أوساط عسكرية في إسرائيل تهاجم مصر وتتهمها بغض الطرف عن تهريب الأسلحة

TT

بعد «استراحة» دامت عدة شهور، عادت أوساط إسرائيلية الى مهاجمة الدور المصري في المنطقة، وجاء التحريض هذه المرة من «أوساط عسكرية» لم تفصح عن هويتها، لتطلق حملة تدعي فيها أن مصر تتقاعس عن التزاماتها لوقف تهريب الأسلحة الى قطاع غزة.

وقالت هذه الأوساط في تسريبات واضحة للإعلام انه منذ الإعلان عن التهدئة يتزايد تهريب الأسلحة بشكل كبير، وان المسلك الأكثر نشاطا في هذا التهريب هو البحر. وحسب مصدر عسكري كبير فإن القوارب المصرية والفلسطينية التي تهرب الأسلحة، تعمل بشكل مكشوف تقريبا وتمر قرب خفر السواحل المصريين ويتبادل بحارتها التحية مع القوات المصرية ويواصلون إبحارهم الى غزة من دون تفتيش أو حتى سؤال عن حمولتهم. وأضافت الأوساط العسكرية انه في الوقت الذي تتباهى فيه مصر باكتشاف وتدمير سبعة أنفاق تحت الأرض ما بين شقي رفح المصرية والفلسطينية، يوجد ما لا يقل من 100 نفق آخر تعمل بانتظام على التهريب ولا تترك بضاعة إلا وتهربها، ابتداء من الأسلحة والذخيرة وحتى السكريات والشوكولاته، ومن السجائر وحتى الأجهزة الكهربائية. ويتم التهيرب بمعرفة حركة «حماس» وموافقتها، بل انها ـ حسب المصدر الاسرائيلي ـ تقبض حصتها من كل نقلة وحسب نوع البضائع. وتقول الأوساط العسكرية الإسرائيلية ان التهدئة تبدو نوعا من المسخرة، حيث ان القوات الإسرائيلية تراقب وتلاحظ ما يجري ولا تستطيع عمل شيء لأنها تريد المحافظة على التهدئة ولا تريد أن توقف القوارب وتدخل في صدامات مسلحة تنتهي الى اتهامها بخرق وقف اطلاق النار. ولذلك تبلغ المصريين بما يجري، ولكن هؤلاء، إن تحركوا، يتحركون بشكل بطيء. وفي أغلبية الحالات يصلون الى القارب بعد أن يكون قد أنزل حمولته.

ويبدو ان السبب الأساسي لهذا الهجوم يعود الى قيام المصريين بفتح معبر رفح، أول من أمس، ولمدة ثلاثة أيام. فقد كانت اسرائيل قد أعلنت انها لن توافق على فتح هذا المعبر بالذات، إلا إذا حصل تقدم حقيقي في المفاوضات بين اسرائيل وبين «حماس»، التي تجري بوساطة مصرية وبشكل غير مباشر. ومثل هذا التقدم، في نظر الاسرائيليين لم يحصل بعد. وفي الاتفاق مع مصر، هناك نص صريح على ان يتم التشاور مع اسرائيل قبل فتح المعبر.

تجدر الإشارة الى ان المفاوضات على صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل و«حماس»، لم تستأنف بعد. ومن المنتظر ان تستأنف، عندما ينتهي مسؤول الملف الاسرائيلي، عوفر ديكل، من ملف الصفقة مع حزب الله. وتسبب هذا الموقف في توجيه هجوم مباشر على رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، من طرف عائلة الأسير الاسرائيلي جلعاد شليط. فقد خرج والده، نوعم شليط، بهجوم مباشر على أولمرت واتهمه بشكل شخصي بالفشل الإداري وقال انه لو كان أرييل شارون رئيسا للحكومة حتى اليوم لكان شليط طليقا بين أهله. لكن أولمرت يتصرف في هذا الموضوع بصبيانية ولا مهنية.