نزاع زيمبابوي يخيم على القمة الأفريقية

تبدأ فعالياتها اليوم وتصدر «إعلان شرم الشيخ» حول أزمة الغذاء العالمية

TT

خطف رئيس زيمبابوي، روبرت موغابى، الذي أصر على إقامة حفل تنصيبه رئيساً عشية انطلاق أعمال القمة الأفريقية، الأضواء من البنود المدرجة على جدول أعمال قمة الاتحاد الافريقي التي تعقد اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة في منتجع شرم الشيخ.

وبحسب معلومات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن ثمة اقتراحا ستسعى القمة الأفريقية لإقناع موغابى به يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية يتولى فيها زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي منصب الرئيس فيها.

وهذا الاقتراح هو إعادة مستنسخة من السيناريو الذي تم به احتواء الأزمة السياسية المماثلة في كينيا، علما بأن هذا الاقتراح يحظى بتأييد عدد كبير من الوفود الأفريقية باعتباره الحل الأمثل لحسم ملف أزمة الحكم في زيمبابوي. وأفادت مصادر افريقية مشاركة في هذه القمة لـ«الشرق الأوسط» بأن موغابى وضع رؤساء الدول والحكومات المشاركين في هذه القمة في وضع حرج، مطالبين من جهة باتخاذ مواقف عملية تبرهن على عدم استعدادهم لقبول عضوية من يعتبره الغرب مغتصبا للسلطة، ومن جهة أخرى عليهم الاعتراف بشرعية موغابى احد ابرز زعماء أفريقيا. وقال الناطق باسم مفوضية الاتحاد الافريقي القاسم وين لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الوضع في زيمبابوي ليس على جدول اعمال هذا الاجتماع (..) ولكن رؤساء عدد من الدول المشاركة سيطرحون دون شك المسألة». ولم يكن مؤكداً حتى مساء امس ما اذا كان موغابي سيحضر قمة اليوم. وكان قد قال إنه سيحضر قمة للاتحاد الافريقي في مصر، معرباً عن استعداده للرد على أي اعتراضات من داخل الاتحاد الافريقي على الانتخابات. وطلب وفد زيمبابوي رسمياً إبعاد أي إعلاميين أو صحافيين غربيين على مقربة كافية منه تفاديا للمشاكل.

وعلى صعيد آخر، أخذت قضايا التنمية حيزاً كبيراً من اعمال أربع قمم في شرم الشيخ أمس حيث التأم رؤساء الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماع بحثوا خلاله النزاعات في القارة الأفريقية وسبل مواجهتها، بما يكفل ضمان أمن واستقرار الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي. كما اجتمع رؤساء دول مجموعة العشر المكلفة بحث عملية إصلاح منظمة الأمم المتحدة، إضافة لقمة ثالثة لزعماء مبادرة النيباد وقمة الآلية مراجعة النظراء المنبثقة عن «مبادرة الشراكة من أجل التنمية في أفريقيا» (نيباد).

ودعا الرئيس المصري، حسني مبارك، الى وضع خطة عمل افريقية شاملة تغطي كل المجالات ذات الاولوية، بما في ذلك تسوية النزاعات الافريقية وقضايا الامن والسلام ومشروعات البنية الاساسية في كلمته الافتتاحية لقمة «نيباد». وركز الرئيس مبارك على اهمية الالتزام بتنفيذ البرنامج الشامل للزراعة والعمل على زيادة الانتاجية. واشار الى ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي لزيادة الانتاجية الزراعية واستنباط البذور الجديدة المقاومة للجفاف. وتحدث الرئيس مبارك عن وفاء الشركاء الدوليين بالتعهدات وفق اعلان الالفية ومؤتمر الامم المتحدة لتمويل التنمية. وخص بالذكر خطط العمل الدولية التي تتعلق بتخفيف المديونية الخارجية وزيادة الاستثمارات الاجنبية المباشرة والتخلي عن السياسات الحمائية التي تعرقل نفاذ الصادرات الزراعية الافريقية للاسواق العالمية. ويصدر القادة الأفارقة في ختام قمتهم «إعلان شرم الشيخ» الذي اقترحته مصر، ويتناول أزمة الغذاء العالمية، ويطالبون شركاء التنمية غير الأفارقة بالوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم، خاصة أن قضية الغذاء ستكون إحدى أولويات البحث في قمة «هوكايدو» الشهر المقبل باليابان التي تجمع مجموعة الدول الثماني الصناعية والدول المؤسسة لـ«النيباد».