المثال 80% من الطاقة المستهلكة فيها تأتي من المفاعلات النووية. بريطانيا، اميركا، وبلدان اخرى في نفس الموقف. الان وعندما بدأنا المسار تقول إننا متعجلون، الواقع عكس ذلك، نحن متأخرون، وإلا لماذا قبل 50 عاما في 1957 ايام الشاه اقترحت الولايات المتحدة الطاقة النووية لايران، واعطوا مقترحات عدة مفاعلات، واخذت عدة دول اوروبية الفكرة لبناء مفاعل في بوشهر لكنها واحدة بعد الاخرى تركت ايران ولم تخترم اتفاقاتها. وما الذي يجعلنا نحرم أنفسنا من هذا الحق الشرعي في حدود اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية ؟ ولماذا تستمتع بعض الدول بالحقوق التي تحرم منها دولا أخرى، فتمارس عليها الضغوط وتحرمها من حقوقها الأساسية؟

* تعلن إيران دائما أنها ترغب في تحسين الوضع الأمني في العراق. فما هي الخطوات التي اتخذتها في هذا الصدد؟ ـ للجمهورية الإسلامية الإيرانية اتصالات واسعة مع كافة الجماعات الدينية والسياسية، سواء كانت هذه الجماعات من السنة أو الشيعة. وهذه الاتصالات والعلاقات غير قابلة للانهيار. فهي قائمة على علاقات دينية وثقافية وتاريخية وعلى المصالح المشتركة، وهي دائما في تحسن وتحول نحو الأفضل.

* بالنسبة الى لبنان، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي إن طهران لعبت دورا اساسيا في جمع الطرفين اللبنانيين في الدوحة.. هل يمكن ان تعطي تفاصيل عما حدث؟

ـ دور الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يتعلق بتطورات لبنان كان دائما تشجيع الاطراف اللبنانية على التوافق والاتفاق. في اجتماع الدوحة كان دور الدبلوماسية الايرانية نشطا في دعم الحوار ودفع الاطراف للخروج من الازمة، والاصرار على ان يكون هناك رئيس للبنان وتحقيق آلية لذلك.

كل الاطراف تقر بأن دور ايران في إنجاح اتفاق الدوحة كان ملحوظا، وكانت ايران تتشاور عن قرب مع المسؤولين القطريين الذين كان دورهم مهما للغاية. المسؤولون القطريون كانوا مضيفين جيدين للجماعات اللبنانية، وايران كانت على اتصال معهم، كما تحدثنا مع الجماعات اللبنانية لتقريب مواقفهم وتشجيعهم على الحوار.

* تحاول إسرائيل إغراء سورية بالتخلي عن التحالف مع إيران.. هل يخيف ذلك الحكومة الإيرانية؟ ـ نحن نرحب بأي نجاح تحققه سورية في استعادة اراض او حقوق، والعلاقة بين إيران وسورية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين البلدين. وفي رأيي، فإنه من غير الممكن للأحداث العابرة أن تؤثر في العلاقات والروابط القوية التي تجمع بين البلدين. ومحاولة أي طرف ثالث لإضعاف العلاقات الايرانية ـ السورية ستفشل.

* هل تدعم الحكومة الإيرانية السلام والتهدئة في غزة بين حماس واسرائيل ؟ ـ رفع الحصار عن قطاع غزة إنما هو نتيجة لثبات ومقاومة الشعب الفلسطيني المضطهد والذي يرغب في تحرير أرضه من المحتل، وهو نتيجة للوضع المخزي الذي أصبح يعاني منه النظام الصهيوني في وقتنا الحاضر. ونؤيد تحقيق الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وتخفيف معاناتهم والاستمتاع بالأمن والرخاء مثل بقية شعوب العالم.

* ما هي النقاط الأساسية في السياسة الخارجية الايرانية؟

ـ أهدافنا الاستراتيجية تتضمن تنويع علاقاتنا الخارجية جغرافيا، والإسهام بفعالية في التجمعات الاقليمية والدولية وإحداث أثر ايجابي في حل النزاعات والتوترات الاقليمية، وتمهيد الطريق لترويج الصادرات غير النفطية، وتصدير الخبرات الهندسية والتقنية. وفي السنوات الأخيرة تظهر الحقائق أنه رغم محاولة بعض البلدان تجاهل ايران، فان دور بلدنا في المحافظة على الاستقرار واحتواء الأزمات في الشرق الاوسط والخليج الفارسي كان ضروريا ومهما.

* كيف تنظرون إلى الأخبار في واشنطن بشأن فتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في طهران؟

ـ لقد أفادت الجهات الرسمية بأنه إذا كان هناك طلب بذلك فسوف نقوم بمراجعته (بعد ذلك اتصل الحسيني وقال إن ايران ليس لديها موقف رسمي بشأن ذلك).

* هل نتوقع طوابير من الإيرانيين الراغبين في الحصول على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة؟ ـ (يضحك): لا تتعجل، لا تذهب إلى هناك سريعا.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز»