غوردن براون: العالم «متحد لرفض نظام غير شرعي» في زيمبابوي

هاراري: «الإقبال الكبير» يوجه صفعة للمنتقدين.. وبوش يعلن عن عقوبات إضافية ضد الحكومة

رجلان يقرآن الصحف اليومية في زيمبابوي أمس لمتابعة اخبار انتخاب الرئيس موغابي (أ ب)
TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان امس أنه أمر بفرض عقوبات جديدة على «حكومة زيمبابوي اللاشرعية وكل من يدعمها». وقال الرئيس الاميركي في بيانه ان «نظام (روبرت) موغابي نظم الجمعة انتخابات مشينة تتجاهل ارادة شعب زيمبابوي». واضاف «نظرا لازدراء نظام موغابي الفاضح حيال التطلعات الديمقراطية لشعب زيمبابوي وحقوق الانسان، أمرتُ وزارتي الخارجية والخزانة بتوسيع العقوبات ضد الحكومة اللاشرعية في زيمبابوي والذين يدعمونها».

وأكد بوش ان الولايات المتحدة «ستضغط باتجاه القيام بتحرك قوي من جانب الامم المتحدة وخصوصا فرض حظر على الاسلحة ومنع سفر مسؤولي النظام».

وندد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس بنتائج الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي التي جرت أول من أمس بمرشح واحد هو الرئيس روبرت موغابي، مؤكدا ان العالم «متحد لرفض نظام غير شرعي».

واعلن براون في بيان «كما قال (رئيس جنوب افريقيا السابق) نيلسون مانديلا، فشل القادة في زيمبابوي. وبلغوا ادنى مستوى عبر محاولة اجراء انتخابات امس».

وقال براون «سنعمل مع شركائنا الدوليين لايجاد وسيلة نغلق فيها هذا الفصل الشنيع الذي اودى بحياة مثل هذا العدد من الاشخاص».

وأعرب براون عن الامل في ان «تكون قمة الاتحاد الافريقي المقبلة (الاثنين في شرم الشيخ) فرصة تعيد فيها المنطقة الامل لشعب زيمبابوي» وقال ان «الديمقراطية ستنتصر في النهاية».

ولم يتوصل مجلس الامن الدولي الى توافق حول وثيقة اعدتها بريطانيا تقول ان نتائج انتخابات 27 يونيو (حزيران) «لا يمكن ان تكون لها مصداقية ولا شرعية».

وانسحب زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي الذي حل في المقدمة في الجولة الاولى من الانتخابات، من الدورة الثانية احتجاجا على اعمال العنف تاركا الرئيس موغابي مرشحا وحيدا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي هاراري قالت صحيفة «هيرالد» المملوكة للدولة في زيمبابوي أمس ان الاقبال على انتخابات الرئاسة يمكن أن يسجل نسبة قياسية، مشيرة الى أن ذلك يوجه صفعة لزعماء العالم الذين انتقدوا موغابي.

الا أن صحيفة «هيرالد» اختلفت مع تقارير وسائل الاعلام الدولية التي أفادت بأن الكثير من سكان زيمبابوي قاطعوا الانتخابات ومع تصريحات شهود عيان بأن ميليشيات تابعة للحكومة أرغمت الناس على التصويت لصالح موجابي البالغ من العمر 84 عاما.

وذكرت الصحيفة التقارير الاولية من اللجان الانتخابية في شتى أنحاء البلاد تشير الى أن هذا سيكون أكبر اقبال على الاطلاق على الانتخابات في زيمبابوي وهو ما يمثل صفعة على وجه من ينتقصون من قدر الانتخابات الذين زعموا أن هذه «انتخابات خاصة بموغابي».

وأفادت الصحيفة بأن الانتخابات كانت سلمية ونقلت عن اللجنة الانتخابية في زيمبابوي قولها ان احصاء الاصوات بدأ وانها تأمل اعلان النتائج اليوم. وقال شاهد في بلدة تشيتونجويزا جنوب هاراري لرويترز ان الناخبين أرغموا على تقديم الرقم المسلسل لاوراق الاقتراع الخاصة بهم وتفاصيل هويتهم الى مسؤول من حزب موغابي الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي ـ الجبهة الوطنية لكي يعرف كيف أدلوا بأصواتهم.

وذكر ائتلاف أزمة زيمبابوي وهو جماعة مدافعة عن حقوق الانسان أن رؤساء القرى «ساعدوا» المعلمين على التصويت في بعض المناطق الريفية بعد ارغامهم على الادعاء بأنهم أميين.

وقال مسؤول كبير بالاتحاد الافريقي انه لا يمكن أن يكون هناك حل فوري لمشكلة زيمبابوي.

وقال جان بينج رئيس المفوضية الافريقية خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء قبل قمة افريقية تعقد غدا «أنا على قناعة بأن مشكلة زيمبابوي ستحل بشكل يعتد به. لكن من فضلكم امنحونا الوقت لحلها مع رؤساء دولنا».

ومن جهتها أدانت المعارضة في زيمبابوي فشل مجلس الامن الدولي في اعلان عدم شرعية نتيجة الانتخابات وحملت جنوب افريقيا المسؤولية.

واعلن الناطق باسم حركة التغيير الديمقراطي نيلسون شاميسا ان «ما كنا نأمله من المجتمع الدولي هو ان يعلن عدم شرعية تلك الانتخابات المزعومة». وتابع المتحدث ان رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي كلفه نظراؤه من افريقيا الجنوبية مهمة الوساطة في ذلك البلد «تخلى عن شعب زيمبابوي بتصرفه كما فعل، كما لو كان يحمي دولة مارقة».

واوضح ان «توخي المجتمع الدولي الحذر يتسبب بشكل غير مباشر في تكثيف القمع في زيمبابوي». وادلى المتحدث بهذه التصريحات غداة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي اجراها الرئيس روبرت موغابي رغم انسحاب زعيم المعارضة مورغن تسفانجيراي بسبب القمع.

وكانت حركة التغيير الديمقراطي فازت في اقتراع 29 مارس (اذار) بالانتخابات التشريعية وتقدم تسفاجيراي على موغابي في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية.