إسرائيل تفتح المعابر وتسمح بدخول الأسمنت لأول مرة

مصر تغلق «رفح» بعد مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين

TT

أعادت إسرائيل صباح امس فتح المعابر التجارية بينها وبين قطاع غزة، وسمحت لأول مرة بإدخال مواد البناء، في حين أغلقت مصر معبر رفح، احتجاجاً على محاولة عالقين فلسطينيين اقتحامه. وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الاسرائيلي أعاد فتح معبري صوفا، جنوب شرقي القطاع، والمنطار (كارني)، المخصصين لجلب المواد البضائع، الى جانب معبر ناحل عوز المخصص لنقل الوقود والمحروقات والغاز المعد للطهو. ولأول مرة منذ شروعها في حصار غزة منتصف يونيو (حزيران) من العام الماضي، سمحت اسرائيل بإدخال مواد البناء، وتحديداً الأسمنت بكميات قليلة للقطاع. واكدت المصادر أن كمية الاسمنت التي سمح بادخالها محدودة، مشيرة الى أن القطاع يحتاج الى كميات هائلة من الأسمنت حيث أن الكثير من مشاريع البناء توقفت بسبب توقف ادخال الاسمنت وبقية مواد البناء. ومنذ ساعات الفجر الأولى، توجهت عشرات الشاحنات الى المعابر الثلاثة لنقل البضائع، حيث خضعت لإجراءات تفتيش دقيقة.

يذكر أن اسرائيل أغلقت المعابر اول من امس رداً على سقوط صاروخ زعمت أنه اطلق من قطاع غزة. وفي تطور آخر، اغلقت مصر مجدداً معبر رفح قبل ظهر امس بعد محاولة اقتحامه من قبل مئات الفلسطينيين الغاضبين الذين كانوا يحتجون على بطء الإجراءات المصرية في السماح لهم بالدخول، اذ لم يزد عدَدَ مَنْ سمحت السلطات المصرية بدخولهم اول من امس على 130 شخصا فقط علما بأن حوالي 7000 شخص من المرضى والطلاب والعالقين كانوا ينتظرون فتح المعبر للمغادرة. وتعبيراً عن غضبهم، قذف الفلسطينيون بالحجارة عناصر الامن المصريين الذين حالوا دون عبورهم، فردوا باستخدام خراطيم المياه والحجارة. وحاول عناصر شرطة الحكومة المقالة التصدي للمحتجين ومنعهم من إلقاء الحجارة، لكن الأعداد الكبيرة والغضب المسيطر عليهم حالت دون ذلك. وقال بعض الشباب الذين وجدوا في المكان إن السلطات المصرية سمحت لعدد قليل من الاشخاص بمغادرة القطاع، في حين كان ينتظر الآلاف تحت حر الشمس، علما بأن معظم الذين كانوا في المعبر أمضوا الليلة قبل الماضية هناك لتتسنى لهم مغادرة القطاع. وكانت مصر قد أعادت فتح المعبر أول من امس لمدة ثلاثة ايام للسماح بمغادرة العالقين والمرضى القطاعَ. واعتبرت حركة حماس أن ما جرى على معبر رفح «غير مقبول، وانه جاء عفوياً»، مؤكدة في الوقت ذاته أن محاولة اقتحام المعبر جاءت نتاج «حالة الضغط التي يعيشها المواطن الفلسطيني»، داعية الجمهور الفلسطيني لضبط النفس والالتزام بتعليمات وزارة الداخلية. وفي بيان صادر عنه قال سامي ابو زهري، الناطق بلسان الحركة، إن ما جرى يعكس «حالة من الضغط، وهذا ما يجب أن تدركه جميع الأطراف، وهذه اللغة توضح مدى الضغط الذي يعيشه المواطن في غزة». واكد أن ما جرى على المعبر خطوة عفوية توضح مدى المعاناة والكبت التي يعيشها المواطن الفلسطيني. من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية أن تثبيت التهدئة يمثل «مصلحة وطنية على طريق كسر الحصار».