«عتاب» بين السودان وليبيا بشأن الهجوم على أم درمان

توقعات بلقاء البشير مع القذافي وديبي على هامش شرم الشيخ

TT

أجرى مبعوث خاص للزعيم الليبي معمر القذافي، مباحثات مع الرئيس عمر البشير في الخرطوم، تناولت الاتهامات المتداولة بضلوع ليبيا في دعم الهجوم، الذي قامت به حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، على مدينة أم ردمان في العاشر من مايو(آيار) الماضي.

ووصف مستشار للرئيس السوداني لقاء البشير بالمبعوث الليبي، بأنه كان مثمراً ومفيدا «لم يخل من عتاب بين الجانبين»، من دون ان يقدم تفصيلات، فيما يتوقع المسؤولون في الخرطوم حصول لقاءين بارزين بين البشير على هامش القمة الافريقية، التي تبدأ اليوم في شرم الشيخ، الأول مع الزعيم الليبي القذافي، والثاني مع الرئيس التشادي ادريس دبي، حول دارفور وتسوية العلاقات المشتركة على خلفية الهجوم على ام ردمان.

من جانبه، كشف المبعوث الليبي أمين الاستثمارات الليبية الخارجية بشير صالح، عن مبادرة يقوم بها القذافي في غضون الأيام القليلة المقبلة لرأب الصدع بين السودان وتشاد، ونفى بشدة ان تكون بلاده قدمت اي دعم إلى«حركة العدل والمساواة» في الهجوم على ام درمان. وشدد المبعوث الليبي على أن ليبيا لن ولم تقدم أي دعم أو القيام بأي عمل ضد حكومة السودان، وأضاف «لا يمكن ان يفكر شخص مثل القائد القذافي، راعي عملية السلام في السودان، بأي عمل ضد السودان»، واعتبر أن ما تناقلته وروجت له بعض وسائل الأعلام، بتقديم دعم ليبي لحركة العدل والمساواة، ليس له أي أساس من الصحة، وقال إن ما جرى بالسودان محاولات اقليمية ودولية لاستثمار الحدث لدق اسفين بين البلدين، وأضاف ان البشير أكد له في اللقاء الذي جرى في بيت الضيافة بالخرطوم، العلاقات بين البلدين، وحبه وتقديره للقذافي، وقال انه نقل للبشير استعداد ليبيا للاستثمار في السودان بأموال قال إنه لا سقف لها، خاصة في مجالات الطرق والموانئ والطيران والشرطة، وذلك باعتبار الاستثمار مدخلا للتنمية والاستقرار والأمن.

فيما، كشف الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس البشير في تصريحات، عن لقاء يجمع البشير والقذافي على هامش القمة الافريقية بشرم الشيخ، والتي تبدأ اعمالها اليوم، لبحث قضية دارفور والعلاقات الثنائية وأحداث ام درمان الأخيرة. وقال إسماعيل ان زيارة مبعوث القذافي، جاءت بعد احداث ام درمان لتبادل المعلومات وتجديد الرؤية، على خلفية ما نشر في بعض وسائل الاعلام بدعم طرابلس لحركة العدل والمساواة في هجومها الأخير على ام درمان، واضاف «وحتى تمضي العلاقة بين البلدين بشفافية ومصداقية، ولاستمرار التعاون بين البلدين في المجالات الثنائية، والدور الليبي في دارفور والعلاقات السودانية التشادية». وقال ان السودان سيستمر في تنفيذ تلك الاتفاقات، بغض النظر عما حدث، وتابع قائلا «متى ما نجحنا في ايجاد آلية أو ضمانات، تفعل تلك الآليات، فليست لدينا عندئذ اية إشكالية في التعايش مع تشاد، وبصرف النظر عن من يكون على رأس النظام في انجامينا». ووصف زيارة المبعوث الليبي بالمهمة، مشيراً الى انها جاءت بعد لقائه بالعقيد القذافي في قمة تجمع «س ص» الافريقي، واعتبر«أن تطوير العلاقة بين البلدين، ومناقشة القضايا بمسؤولية وشفافية، ستظل رؤية استراتيجية بين القيادتين، وذلك لضبط اية تفلتات تظهر هنا وهناك». وقال ان قضية دارفور واحداث ام درمان والعلاقات السودانية ـ التشادية والليبية ـ السودانية، وعودة السفراء بين السودان وتشاد، ستوضع على منضدة المباحثات بين البشير والقذافي في لقاء شرم الشيخ، واضاف ان لقاء البشير والمبعوث الليبي لم يخلُ من عتاب بين الجانبين.

من ناحيته، توقع وزير الخارجية السوداني دينق ألور في تصريحات صحافية، عقد قمة تجمع البشير ونظيره التشادي إدريس دبي، على هامش القمة الأفريقية بشرم الشيخ، كما توقع ألور أن يتم اللقاء بجهود الاتحاد الأفريقي، لتسوية الخلافات السودانية التشادية.