مجلة «جينز» الدفاعية: سورية تنشر قوات في البقاع عززتها في بداية 2008

فتفت لـ«الشرق الأوسط» : الوجود العسكري السوري مستمر في عدة مناطق

TT

أفاد تقرير لمجلة «جينز» البريطانية المتخصصة في الشؤون الدفاعية، استند الى صور بالأقمار الصناعية لوكالة «ديجيتال غلوب» بأن سورية تنشر قوات لها في الأراضي اللبنانية، وقد عززت تجهيزات هذه القوات في بداية العام الراهن، مما يؤشر بحسب التقرير، الى اجواء انعدام الثقة بين سورية واسرائيل، وصعوبة نجاح مفاوضات السلام بين الطرفين.

ويظهر تعزيز الانتشار السوري في الأراضي اللبنانية، عبر صور تجارية بالأقمار الصناعية، حصلت عليها المجلة، ويدلل هذا الانتشار على انه رغم التأكيدات المتبادلة على سير عملية السلام قدما من الجانبين السوري والاسرائيلي، فإن العلاقات الاقليمية لا تزال تتميز بأجواء انعدام الثقة، الأمر الذي يرجح جمود مفاوضات السلام، مقابل استمرار الجهوزية العسكرية العالية من جانب الطرفين، في ظل رفض سورية التخلي عن حليفها حزب الله، والنأي بنفسها عن ايران.

وبحسب التقرير، فإن سورية لا تزال تنشر قوات لها داخل لبنان في التلال النائية شمال بلدة راشيا الوادي، رغم اعلان دمشق انهاءها وجودها العسكري في لبنان في ابريل 2005. وتبدو المواقع السورية داخل لبنان، وكأنها خطوط دفاعية بحتة في حال تقدم اسرائيلي، وليست ممرا للاسلحة الى حزب الله. ويتلقى حزب الله غالبية سلاحه عبر الحدود الشمالية للبقاع المحاذية للقرى الشيعية، في حين ان القرى المحيطة بالموقع السوري الرسمي على الحدود بين البلدين (جنوب شرق) تقطنها غالبية من المسيحيين والدروز.

وكانت صور حصلت عليها المجلة بواسطة الأقمار الصناعية لشركة «ديجيتال غروب» في 24 ديسمبر 2006 و12 مارس 2008، تشير إلى أن سورية أقدمت على زيادة تجهيزاتها العسكرية، وبالتالي نشاطاتها في القواعد العسكرية السورية على الأراضي اللبنانية. وأظهرت الصور أن هذه التعزيزات عبارة عن دبابة من طراز تي 54 ـ 55 ومدفع ذاتي الحركة. ويعتبر التقرير أن التحقق من هذه التعزيزات مستحيل، اذ أن الأمن اللبناني أغلق منطقة التلال إلى الشرق من قرية كفرقوق. ويمنع حاجز للجيش اللبناني على مفترق الطريق الوحيدة المؤدية إلى قرية دير العشائر، الجميع من الوصول على القرية باستثناء سكانها، كما يغلق الجيش الطريق المؤدية إلى قرية حلوة القريبة». وذكر التقرير أنه على الرغم من عدم وجود قواعد عسكرية للجيش السوري بالقرب من حلوة، إلا أن هناك عددا من المراكز الصغيرة التي يتمركز فيها عناصر مجموعات فلسطينية موالية لدمشق، مثل فتح الانتفاضة وقوات الصاعقة. وترتبط هذه المراكز بسورية عبر طرقات غير مأهولة يستخدمها المهربون والناشطون العسكريون، من اجل التموين بالعتاد والعناصر.

وفي بيروت، علّق وزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت، على ما جاء في التقرير، الذي أوردته مجلة الدفاع البريطانية «جينز» مبديا عدم استغرابه الأمر «خصوصا ان الوجود العسكري السوري لا يزال في عدد من المناطق اللبنانية، إما بطرق مباشرة أو غير مباشرة عبر الوجود الفلسطيني المسلّح خارج المخيمات، وتحديدا فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية القيادة العامة». واعتبر في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»: «ان هذا الأمر يصب في إطار الملفات العالقة بين لبنان وسورية، إضافة الى عدم ترسيم الحدود». ورأى ان «بروز الموضوع في هذا التوقيت مؤشر خطير، وربما وسيلة ضغط للحصول على مكتسبات معينة». ورأى ان «أي تحرّك لبناني ازاء هذا الموضوع، يأتي في صلب دور الحكومة المقبلة».

وفي دمشق، التزمت المصادر الرسمية الصمت، حيال قضية تقرير المجلية الدفاعية البريطانية، ولم يصدر أي تعليق فيما يتعلق بها، كما ان وسائل الاعلام تجاهلت التقرير تماما.