أوباما وماكين يتعهدان بجعل إصلاح قوانين الهجرة أولوية في البيت الأبيض

مقترحات كلا المرشحين تهدف لكسب أصوات الأميركيين ـ اللاتينيين

TT

تعهد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية جون ماكين ومنافسه الديمقراطي باراك اوباما بجعل اصلاح قوانين الهجرة اولوية في البيت الابيض. واكد ماكين واوباما اهتمامهما بقضايا الهجرة، في محاولة لكل منهما لكسب تأييد الناخبين المتحدرين من اميركا اللاتينية. وتحدث كل من المرشحين على حدة لمجموعة منفصلة من اعضاء «جمعية المتحدرين من اميركا اللاتينية»، مؤكدين الحاجة الى اصلاح شامل لتنظيم اوضاع حوالي 12 مليونا يقيمون بطريقة غير شرعية في البلاد. واكد كل من اوباما وماكين تأييده للاجراءات التي عرقلها الجمهوريون المتشددون في الكونغرس وتمهد الطريق للعمال الاجانب للحصول على الجنسية الاميركية. إلا ان ماكين الذي قاد قانون الاصلاح على الرغم من المعارضة التي يواجهها داخل حزبه، اكد انه سيركز على ضمان الامن الهش للحدود مع المكسيك اولا. وقال «لن ننجح في الكونغرس قبل ان نقنع غالبية الشعب الاميركي بان حدودنا آمنة». واضاف: «لكن هذا لا يعني ان نحقق ذلك بطريقة لا إنسانية او باسلوب قاس»، مؤكدا انه سيدفع باتجاه اعتماد برنامج مؤقت للعمال مجدداً. وبينما شدد ماكين في خطابه بأن اصلاح الهجرة «اولوية لدي امس واليوم وغدا»، تعرض لانتقادات علنية من معارضين للحرب قاطعوا خطابه اربع مرات. فبعد ان اكد المرشح متوجها الى جنود من اصول اميركية لاتينية يخدمون في صفوف القوات المسلحة الاميركية ان «هؤلاء الرجال والنساء هم اخوتي واخواتي»، قاطعته امرأة وشتمته واتهمته بأنه «مجرم حرب». وتم إجلاء المرأة التي كانت ترفع لافتة كتب عليها «ماكين يساوي الحرب»، من القاعة في أحد فنادق العاصمة الاميركية. وقبل دقائق من ذلك، قاطعته امرأة اخرى أكدت ان هذه الولاية في جنوب غربي البلاد تستحق مرشحا «سلمياً». وبعدما استأنف خطابه، قاطعته امراة ثالثة، هتفت «اعيدوا قواتنا الى الديار». وقدم المنظمون اعتذارهم للمرشح، مؤكدين ان اياً من الذين قاطعوه لا ينتمي الى «جمعية المتحدرين من اميركا اللاتينية». من جهته، انتقد أوباما الذي تحدث الى المجموعة بعيد انتهاء خطاب ماكين، المرشح الجمهوري لتركيزه على امن الحدود، مع ان المرشح الديمقراطي قال ان «هناك مواقعَ عدة ترتدي فيها الحواجز اهمية».

وصرح اوباما بأن ماكين «قال انه لن يؤيد حتى قانونه اذا عرض للتصويت». واضاف: «اذا كنا نريد حل التحديات التي نواجهها لا يمكننا ان نتذبذب ونتقلب حسب سياساتنا». وتابع المرشح الديمقراطي «لم نكن جديين في حل المشكلة»، مؤكدا انه سيجعل من اصلاح الهجرة «احدى اولوياته منذ يومه الاول» في البيت الابيض.

ويتحدر معظم المواطنين الاميركيين الجدد من دول اميركا اللاتينية ويشكلون اكبرَ اقلية في الولايات المتحدة تضم 45 مليون شخص حالياً. ويؤكد محللون ان اصوات هؤلاء في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل قد تكون حاسمة. ويعول الديمقراطيون خصوصا على تصويت هذه الجالية للفوز بولايات تشكل معاقل للجمهوريين مثل فلوريدا واريزونا ونيومكسيكو وكولورادو ونيفادا والتي اعطت اغلبية ضئيلة للرئيس جورج بوش عام 2004. وحصل بوش عام 2004 على أكثر من 40 في المائة من اصوات المتحدرين من اميركا اللاتينية وهي نسبة قياسية لمرشح جمهوري، وفاز على خصمه جون كيري في اربع من الولايات الجنوبية الغربية الاساسية وفلوريدا. و لكن اوباما فاز على حاكم نيومكسيكو بيل ريتشاردسون المتحدر من اميركا اللاتينية والسفير السابق للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة. كما ضم الى حملته باتي سوليس دويل المكسيكية الاصل، والتي كانت مساعدة لهيلاري كلينتون لرئاسة فريق المرشح لمنصب نائب الرئيس الذي سيختاره.