ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف تشغله قضايا البيئة والتكنولوجيا والزراعة والتجارة

تولى العرش عام 1973 خلفا لجده

TT

الملك كارل السادس عشر غوستاف، عاهل السويد تولى العرش يوم 15 سبتمبر (أيلول) 1973 خلفاً لجده لأبيه الملك غوستاف السادس أدولف، وكان والده الأمير غوستاف أدولف دوق فستربوتن قد قتل بحادث طائرة عام 1947. وعام 1950 عندما أصبح جده ملكاً صار ولياً للعهد وهو في سن الرابعة.

ولد الملك واسمه الكامل كارل غوستاف فولك هوبرتوس، سليل أسرة برنادوت المالكة، في قصر هافا الملكي في سولنا يوم 30 أبريل (نيسان) 1946. أما أمه فهي الأميرة سيبيلا سليلة أسرة ساكس كوبرغ – غوثا الملكية في اكثر من بلد أوروبي.

وقد نشأ الأمير ـ الملك في ما بعد – وسط أسرته مع أمه وشقيقاته الأربع وكلهن أكبر منه سناً. وبعدما أنهى دراسته الثانوية أكمل سنتين ونصف السنة من التعليم والتأهيل العسكريين في أسلحة القوات المسلحة الملكية الثلاث، جيش البر والبحرية والطيران، ثم تخرج ضابطاً عام 1968 وبلغ رتبة نقيب في الجيش والطيران وملازم في البحرية قبل أن يعتلي العرش. وبجانب التأهيل العسكري انتظم في دراسة اكاديمية أنهاها في جامعتي أوبسالا واستوكهولم، حيث درس التاريخ والعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصاد.

كذلك في سياق تأهيله للنهوض بأعباء الملك أكمل برامج إعدادية في الأنظمة والتقاليد والأعراف الملكية، والمسائل المؤسساتية والقانونية والنقابية. كما تابع بعناية آليات عمل البرلمان (الريكسداغ) وأجهزة الحكومة، وعلى الصعيد الدولي، أمضى بعض الوقت مع بعثة السويد الدائمة في الأمم المتحدة بنيويورك للتعرف عن كثب على آليات عمل المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة، كما عمل في أحد المصارف في لندن بجانب العمل في السفارة السويدية بالعاصمة البريطانية. وعمل في فرنسا أيضاً مع كل من الغرفة التجارية السويدية في باريس ومصنع شركة ألفا لافال السويدية في فرنسا. وفي عام 1972، إبان الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا، التقى كارل بابنة رجل أعمال ألماني أمها برازيلية اسمها سيلفيا سومرلاث، كانت تعمل إبان الألعاب مترجمة ومضيفة، فانجذب إليها وبادلته شعوره وتزوجا عام 1976. وتعيش العائلة المالكة اليوم ومنذ 1980 في قصر دروتنينغهولم خارج حدود العاصمة السويدية، بينما يمارس الملك مهامه الرسمية من القصر الملكي داخل العاصمة.

أما على الصعيد العائلي فللملك والملكة سيلفيا ثلاثة أولاد هم: الأميرة فيكتوريا ولية العهد ودوقة فسترغوتلاند المولودة عام 1977، والأمير كارل فيليب دوق فرملاند المولود عام 1979، والأميرة مادلين دوقة هالسينغلاند وغستريكلاند المولودة عام 1982. والجدير بالذكر أن الأمير كارل فيليب عندما ولد كان مرشحاً للولاية، غير أن تعديلاً دستورياً كان قيد المناقشات في ذلك يهدف إلى جعل ولاية العهد للولد الأكبر بصرف النظر عن جنسه، أقر في مطلع عام 1980 وبالتالي جعل شقيقته فيكتوريا ولية للعهد وفق مبدأ التكافؤ والمساواة، وبذا غدت السويد أول دولة ملكية في العالم تعتمد مبدأ الملك للولد الأكبر بصرف النظر عن الجنس حتى بوجود أخ ذكر. الحكم في السويد ملكي دستوري برلماني، وبالتالي للملك مهام رسمية بروتوكولية عديدة. وللملك كارل بالذات اهتمامات خاصة عديدة تشغل ما تبقى له من وقته، في طليعتها قضايا البيئة والتكنولوجيا والزراعة والتجارة. كما تستهوي الملك السيارات القديمة ولاسيما الرياضية منها، والرياضة والحياة الكشفية، علماً بأنه الرئيس الفخري للمؤسسة الكشفية العالمية.