سلطات غوانتانامو تبدأ بالإفراج عن المعتقلين الجزائريين

إطلاق 3 يعكس انفراجاً في الأزمة بين الجانبين الأميركي والجزائري

TT

أبلغ فرع الصليب الأحمر الدولي بالجزائر، عائلات جزائريين معتقلين في غوانتانامو، أن إدارة السجن الأميركي أفرجت عن أبنائها أول من أمس وأنهم سيلتحقون بهم في غضون أيام. وقال مصدر رسمي إن الإفراج عنهم يعكس انفراج أزمة حادة بين إدارة المعتقل والسلطات الجزائرية.

وقالت شقيقة معتقل يدعى مصطفى حمليل، إن مسؤولاً من مكتب الصليب الاحمر اتصل بها ليبلغها، أن مسؤوليه بجنيف تأكدوا أن إدارة المعتقل أفرجت عن دفعة أولى من المعتقلين الجزائريين، تتكون حسب مصدر رسمي من ثلاثة أشخاص، يوجد ضمنهم مصطفى. وأحصى وفدٌ من وزارة العدل تنقل إلى السجن قبل عامين، 27 سجيناً جزائرياً، ستة منهم تعرضوا للاعتقال في البوسنة، وآخرون اعتقلوا في باكستان حيث كانوا يمارسون أنشطة ضمن جمعيات خيرية، لكن الولايات المتحدة تشتبه في أنهم مرتبطون بتنظيم «القاعدة».

وذكرت أخت مصطفى الذي يتحدر من سعيدة (400 كلم غرب العاصمة)، ان إدارة المعتقل طلبت منه، العام الماضي، تحضير نفسه رفقة ثلاثة من رفاقه، للترحيل إلى الجزائر، لكن الرحلة ألغيت بصدور قرار يفيد بأن الجزائر رفضت استقبالهم. ويتعلق الأمر بأزمة بين وزارة العدل الجزائرية وإدارة المعتقل، حيث رفضت الجزائر شروطاً وضعها البنتاغون، مقابل تسليم المعتقلين، وهي سحب جوازات سفرهم، ومراقبتهم عندما يعودون إلى الحياة العادية، وأن تتعهد السلطات بالسعي حتى لا يعودوا الى الارهاب، بحسب مفهوم الاميركيين.

وغادر حمليل الجزائرَ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وتزوج في باكستان من أخت لاجئ أفغاني. واعتقل في بيشاور، وقادته القوات الاميركية إلى أفغانستان ومنها إلى غوانتانامو.

وكانت صحيفة «هيرالد ميامي» قد نقلت قبل أسبوعين عن ساندرا هودكنسون، مساعدة وزير الدفاع مكلفة بشؤون المعتقلين، أن الجزائريين «قرروا ببساطة أنهم لا يريدون قبول عودة ولا واحد من المعتقلين»، لكنها لم تذكر بأن السبب هو الشروط الاميركية. فيما ذكر فاروق قسنطيني رئيس «لجنة حماية حقوق الانسان» الحكومية للصحافة، أن الشروط «تمس بسيادة الجزائر ولا يمكن أن نقبلها». وأضاف أن مساعدة وزير الدفاع الأميركي «لم تذكر كل الحقيقة، لأن الرفض الجزائري دافعه شروط أميركية تمس بسيادة البلاد، ومبدئيا لا تمانع الجزائر في رجوع رعاياها إلى بلدهم بل عليها أن تسعى لعودتهم، لكن لن يتم ذلك وفق شروط أميركية».

وأفاد السفير الاميركي لدى الجزائر روبرت فورد، لصحافيين بأن الادارة الاميركية ستحاكمهم إذا بقيت الجزائر محتفظة بموقفها من القضية، مشيراً إلى زيارة وفد أميركي الجزائر قبل 14 شهراً، بقيادة السفير المتنقل كلينت وليامسون لطلب توضيحات حول القوانين الجزائرية ذات الصلة بالإرهاب.

وأطلقت عائلات خمسة معتقلين آخرين مساعيَّ لمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لإقناعه بوقف أيِّ إجراء قد يتخذ ضدهم في حال عودتهم إلى البلاد. والمعتقلون هم الحاج بودلة ولخضر بومدين ومحمد نشلة وصابر الاحمر ومصطفى آيت إيدير. وقال عبد القادر، شقيق الأخير، إن ذوي المعتقلين «يناشدون السلطات الموافقة على استقبال ذوينا الذين يتوقون إلى الجزائر».