الناطق باسم حماس: فيتو أميركي يعطل الحوار.. وشروطنا «لا غالب ولا مغلوب»

السلطة تتهم حماس برفض المصالحة.. والأحمد ناقش مع موسى إمكانية إطلاق حوار تحت مظلة الجامعة

TT

اتهمت القيادة الفلسطينية حركة حماس بالتلكؤ في قبول مبادرة المصالحة التي اطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت بدا فيه أن احتمالات بدء حوار فلسطيني ـ فلسطيني تحت مظلة الجامعة العربية تقترب، وأن اتصالات حثيثة تجري هذه الأيام بين مختلف الأطراف ذات الصلة المباشرة بالوضع على الأرض في الساحة الفلسطينية لتحقيق هذا الغرض.

وأبدى صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية استغرابه مما سماه «عدم اغتنام حماس حتى الآن، الفرصة التي وفرتها مبادرة الرئيس أبو مازن للحوار الوطني الشامل». وقال عريقات «حماس لم تقبل دعوة الرئيس، ولم تقبل المبادرة اليمنية حتى هذه اللحظة»، وأضاف «هذا الأمر غريب.. فإن لم نساعد أنفسنا نحن كفلسطينيين فلن يساعدنا أحد».

ودعا عريقات في حديث لراديو فلسطين، حركة حماس إلى «التراجع عن الانقلاب، واحترام الشرعية العربية والدولية والفلسطينية، وقبول مبادرة الرئيس عباس .معتبرا ان «انقلابها على الشرعية الفلسطينية»، يعد «سابقة في التاريخ». وقال «إننا ما زلنا شعبا تحت الاحتلال في غزة والضفة والقدس، وأمامنا تحديات كبيرة، وبالتالي آمل أن يتم اغتنام الدعوة التي طرحها الرئيس خدمة للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني».

وفي المقابل قالت حركة حماس، انها بانتظار دعوة عربية لبدء حوار مع فتح. واوضح اسماعيل رضوان الناطق باسم حماس لـ«الشرق الأوسط»، ان حركته جاهزة للبدء في حوار مباشر في اي مكان وزمان. لكنه قال ان هناك عوامل خارجية تعطل الحوار، ومن بينها الفيتو الاميركي على المصالحة الفلسطينية. واعتبر رضوان ان كلام عريقات محاولة لقلب الحقائق وذر للرماد في العيون، مطالبا الرئاسة الفلسطينية بتخاذ خطوات عملية لبدء الحوار. ويرى رضوان ان هذه الخطوات تتمثل في دعوة الجامعة العربية الى حوار مباشر في زمان ومكان محددين. وجدد رضوان شروط حركته لبدء الحوار مع فتح على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، وقال ان اي حوار يجب ان يكون على اساس اتفاق القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني 2006 واتفاق مكة 2007 واعلان صنعاء 2008». وبرغم الأجواء «الإيجابية» التي حاولت الاطراف الفلسطينية إنطلاق حوار فلسطيني داخلي، الا ان لغة التشكيك ما زالت مستمرة. اضافة الى ان بعض الملفات التي يفترض ان تكون قد انجزت، ومن بينها ملف المعتقلين السياسيين، ما زال يواجه عراقيل من الطرفين، وسط اتهامات متبادلة باستمرار اعتقال كل طرف لمناصري الآخر في غزة ورام الله. ودعا كمال الشرافي ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ«التراجع عن الانقسام في كل المحاور، والعمل على إنهائه». وفي احتفال لحقوق الانسان في غزة قال الشرافي «إن الشعب الفلسطيني يتطلع الي الحوار الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام وفك الحصار المفروض على القطاع». مطالبا بـ«جهد وسلوك يترجم على الأرض لإنهاء هذا الملف». وفي القاهرة عرض عزام الأحمد رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني، على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس، آخر التطورات فيما يتعلق بالجهود الهادفة إلى بدء حوار فلسطيني ـ فلسطيني وإنهاء حالة الانقسام الفلسطينية. وقال عزام الأحمد، للصحافيين، عقب لقائه أمس موسى «إن المناقشات تركزت حول الجهود المبذولة لإطلاق الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية من خلال تنفيذ المبادرة اليمنية بكافة بنودها «نصا وروحا» تحت مظلة الجامعة العربية. وجاء لقاء عزام الأحمد وموسى، على هامش مشركة المسؤول الفلسطيني في اجتماع الدورة الاستثنائية للبرلمان العربي أمس بالقاهرة، والذي ناقش كيفية المساهمة في حل الخلافات العربية ـ العربية ومنها الخلافات الفلسطينية. وأوضح أن البرلمان العربي أعد قراراً في هذا الشأن يشجع الجامعة العربية لتتولى توفير المظلة العربية، من أجل تنفيذ المبادرة اليمنية لبدء الحوار الفلسطيني.

ويستقبل الرئيس المصري حسني مباركاليوم، بشرم الشيخ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقوم بجولة عربية ودولية، للمشاركة في عدد من الفعاليات. وقال الناطق نبيل ابو ردينة ان عباس الذي كان موجودا في عمان امس، سيحضر افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي الاثنين في شرم الشيخ. ثم يغادر في اليوم نفسه إلى العاصمة اليونانية أثينا، للمشاركة في اجتماع الاشتراكية الدولية. ثم يعود الى عمان قبل ان يتوجه في 6 يوليو (تموز) الى سورية، في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تؤوي بلاده قادة حماس. وفي 10 يوليو (تموز) ينتظر وصول عباس الى روما في زيارة رسمية يتوجه في ختامها الى باريس، للمشاركة في قمة الاتحاد من اجل المتوسط في 13 يوليو.