موسى: لبنان يقترب من الخطوط الحمراء وهناك من يزرع الألغام

الأمين العام للجامعة العربية لـ «الشرق الأوسط» : لم أخرج عن النص مع بيريس لأنه لم يكن هناك نص من الأساس

TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن الأوضاع في لبنان تقترب من (خطوط حمراء) يعرفها كافة الساسة هناك، لكنه قال «إن الحل فيما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية، ينبع من داخل لبنان. وكشف موسى في حوار مع «الشرق الأوسط» عن تفاصيل النقاش الذي دار بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس حول السلام ومستقبله في المنطقة، قائلاً «أنا لم اخرج عن النص، لأنه لا يوجد نص في الأساس»، وأضاف معلقاً «السياسة تحتاج لوضوح، وليس لعناوين دبلوماسية»، وأضاف موسى «أن حماية امن إسرائيل ليست وظيفة العرب.. كما أن السلام يحمي المنطقة بأسرها من التوتر وتداعياته»، وتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عن مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط»، ومشاركة إسرائيل فيه، وما إذا كان وجود إسرائيل في هذا التجمع الجديد، الذي دعا إلى إنشائه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، يعد معوقاً للسلام، باعتبار أن إسرائيل لن تحتاج لاتفاقيات مع العرب، إذا كانت موجودة معهم بالفعل في إطار «الاتحاد من أجل المتوسط»، كما تناول موسى قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية، والأدوار الخارجية فيها، وكذلك قضية دارفور ودور دول الجوار فيها، والجهود العربية للتعامل معها، وكذلك استعداد الجامعة العربية للعب دور كبير للتعامل مع هذه الأزمة. وفيما يلي نص الحوار:

> كيف تتعاملون مع الألغام التي تعرقل الاستقرار السياسي في لبنان؟ ـ أرى أن الألغام ما زالت تُزرع في لبنان، والحل في هذه المرحلة يجب أن يكون من داخل لبنان، وننتظر لنرى كيف يتعامل ساسة لبنان مع تشكيل الحكومة، في ظروف غاية في الخطورة، ويعرفون مدى تداعياتها.

> متى نقول إن عدم تشكيل الحكومة في لبنان، وصل لمرحلة الخط الأحمر؟ ـ نحن نقترب بالفعل من الخطوط الحمراء. > هل خرجت في حوارك مع بيريس في عمان، عن النص كما تردد؟ ـ أي نص.. أنا لم أخرج عن نص، لأنه لم يكن هناك نص من الأساس، ولماذا نلتزم بأساليب دبلوماسية؟ هذه هي السياسة التي يجب أن تكون واضحة للجميع وهل الحديث عن السلام مجرد (كلام وهيصة).. تعال وحدد لي ماذا فعلت إسرائيل والتي تقول دائما مالا تفعل، بل ترتكب خروقات كثيرة للقانون. > ما هي الملابسات التي أثيرت خلال اجتماع برلين لمساعدة السلطة الفلسطينية؟ ـ طرحت وجهة نظر الجامعة العربية، والتي تتمثل في أربع نقاط هي: أولا: الاستيطان فلا تسامح فيه، ولا يمكن أن نتحدث عن حكم القانون والأمن في الأراضي المحتلة وكل يوم يخرق القانون.. إذن لا بد من احترام عقول العرب.. ثانيا: يجب أن تكون المفاوضات جادة لأن التقارير التي لدينا تشير إلى عكس ذلك، وهو ما بدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسوّق له بأن المفاوضات تسير، ولذلك قلت لها إن المفاوضات لم تأت بأي جديد، طبقا لما سمعته أنا شخصياً من أعلى المصادر الفلسطينية.. ثالثا: طالبت بعدم معارضة دول وقوى معينة، عملية المصالحة الفلسطينية وتعويقها.. رابعاً: حكم القانون والأمن وقد قمت بتحليل كل نقطة، وقلت إذا كنتم تريدون حكم القانون، فإن الاستيطان يعد أكبر خرق للقانون.. وتساءلت أيضاً: هل حكم القانون ينفذ على الفلسطينيين فقط، وتترك إسرائيل لتفعل ما تريد؟ وكان حديثي موجها إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وكذلك ماذا تم من تقدم في السلام، وطالبت منهم أن يقدموا أدلة ويعطوني أمثلة وليس مجرد كلام طيب عن المفاوضات والسلام، وطالبت برفع الفيتو المفروض على المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، وذكرت أيضا أننا على استعداد لتنفيذ حكم الأمن والقانون، ولكن طالما أن الأرض الفلسطينية محتلة، فلن يكون الأمن مستقرا. > هل وعد الغرب برفع الفيتو عن المصالحة الفلسطينية؟ ـ ما حدث في برلين بداية طرح عربي واضح للمواقف العربية في محافل دولية كبيرة يوجد بها كل المؤثرين في صنع القرار في العالم، وسبق أن تحدثت بنفس الطريقة في اجتماع الرباعية الدولية في شهر ديسمبر عام 2007، ولكن كان في جلسة مغلقة، وكررت نفس الموقف في اجتماع أنابوليس وكان في جلسة مغلقة أيضاً، وما طرحته مؤخراً كان في جلسة مفتوحة وأُصر عليه، ولا يمكن أن نسير هكذا ولا بد من وقف الاستيطان، وإنجاح المفاوضات وعدم معارضة الوفاق الفلسطيني أو التدخل بهدف تعويقه، وخلق عقبات في طريقه، كما ذكرت بأنني لست هنا من أجل أمن إسرائيل، من منطلق أن حماية أمن إسرائيل ليس وظيفة العرب، ولا بد من تحقيق الأمن للجميع، وذكرت عندما نتحدث عن القانون، كيف يذهب المتقاضي إلى المحكمة لعرض قضيته وفي الطريق متاريس وأكياس رمل، تمنع من الحركة. > ماذا عن موقف روسيا من مؤتمر تقييم السلام، الذي كان مقررا في موسكو؟ ـ تحدثت قبل يومين مع وزير الخارجية الروسي، حول هذا المؤتمر، واعتقد أن انعقاده قائم، لكن تاريخ عقده قد يتحرك من الصيف إلى الخريف، وفقا للموقف الروسي. > هل أميركا تمارس ضغوطاً على روسيا لعدم انعقاده؟ ـ هناك رفض إسرائيلي لهذا المؤتمر، وهناك تأييد بحماس وتأييد بدرجات؟ > تقصد أن المتحمس لمؤتمر روسيا هم العرب والرافض إسرائيل والموقف السلبي لأميركا؟ ـ الأوروبيون في الحقيقة مؤيدون.

> هل كل الملفات العربية مؤجلة لما بعد عهد الرئيس جورج بوش؟

ـ الرئيس جورج بوش وعد، ومن المفروض أن يكون ملتزماً بأن تكون هناك دولة فلسطينية في نهاية عام 2008. > من المقرر مشاركتكم في قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي تعقد في باريس يوم 17 يوليو.. ما هو موقف الجامعة العربية من هذه المبادرة؟ ـ الجامعة العربية مراقب في عملية برشلونة، وتتابعها بسلاسلها الثلاث (السياسية الأمنية الاقتصادية، والتنموية، والسلة الثالثة الثقافية) والطرح الجديد الذي قدمته فرنسا فيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط فعلاً لم يتحدد أو يتبلور بعد، والمواقف التي تابعتها من خلال اجتماعات عقدت في مصر والجزائر وليبيا كلها مهمة، وكذلك ما ذكره الزعيم الليبي معمر القذافي حول عدم تجزئه العالم العربي وأفريقيا، وهو يثير علامات الاستفهام التي يثيرها الكثيرون وربما يكون اجتماع باريس هو المجال الذي نضبط به الأمور، فيما يتعلق بمستقبل هذا المسار وعلاقته ببرشلونة وبمستقبل البحر المتوسط، وقد أرسلت ورقة تسجل الموقف العربي إلى الاتحاد الأوروبي وإلى فرنسا، وعدد من الدول الأوروبية المهتمة بالموضوع، وذكرت بأنه لا يصح أن يدعى جزء فقط من العالم العربي للاتحاد من أجل المتوسط، وأنه يجب أن يكون هناك منتدى ينطلق من أعمال برشلونة والمشروع الفرنسي الجديد، لدعوة كل الدول العربية الى اجتماع يخصص لها في نفس الفترة الزمنية، التي ينعقد فيها اجتماع الاتحاد الأوروبي، وأقصد الدول العربية كلها مع كل دول الاتحاد الأوروبي، ولمزيد من التأكيد كان طرحي واضحا، وهو مشاركة كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية، مع كل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، في منتدى يعقد بالتوازي مع اجتماع برشلونة والمتوسط، وتشارك أيضا في الاجتماع، رئاسة الاتحاد الأوروبي ورئاسة الجامعة العربية. > من ملاحظات بعض الدول العربية على مقترح ساركوزي، أن إسرائيل تحتل أراضي دول عربية، وسوف تصبح عضوا في هذا الاتحاد، كيف ترى ذلك؟ ـ إسرائيل عضو في عملية برشلونة، وعضويتها في أي منتدى ليس مجالا لأن نسلم لها، أو أننا نتعامل معها بطريقة مباشرة كمجموع، والأمر الثاني أننا دول لها سيادة، وتختار إطار المشروع والمشاركين فيه، ولا يفرض علينا مشارك، ولسنا مستضعفين كي يفرض علينا المشروع وأجندته والدول المشاركة، أو أن يقال لنا سوف تدخل بالأمر في هذا الموضوع، ومعك الدولة الفلانية.. والحقيقة أن الدول العربية صاحبة القرار عندما تحدد موقفها، من خلال إعلانها واستعدادها للمشاركة مع هذا، وأنها لم تشارك مع ذاك لأسباب.

> البعض يرفض طرح ساركوزي من منطلق عضوية إسرائيل في هذا الاتحاد، وهي تحتل أراضي عربية كيف ترى ذلك.. وهل عضوية اسرائيل تعطل توقيع اتفاق سلام مع هذه الدول؟ ـ لا.. هذا وضع.. وذاك آخر.. لأن الذي يمنع إسرائيل من توقيع اتفاقية سلام، هو أنها لا تريد الدخول في السلام، وأنها دولة لديها حصانة عالمية بشكل غير مسبوق، وبالتالي أصابها غرور القوة وغرور المنعة، وبالتالي هي لا تريد ترك الأراضي التي احتلتها.. إسرائيل لا علاقة لها بالمتوسط ولا بالأمم المتحدة ولا ببرشلونة أو غيرها، وإنما هي نفسها لم يتبلور لديها ارادة السلام بعد.

> هناك دعوة لعقد قمة من أجل دارفور؟ ـ السلام في دارفور يحتاج لكثير من المساعي الدولية، ويجب العمل بالمقاربة الموضوعية وليس بفكر يحمل المسؤولية على طرف من الأطراف، وإنما بعقاب الطرف المعوق للحل فى دارفور. > هل يعطل الحل في دارفور الأزمة بين تشاد والحكومة السودانية؟ ـ هناك ادوار لدول الجوار، وهناك المنظمات المتمردة والحكومة والوضع ذاته في دارفور، ومع ذلك الجامعة لا تترد في التوفيق والحوار، وإن كان عدد من الدول العربية يقوم بدور كبير في الحل، ونحن ندعم هذا الجهد.