أدى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي اليمين الدستورية للمرة السادسة ليجدد ولايته الرئاسية بعد انتخابات اعتبرتها المعارضة بأنها «مهزلة». وصرح موغابي بعد أدائه اليمين الدستوري بأنه ملتزم بإجراء محادثات مع المعارضة لحل الأزمة السياسية في البلاد. ونقلت «رويترز» عن موغابي، قوله: «آمل حقا ان نجري كأحزاب سياسية مختلفة.. عاجلا لا آجلا.. مشاورات ترمي... للحوار حيث نضيق شقة الخلافات بيننا ونوسع رقعة الوحدة والتعاون». وشدد على انه يريد «محادثات جدية» لإنهاء الازمة السياسية التي شلت البلاد. ومن جهة أخرى، شكر موغابي نظيره الجنوب افريقي ثابو مبيكي لجهود الوساطة التي قام بها لتسوية الازمة في زيمبابوي. وقال موغابي: «نشعر بالامتنان لمجموعة تنمية افريقيا الجنوبية وللدور الذي اضطلع به مبيكي كرئيس دولة» والذي كلف من نظرائه من دول افريقيا الجنوبية بمهمة وساطة في زيمبابوي. وأضاف ان «زيمبابوي تدين له جهوده الحثيثة للترويج للسلام والوفاق في هذا البلد».
وبالرغم من ان الدول الغربية وصفت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي بانها مهزلة، لم يعلن مبيكي موقفا علنيا منها. وتأخذ عليه المعارضة في زيمبابوي منذ بدء الازمة اعتماد «دبلوماسية هادئة» ورفضه إدانة موغابي.
واعتبرت المعارضة في زيمبابوي ان اعادة انتخاب موغابي الذي اعلن أمس عن فوزه في انتخابات كان المرشح الوحيد فيها هي «مهزلة كاملة» تشير الى «يأس» النظام بعد خسارته في الانتخابات العامة في 29 مارس (آذار). وقال الناطق باسم حركة التغيير الديمقراطي المعارضة نيلسون شاميسا «انها مهزلة كاملة ومؤشر على يأس النظام». وأضاف ان اعادة انتخاب موغابي، الذي يبلغ من العمر 84 عاما أمضى 28 عاما منها في السلطة: «قد تدرج في موسوعة غينيس للارقام القياسية كدعابة العام». وكان رئيس «حركة التغيير الديمقراطي» مورغان تسفانجيراي قد تقدم على موغابي بفارق كبير في الدورة الاولى في مارس، اضافة الى خسارة الحزب الحاكم الاكثرية في مجلس النواب. لكن زعيم المعارضة انسحب من السباق الرئاسي قبل اسبوع من الدورة الثانية، قائلا ان قراره جاء نتيجة لفداحة اعمال القمع ضد انصاره.
وكان تسفانجيراي رفض دعوة حكومية لحضور حفل تنصيب موغابي لفترة ولاية جديدة، ودعا افريقيا لعدم الاعتراف بإعادة انتخابه، لكنه قال انه ملتزم بالتوصل الى تسوية من خلال التفاوض للازمة السياسية في البلاد. وأعلن المسؤول عن الاقتراع في اللجنة الانتخابية في زيمبابوي لوفمور سيكيراميي بعد قراءة النتائج في كل ولاية «اعلن بالتالي عن انتخاب روبرت غابريال موغابي رئيسا لجمهورية زيمبابوي». وأوضح سيكيراميي ان موغابي حصل على 2150269 صوتا مقابل 233000 صوت للمعارض مورغان تسفانجيراي، أي انه حصل على حوالى 81 في المائة من الاصوات. وأتت النتائج في كل من الولايات العشر مطابقة لهذا النمط المتوقع بسبب ترشح موغابي وحده للرئاسة بعد انسحاب تسفانجيراي.
ومن جهة اخرى، اكد مراقبو البرلمان الافريقي أمس ان الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي «لم تكن حرة ولا نزيهة»، داعين الى تنظيم عملية اقتراع جديدة.