واشنطن تحث كوريا الشمالية للتخلي عن كافة أسلحتها وتقول إنها دفعت 5.2 مليون دولار لتدمير البرج النووي

بيونغ يانغ تستفيد من تحسن العلاقات مع سيول لإطعام شعبها

TT

حثت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كوريا الشمالية امس على التخلي عن كل أسلحتها النووية بعدما كشفت الدولة الشيوعية بعض الاسرار المتعلقة ببرامجها النووية ودمرت برجا للتبريد في مفاعلها الرئيسي. وكانت واشنطن قد اعلنت انها دفعت 5.2 مليون دولار من اجل تدمير برج التبريد في مفاعل يونغبيون النووي بكوريا الشمالية. واكد مسؤول اميركي لوكالة الصحافة الفرنسية فضل عدم الكشف عن هويته قيمة المساهمة الاميركية ولكن ليس تأكيدات كوريا الشمالية التي قالت ان تدمير هذا البرج الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا كلف 5 ملايين دولار. وجاءت تصريحات رايس اثناء زيارة الى كوريا الجنوبية تجري خلالها محادثات مع نظيرها يو ميونغ هوا لبحث الخطوات التالية في الجهود الدبلوماسية الدولية لاقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن اسلحتها.

وقالت رايس انها اجرت محادثات مطولة مع يو حول جهود التحقق من الاعلان الذي كشفت فيه بيونغ يانغ عن منشآتها النووية وانتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه لانتاج قنابل نووية، الا انها لم تكشف عن اسلحتها. ويشير منتقدو الاعلان الكوري الشمالي الى انه لم يشمل القضايا التي تثير القلق وخصوصا برنامج الاسلحة السري الذي يستخدم فيه اليورانيوم العالي التخصيب. وهم يرون ايضا ان الكشف لا يرد على التساؤلات بشأن نقل المعرفة النووية الى سورية. وقالت بيونغ يانغ في وثيقة منفصلة انها اكتفت بالاقرار بمخاوف واشنطن بشأن هاتين القضيتين ووعدت بمحاولة حل الخلافات. واوضحت رايس «في المرحلة التالية، علينا التحرك باتجاه (تطبيق اتفاق) نزع الاسلحة» في اشارة الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال المحادثات السداسية لنزع اسلحة بيونغ يانغ.

وقالت «هناك وثائق تمت الاشارة اليها في الكشف تتعلق بهاتين القضيتين وهما اليورانيوم العالي التخصيب والانتشار النووي»، واضافت «حتى الان لم نحصل على الاجوبة التي نريدها بخصوص هاتين القضيتين لكنني اتوقع ان يفي الشمال بالوعود التي قطعها بان يأخذ هذه المخاوف على محمل الجد ويعالجها»، وتابعت انه في نهاية العملية «يجب ان يتم التخلي عن كافة البرامج والاسلحة والمواد». وتدعو المرحلة المقبلة والنهائية من الاتفاق كوريا الشمالية الى تفكيك المفاعلات وتسليم كافة المواد والاسلحة النووية مقابل اقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة واليابان وابرام اتفاق سلام رسمي. وخففت الولايات المتحدة بعض العقوبات التجارية وتحركت باتجاه شطب كوريا الشمالية عن قائمة الدول المتهمة بدعم الارهاب مكافأة لها على تقديمها الكشف، كما ساعدت على تمويل تدمير برج التبريد حيث قدمت مبلغ 5.2 مليون دولار.

ومن جهتها، رحبت وزارة الخارجية الروسية بالجهود التي تبذلها كوريا الشمالية لنزع اسلحتها النووية وبقرار الولايات المتحدة سحب بيونغ يانغ من لائحة الدول الداعمة للارهاب. واعلنت الوزارة في بيان «نرحب بتسليم كوريا الشمالية الصين، رئيسة المفاوضات المتعددة الاطراف لتسوية المشكلة النووية في كوريا الشمالية، اعلانا حول نشاطاتها النووية وتدمير برج تبريد محرك يونغبيون النووي».

وتحدثت موسكو في البيان عن «تقدم حقيقي» تحقق في المفاوضات السداسية (الولايات المتحدة والصين والكوريتان وروسيا واليابان) لنزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وفي نفس الوقت، قد يؤذن كشف كوريا الشمالية عن أنشطتها النووية بحدوث تقدم كبير في علاقات مثمرة محتملة مع كوريا الجنوبية والتي أوقفتها حكومة جديدة في سيول تعهدت باتخاذ موقف متشدد من بيونغ يانغ.

وقال تشون بونج جيون خبير شؤون كوريا الشمالية بمعهد الشؤون الخارجية والامن القومي في سيول لرويترز «العقبة الكبرى نحو احراز تقدم في العلاقات بين الجنوب والشمال كانت التأخر في حل المشكلة النووية». كانت كوريا الجنوبية أحد اكبر المانحين لجارتها الشمالية حيث كانت تمدها بالأغذية لإطعام شعبها الى جانب المشروعات الاقتصادية التي تدر العملة الاجنبية على اقتصادها المتداعي. لكن تدفق المساعدات انخفض انخفاضا حادا حين تولى الرئيس لي ميونج باك مهام منصبه في فبراير (شباط)، وقال ان سخاء سيول سيكون رهنا بالتحركات التي ستقوم بها كوريا الشمالية لتفكيك برنامجها النووي والانفتاح على المجتمع الدولي.