«الفضيلة»: وكلاء السيستاني في البصرة ناشطون في المجلس الأعلى.. والمرجعية ترد: نقف على مسافة واحدة من الجميع

قيادي في الحزب اتهم وكلاء المرجعية بـ«الازدواجية».. ورجح اشتراكهم في الانتخابات المحلية

TT

اتهم قيادي في حزب الفضيلة الإسلامي وكلاء ومعتمدي المرجع الديني علي السيستاني في محافظة البصرة بـ«الازدواجية»، فيما يرى نجل كبير وكلاء المرجع أنها اتهامات «غير صحية» وان معظم الوكلاء والمعتمدين تعرضوا إلى أعمال عنف منهم من قتل أو أصيب ومنهم من نجا من عدة محاولات اغتيال. وقال الدكتور ضرغام الاجودي نائب الامين العام لحزب الفضيلة بالبصرة لـ«الشرق الاوسط» إن «كل ممثلي المرجع الديني علي السيستاني في البصرة يعلنون ان دورهم لا يتعدى النصح والإرشاد الديني كما حددته المرجعية في الوقت ذاته إنهم من العناصر الناشطة في تيار المجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم، وان كل نشاطات المجلس تقام في جوامعهم وحسينياتهم». وأضاف الأجودي أن «من المحتمل ان يكرر وكلاء المرجع الديني اشتراكهم بقائمة انتخابية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة كما فعلوا في الانتخابات الماضية عندما حصلت قائمتهم (البصرة الاسلامية) على 21 مقعدا في مجلس المحافظة الحالي المكون من 41 مقعدا وحصل المقربون منهم على عضوية المجلس ومن بينهم حسنين الصافي نجل كبير وكلاء مرجعية السيستاني السيد علي الحكيم الصافي ومناضل الركابي شقيق المعتمد ياسر الركابي وسكنه فلك شقيقة الوكيل محمد فلك وآمنة البطاط من اسرة المعتمد عماد البطاط». وكشف الاجودي عن «حصول يوسف سنافي أمين عام حزب ثار الله على عضوية مجلس المحافظة بموجب هذه القائمة، وهو الذي اعترف بعد اعتقاله وهدم حسينيته في حي نواب الضباط خلال عملية صولة الفرسان بقتل ما يقارب من 120 شخصا في المحافظة».

وحلل الاجودي خيبة أمل الشارع البصري بالأحزاب والتيارات الدينية المشاركة بالعملية السياسية منذ عام 2003، بالقول إن «تلك الأحزاب امتلكت شرعية الوصول الى الحكم عن طريق الانتخابات لكنها فقدت شرعية الانجاز».ودعا الاجودي الى استخدام القوائم المفتوحة في الانتخابات القادمة وعدم اتخاذ أسماء وصور الرموز الدينية وسيله في الدعاية الانتخابية التي استغلت في غير مكانها في الانتخابات الماضية، واكد «ضرورة إشراف منظمات دولية محايدة على الانتخابات القادمة المعرضة الى التزوير والتلاعب كما حدث في بعض المناطق بالانتخابات السابقة، إذ حصلت بعض القوائم على أصوات بغير استحقاق». وقال ان «فشل الحكومة المركزية في الكثير من القضايا أسهم في ضعف السلطات المحلية ومنها البصرة التي يقودها حزب الفضيلة الإسلامي حيث احتل المسلحون مبنى ديوان المحافظة ثلاثة مرات خلال الدورة الحالية». ولامتناع السيد علي الحكيم الصافي كبير وكلاء السيد علي السيستاني عن الحديث الى كل وسائل الاعلام، نفى نجله حسنين الصافي (42 عاما)، وهو رجل دين معمم خريج كلية الهندسة بجامعة الموصل وماجستير في الفلسفة من جامعة الكوفة، تلك الاتهامات. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان «كل وكلاء ومعتمدي مرجعية السيد علي السيستاني ملتزمون بالمرجعية وليس لهم ارتباط بأحد من تلك الأحزاب ويقفون على مسافة واحدة من الجميع، وان جوامعهم وحسينياتهم مفتوحة أمام كل التيارات والأحزاب الإسلامية من دون استثناء». وأضاف ان «الوكلاء والمعتمدين يدعون اتباعهم وجميع أبناء المحافظة الى المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات»، مستدركا ان «هذا لا يعني ان وكلاء المرجعية سيقدمون قائمة خاصة بهم او يدعون الى تأييد تيار او حزب دون غيرة».

وحول حصوله على عضوية مجلس المحافظة الحالي مع عدد من أقارب الوكلاء والمعتمدين بعد فوز قائمة (البصرة الاسلامية)، أوضح الصافي ان «تلك القائمة لم تكن للوكلاء والمعتمدين علاقة بها، بل نالت رضا الناخبين لكونها ضمت الأحزاب والتيارات الإسلامية المعروفة بالساحة..»، مؤكدا على «عدم رغبته بالاستمرار بعضوية المجلس في الدورة القادمة والتفرغ الى القضايا الدينية وترك السياسة للسياسيين». وأضاف بدبلوماسية بعد رفضه ان يكون الناطق الإعلامي للوكلاء «نحن من دعاة القوائم المفتوحة في الانتخابات القادمة، وعلى الأحزاب والتيارات التي تريد ان تستخدم صور وأسماء الرموز الدينية ان تأخذ موافقتها المسبقة». وعن عزوف قطاعات المثقفين والشباب والأكاديميين عن تأييد الأحزاب والتيارات الدينية المشاركة بالحكومة نتيجة اتساع الطائفية والفساد الاداري وانعدام الخدمات العامة، قال ان «العنف الطائفي ظهر بشكل كبير بعد حادثي تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء والتي ادت الى مقتل وإصابة العديد من معتمدي السيد السيستاني بالمحافظة ونجاة والدي من ست محاولات اغتيال كان القصد منها إشعال البلد بحرب طائفية»، رافضا بيان رأيه بالتداعيات السياسية والاجتماعية بادعاء انها من «صلاحيات المراجع الدينية الكبيرة».