رايس تزور إقليم سيتشوان المنكوب وتشيد بتعامل القيادة الصينية مع الزلزال

بكين تعلن محادثات جديدة مع دالاي لاما .. تزامنا مع وصول وزيرة الخارجية الأميركية

وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تشتري زجاجة من المياه المعدنية خلال زيارتها مخيماً للاجئين في اقليم سيتشوان الصيني أمس (رويترز)
TT

استهلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس زيارتها الى الصين أمس بالاشادة بتعامل النظام الصيني مع الدمار الذي خلفه الزلزال الذي ضرب اقليم سيتشوان جنوب غربي البلاد. وتفقدت رايس الاقليم المنكوب الذي ضربه زلزال مدمر في 12 مايو (ايار) الماضي قبل ان تتوجه الى بكين لاجراء محادثات رسمية. وحطت الطائرة التي تقل رايس في عاصمة الاقليم شينغدو حيث انطلقت جولة الوزيرة الاميركية في القطاعات الاكثر تضررا بالزلزال الذي ادى الى مقتل او فقدان 88 الف شخص وتشريد خمسة ملايين آخرين. ويذكر ان رايس ابرز مسؤولة اميركية تزور المنطقة المنكوبة.

وعبرت رايس عن تعازيها باسم الشعب الاميركي للشعب الصيني.

وتحدثت رايس الى الصحافيين بعد تفقد الدمار الذي خلفه الزلزال، قائلة: «ارى ان الحكومة الصينية والمسؤولين بذلوا جهوداً» لمساعدة المنكوبين. وأضافت: «ارى الكثير من الجهد لاعادة الاعمار، ولكن مع كارثة بهذا الحجم، لا يمكن لأحد ان يتعمل لوحده»، موضحة: «نحن سعداء بأن الشعب الصيني طلب العون». ونقلت وكالة «شينخوا» معلومات عن الخارجية الصينية تفيد بأن الادارة الاميركية قدمت للمنطقة المتضررة من الزلزال مساعدات مالية وعينية بلغت قيمتها 2.6 مليون دولار أميركي.

وصرحت رايس خلال زيارة لبلدة دوجيانجيان التي تقع قرب مركز الهزة وسبب فيها الزلزال خسائر تقدر بـ7.1 مليار دولار: «اعجبت بقدرة السكان على المقاومة والتعافي». كما زارت رايس مخيما للاجئين في كيجيانجيوان. وقالت لمجموعة من اللاجئين: «وكأنكم اعدتم بناء بيوت لكم». وتفقدت الوزيرة الاميركية مدرسة المخيم التي تضم سبعة آلاف تلميذ. وتحدث اليها تلميذ باللغة الانجليزية قائلا «يسرني ان التقط صورة معك. اشاهدك في التلفزيون دائما وانت نجمة».

وتوجهت رايس بعد ذلك الى بكين للقاء نظيرها الصيني يانغ جيشي قبل ان تجري محادثات اليوم مع الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو. وشاركت الولايات المتحدة في الجهود الدولية للاغاثة لنقل مؤن الى المنطقة المنكوبة.

وتزمناً مع وصول رايس الى الصين، اعلنت بكين أمس انها ستجري جولة محادثات جديدة مع ممثلين عن الزعيم الروحي لتبيت، دالاي لاما، في يوليو (تموز) المقبل. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن ناطق باسم الحكومة قوله ان «القسم المختص من الحكومة المركزية سيلتقي مع ممثلين شخصيين عن دالاي لاما» في بداية يوليو، من دون تحديد موعد لذلك. واضاف الناطق ان الصين تأمل بأن «يثمن (دالاي لاما) هذه الفرصة ويعطي ردا ايجابيا لمتطلبات السلطات المركزية». ويذكر ان الجولة الاخيرة بين الاطرفين كانت في 4 مايو الماضي ولكن مجرى المحادثات توقف بعد الزلزال الاليم الذي ضرب الصين. وتعتبر الولايات المتحدة من اشد الداعمين للتبت ودالاي لاما، وقد طالبت بكين مراراً بالتوصل الى حل سلمي معه. وزيارة رايس الى الصين تأتي في اطار جولة آسيوية قادتها حتى الآن الى كوريا الجنوبية واليابان حيث شاركت هذا الاسبوع باجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الاعضاء في مجموعة الثماني. وخلفت رايس ورائها تظاهرات احتجاج واسعة في سيول اذ ادت الى جرح اكثر من مئتي شخص امس في مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على استئناف استيراد الابقار الاميركية. واعلنت السلطات أمس حظر المظاهرات الا ان المحتجين لم يتخلوا عن التظاهر.

واستخدمت الشرطة العصي في محاولة للسيطرة على المتظاهرين الذين ردوا باستخدام الحجارة وقضبان الحديد مما ادى الى تحطيم نوافذ حافلة للشرطة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة تقارير باصابة 114 من عناصرها بينهم 15 في حالة خطيرة. وتحدث منظمو المظاهرة من جهتهم عن اصابة اكثر من مائة مدني بجروح. واندلعت اعمال العنف ليل اول من أمس عندما منعت الشرطة آلاف المحتجين من التوجه الى القصر الرئاسي بعد مظاهرة شارك فيها حوالى 15 الف شخص. وأدى قرار سيول استئناف استيراد الابقار من الولايات المتحدة الى مظاهرات استمرت اسابيع بسبب مخاوف من خطر مرض جنون البقر وضد سياسة الحكومة بشكل عام. وبعد بدء المظاهرات، طلبت سيول من واشنطن تقديم ضمانات اضافية لسلامة اللحوم مع ان الحكومتين اكدتا سلامتها.

ودعت رايس خلال زيارة الى سيول اول من امس، الكوريين الجنوبيين الى ان يثقوا بالضمانات الرسمية حول سلامة الابقار. ومع ذلك، تكثفت الاحتجاجات منذ استئناف استيراد الابقار يوم الخميس الماضي. ويأخذ منتقدو القرار خصوصا على الرئيس لي ميونغ باك خضوعه لضغوط الولايات المتحدة التي جعلت من استئناف الواردات شرطا مسبقا للمصادقة على اتفاق التبادل الحر التاريخي الموقع مع سيول في ابريل (نيسان) 2007.