الاجتماع الثاني لعلماء المسلمين يعتمد لجنة صياغة لتشكيل خطة فقهية سياسية تقرب بين المذاهب

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: قريبا سيتم تنظيم مؤتمر علمي حاشد يضم علماء المذاهب الإسلامية

TT

كشفت مصادر مطلعة في الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن تنظيم مؤتمر علمي حاشد قريبا، يجمع علماء المذاهب الإسلامية، لمواجهة عوامل التفرق في الدين من جهل وتعصب عرقي واستغلال النزعات المذهبية لتحقيق مآرب سياسية.

وأكدت المصادر أنه سيتم في المرحلة الأولى التركيز وبصورة تفصيلية ومكثفة على دراسة الأفكار المتعلقة بالأهداف الخاصة بوحدة الأمة وتحقيق الثلاثي الفكري ومكافحة التطرف المتستر بالمذهب وتكريس مبدأ عدم تكفير أتباع المذهب في الاتجاه الآخر.

وكان مبنى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة شهد أول من أمس، انعقاد الجولة الثانية من الاجتماعات التحضيرية للعلماء المسلمين لإيجاد صيغة للبنود المرتبطة بعمل مجمع الفقه الإسلامي ضمن قرارات قمة مكة الاستثنائية في سبتمبر (أيلول) 2005.

وأوضحت مصادر «أن الهدف من الخطة المتفق صياغتها يتمثل في تعميم ثقافة الحوار بين العلماء من مختلف المذاهب إلى مستوى الشعوب الإسلامية، بالإضافة إلى وضع تصورات حول الآليات المطلوبة للمؤسسات الإعلامية للدول الإسلامية في تحقيق المقاربة المذهبية، وعبر المناهج التعليمية أيضاً».

وكانت «الشرق الأوسط» قد تناولت الاجتماع التحضيري الأول، والذي يحضره ثمانية علماء يمثلون بعض المذاهب الإسلامية، الذي تم خلاله تبادل الأفكار ووجهات النظر لتحقيق التقارب والتفاهم بين المذاهب الإسلامية.

وتم الاتفاق حينها على تحديد مستويين للانطلاق في الحوار، وهما وضع خطة علمية فقهية تعنى بالبحث عن المساحات والدوائر المشتركة بين أصحاب المذاهب بهدف تحقيق التعايش السلمي كمرحلة أولى.

بينما يتركز المستوى الثاني في وضع آليات لتنفيذ خطة المستوى الأول وتعميمها على الدول الإسلامية لتنفيذها، مما يعنى أنها الخطة التطبيقية لتصورات علماء الأمة لفكرة التقارب المذهبي والتي أنيط بمنظمة المؤتمر الإسلامي تطبيقها بعد انتهاء اجتماعات العلماء.

ومثل المجتمعون الدكتور صالح بن حميد والفقيه محمد علي تسخيري والدكتور علي أوزيك والدكتور عبد الجبار علاوي والدكتور محمد سليم العوا والدكتور أحمد الخليلي والفقيه أبو بكر خوري والفقيه عبد السلام العبادي، المذاهب الإسلامية الثمانية التي أقرت ضمن قرارات قمة مكة الاستثنائية في 2005، إضافة إلى كونهم يملكون تأثيرا كبيرا على مستوى القيادات السياسية والشعوب في دول العالم الإسلامي. بينما استكمل الاجتماع التحضيري الثاني أمس للعلماء الثمانية، مواضيع تشكيل لجنة لصياغة استراتيجية عمل شاملة على المستويات العلمية والفقهية والسياسية، إضافة إلى استبيان المشتركات في الدين والتشريع وإيجاد القواسم المشتركة بين أتباع المذاهب الإسلامية. وكذلك إقرار صيغة عمل لهذه الأهداف متضمنة مقترحات العلماء المشاركين في الاجتماعات التحضيرية، وذلك لتقوم منظمة المؤتمر الإسلامي بتعميدها لدى الدول الأعضاء. يشار إلى أن الاجتماعات التحضيرية الجارية تتزامن في الوقت الذي تشتد فيه الخلافات بين أتباع المذاهب السياسية، نتيجة لجملة من الأسباب السياسية الحادثة على عدد من الساحات، أبرزها الساحتين العراقية واللبنانية.