حزب الله ينفي و«الكتائب» يؤكد وجود عسكري «للمقاومة» في جبل صنين

السنيورة يتصل بفاعليات طرابلس لـ«إطفاء التوتر»

عناصر من الدفاع المدني والشرطة اللبنانية يتفحصون أمس الأضرار التي لحقت بمتجر في باب التبانة في طرابلس نتيجة تعرضه لحريق متعمد (أ.ف.ب)
TT

شدد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على «ضرورة العمل على اطفاء التوتر والحض على التآخي لعدم الافساح في المجال لأي اياد غريبة ان تعبث بين ابناء البيت الواحد والبلد الواحد». وجاء هذا الموقف خلال سلسلة اتصالات أجراها السنيورة أمس بشخصيات طرابلسية لمتابعة التطورات الميدانية في عاصمة الشمال. وعلى صعيد متصل بالوضع الأمني نفى حزب الله ما ذكره أقطاب من قوى «14 آذار» حول نقاط عسكرية له في أعالي جبال صنين، واتهامهم اياه باعتراض أفراد، مؤكدا أنه «كلام عار عن الصحة ولا أساس له» واضعا «هذا الافتراء برسم القوى الأمنية والقضاء لكشف هذه الادعاءات». وقد رد حزب الكتائب اللبنانية على هذا النفي بتأكيد تعرض اربعة شبان للاختطاف واخضاعهم للتحقيق من قبل مسلحين قالوا لهم «صراحة» انهم ينتمون الى «المقاومة». وكان السنيورة قد أجرى اتصالات شملت نواب طرابلس بمن فيهم النائبان مصطفى حسين وبدر ونوس. كما اجرى اتصالات مماثلة بمشايخ الطائفة العلوية. وحض الجميع على العمل لتعزيز اجواء التآخي والتكاتف في مواجهة محاولات الفتنة. وخاطب الذين اتصل بهم قائلا: «ان الواجب الوطني اللبناني والاسلامي والعربي يلزمنا العمل على اطفاء التوتر والحض على التآخي لعدم الافساح في المجال لأي اياد غريبة ان تعبث بين ابناء البيت الواحد والبلد الواحد».

إلى ذلك، أصدرت امس العلاقات الإعلامية في حزب الله بيانا جاء فيه: «يبدو ان قوى 14 آذار قد لجأت الى سياسة تميزها في خطابها الإعلامي يعتمد على: إكذب، إكذب، إكذب حتى يصدقك الناس. ولكن الناس لا يصدقونهم. ويعلمون أنهم يكذبون ويُفتنون ويحرضون. إن ما ذكره أقطاب من 14 آذار حول نقاط عسكرية في أعالي جبال صنين لحزب الله واتهامهم له باعتراض أفراد هو كلام عار عن الصحة ولا أساس له. وكان عليهم أن لا يوتروا الساحة بمثل هذه الأضاليل وان يسألوا القوى الأمنية المعنية عن اي حادثة يريدون الاستفسار عنها إذا كانت موجودة، وهي المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة. ونحن نضع هذا الافتراء برسم القوى الأمنية والقضاء لكشف هذه الادعاءات».

وقد رد حزب الكتائب اللبنانية ببيان جاء فيه: «بناء على نفي حزب الله اي علاقة له بالمخيم الامني الذي كشف امره في صنين، يهمنا التوضيح ان المسلحين الذين أطلقوا النار ومن ثم اختطفوا الشبان الاربعة العزل وحققوا معهم قالوا لهم بصراحة انهم ينتمون الى المقاومة. وقد قامت الاجهزة الامنية بالتحقيق مع الشبان الاربعة الذين تعرضوا للخطف. وهم اطلعوها على صورة ما حدث وتفاصيل ما تعرضوا له من اطلاق نار وخطف لساعات. وانطلاقا من هنا نطالب الاجهزة الامنية بالتحرك بغية الانتشار وضبط الوضع ووقف التعديات في تلك المنطقة. واننا في النهاية، اذ نعول على قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني، نطالب الاهالي افادة الاجهزة الامنية والابلاغ عن اي وجود مسلح غير شرعي في الجبل لأن الدولة وحدها هي الملاذ الآمن والملجأ الحصين لكل اللبنانيين».

في المقابل، قال عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب «أتحدى النائب (ميشال) عون ونوابه والمحيطين به، وهم من يدعون الغيرة على الحقوق المسيحية، أن يتجرأوا ويقدموا على مطالبة حزب الله بسحب مسلحيه من المناطق المسيحية في صنين وعيون السيمان عوض أن يتخصصوا في صناعة بطولات وانتصارات وهمية بهدف تضليل المسيحيين».

من جهته، أدان عضو كتلة «المستقبل» النائب عزام دندشي «التفجير الحاقد الذي استهدف في ليلة ظلماء السكان الآمنين في منازلهم، في منطقة باب التبانة». ووصف هذا العمل الاجرامي بانه «مخطط معد مسبقا للايقاع بابناء المنطقة الواحدة والتفريق بينهم وزرع الفتنة والحقد والقلق في نفوسهم تجاه بعضهم البعض». واعتبر «ان معدي هذا المخطط معروفون لدى الجميع. وهدفهم تقسيم البلد وتعميق الشرخ داخل الطوائف واللعب على وتر المذهبية التي تؤدي الى انهيار الدولة». ودعا «اهل التبانة وجبل محسن وطرابلس وعكار وجميع قرى الشمال الى التشبث بوحدتهم الوطنية، مهما اختلفت انتماءاتهم الحزبية او الطائفية، والوقوف صفا واحدا وراء القوى الامنية في وجه الطوابير الخامسة المخلة بالامن والاستقرار».

وفي إطار المواقف أيضا قال رئيس «جبهة العمل الاسلامي» فتحي يكن في تصريح أدلى به أمس: «بصرف النظر عن الادوات المنفذة لما جرى ويجري من احداث امنية دموية في اكثر من منطقة لبنانية، كان آخرها البقاع وطرابلس وما شهدته العاصمة اللبنانية بيروت قبل ذلك، يصب في المدى القريب والبعيد في خانة مشروع الشرق الاوسط الجديد».

واضاف: «هناك طوابير وليس طابورا واحدا يجري تحريكها ضمن ايقاع منظم، مستفيدة من الفراغ الحكومي والانهيار الاقتصادي والضغط المعيشي والانقسام السياسي والضخ المالي، لتشكل بمجموعها مناخا متوحشا مجنونا من الاحقاد والضغائن بين ابناء الطائفة الواحدة وبين الطوائف المتعددة، كما بين ابناء المذهب الواحد وبين المذاهب المختلفة».

وفي البقاع، تم أمس عقد المصالحة الميدانية بعد اللقاء التصالحي الاول والذي عقد في ثكنة ابلح باشراف فرع مخابرات الجيش في البقاع واللقاء الثاني الذي عقد في بلدية تعلبايا ونتج عنه لجان المصالحة الميدانية التي عملت على الارض بالاتصال بكل الاطراف وكرسوا ميثاق الشرف الذي التزموا به جميعا باجتماع ابلح.