طهران: إسرائيل تدرك عواقب هجومها علينا.. وما زالت تعاني من حربها مع «حزب الله»

رئيس «الموساد» السابق: أمامنا عام واحد لتدمير منشآت إيران النووية

وزير الخارجية الايراني متقي يتحدث الى الصحافيين أمس في طهران (رويترز)
TT

شهد امس تصعيدا جديدا بين طهران وتل ابيب حول احتمالية توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية، ففيما قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي انه لا يعتقد ان اسرائيل في وضع يمكنها من مهاجمة بلاده وانها تعرف «عواقب» عملها هذا، قال شافتاي شافيت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) في مقابلة ان اسرائيل لديها عام واحد لتدمير المنشآت النووية الايرانية والا ستواجه خطر ان تتعرض لهجوم ذري ايراني.

وجاءت تصريحات متقي بعد يوم واحد فقط من تصريحات لقائد الحرس الثوري الايراني قال فيها ان طهران ستفرض قيودا على حركة الشحن في مسار صادرات النفط بالخليج اذا تعرضت ايران لهجوم وحذر الدول الاقليمية من عمليات انتقامية اذا شاركت في الهجوم.

وتزايدت التكهنات باحتمال شن هجوم على ايران منذ نشرت صحيفة اميركية تقريرا هذا الشهر يفيد بأن اسرائيل أجرت تدريبا على شن مثل هذا الهجوم. وقال متقي للصحافيين «يعرفون تمام المعرفة ماذا ستكون عواقب مثل هذا العمل». موضحا ان اسرائيل ما زالت تتعامل مع عواقب حربها عام 2006 مع حزب الله في لبنان وتعاني ايضا من «ازمة عميقة من انعدام الشرعية» في منطقة الشرق الاوسط.

وأجاب متقي ردا على سؤال عن احتمال التعرض لهجوم اسرائيلي «لهذا لا نعتقد أن النظام الصهيوني في وضع يريد فيه الانخراط في مغامرة كتلك»، حسبما اوردته وكالة رويترز.

وساهمت المخاوف من تصعيد في المواجهة بين الغرب وإيران رابع اكبر منتج للنفط في العالم في رفع اسعار النفط الى مستويات قياسية. ووصل الخام الى مستوى قياسي في الاسواق الدولية قرب 143 دولارا للبرميل يوم الجمعة. ويقول محللون ان ايران يمكن ان تستخدم اساليب غير تقليدية مثل نشر زوارق صغيرة لمهاجمة السفن او استخدام حلفاء في المنطقة لضرب مصالح اميركية او اسرائيلية.

وقال وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار ان التقارير عن ضربة محتملة هي جزء من «حرب نفسية» يشنها الغرب ضد ايران بهدف صرف الانتباه عن «الاحباطات الداخلية» في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وسلم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لايران عرضا يوم 14 يونيو (حزيران) يتضمن حوافز اقتصادية اقترحته الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا لمحاولة انهاء الخلاف. واستبعدت ايران تعليق العمل النووي الحساس مقابل مثل هذه الحوافز الاقتصادية لكنها تقول انها ستدرس العرض وتعطي ردا. ونقل عن نائب وزير الخارجية علي رضا شيخ عطار قوله «نحن حاليا في المرحلة الاخيرة من مراجعة العرض». من جهته، قال رئيس (الموساد) الاسرائيلي السابق في حديث لصحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية ان «اسوأ السيناريوهات هو ان تمتلك ايران السلاح النووي خلال حوالي عام والوقت المتبقي لمواجهة ذلك يضيق اكثر فأكثر».

واضاف شافيت «بصفتي ضابطا في الاستخبارات عملت على اسوأ السيناريوهات، يمكنني ان اقول انه علينا الاستعداد لذلك. علينا ان نفعل كل ما هو ضروري في الجانب الدفاعي والجانب الهجومي والرأي العام في الغرب، في حال لم تجد العقوبات» على ايران.

الى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان ايران يجب ان تثبت انها ليست مهتمة بتطوير اسلحة نووية. وأضاف براون لشبكة (سي.إن.إن) الاخبارية الاميركية «ايران لم تكن امينة تماما مع المجتمع الدولي... نحتاج التزاما صارما ومطلقا بأن ايران لن تخرج من معاهدة حظر الانتشار وتمتلك اسلحة نووية. هذه هي المرحلة الاولى».

وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي ويهدف الى توليد الكهرباء. لكن يخشى الغرب واسرائيل ان تسعى ايران لبناء قنابل ذرية. ومن المعتقد ان اسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط. وقالت واشنطن انها تريد استعمال الدبلوماسية لانهاء الخلاف لكنها لم تستبعد العمل العسكري اذا فشل الخيار الدبلوماسي.