أفغانستان: نجاة حاكم إقليم من محاولة اغتيال ومقتل 3 من حراسه

تقرير: مجهولون سرقوا ثلاث طائرات هليكوبتر من الناتو في باكستان

أفغاني يبيع حصيلته من المبيدات الحشرية على ضفاف نهر يشق العاصمة كابل، في وقت تشهد فيه البلاد مساهمة اكبر للقطاع الخاص في موارد التنمية الاقتصادية أ.ف.ب)
TT

نجا حاكم إقليم نيمروز في جنوب غرب أفغانستان من هجوم انتحاري أمس ولكن ثلاثة من حراسه قتلوا. وقال غلام داستاجير أزاد للصحافيين:«كان هناك هجوم انتحاري ضدي. أنا بخير ولكن ثلاثة من حراسي قتلوا. وأبدى خشيته من وجود بعض المصابين المدنيين.

وقال مسؤول آخر ان منفذ الهجوم كان في سيارة واستهدف قافلة أزاد فيما كان الحاكم يزور مواقع للشرطة على الطريق مما أسفر عن اصابة سيارة تقل حراسه.

الى ذلك نجح مجهولون، يعتقد أنهم من مقاتلي «طالبان»، في سرقة ثلاث طائرات هليكوبتر من موقع تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في شمال غربي باكستان. وذكرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية التي نشرت الخبر أمس أن مسؤولين عسكريين باكستانيين أكدوا لها صحة الخبر، إلا أن المسؤولين الأميركيين في اسلام أباد رفضوا التعليق عليه.

وذكرت صحيفة «دي فيلت» الواسعة الانتشار أن الطائرات الثلاث اختفت من موقع لحلف الناتو في ممر خيبر في مناطق شمال غربي باكستان المحاذية لأفغانستان. وهي منطقة تنشط فيها الميليشيات التابعة لتنظيم طالبان إلى جانب عصابات تهريب السلاح والمخدرات. وقال شهود عيان لمراسلي الصحيفة إن الطائرات كانت في موقعها عند ممر خيبر قبل ثلاثة أسابيع إلا أنها اختفت الآن. وتعاني الطائرات من خلل فني بانتظار أن تتولى الوحدات الهندسية إعادة تأهيلها للعمل العسكري.

وحسب مصادر الصحيفة الألمانية فإن الطائرات الثلاث هي من طراز تشينوك وبلاك هوك وكوبرا. وعمل اللصوص، ويبدو أن بينهم بعض الخبراء في الأسلحة، على تفكيك الطائرات جزئيا ونقلها داخل شاحنات ضخمة. كما جرى نقل الطائرات الثلاث برا من ميناء كراجي الباكستاني إلى جلال آباد حيث اختفت هناك. وتخشى قيادة الناتو أن تقع الطائرات بأيدي قوات طالبان التي ربما ستستخدمها ضد قوات حلف الناتو العاملة في أفغانستان.

وأضافت الصحيفة في تقريرها إن حكومة جلال آباد فقدت السيطرة تماما على المناطق الشمالية الغربية من أفغانستان، وأن ميليشيات طالبان وعصابات الجريمة المنظمة تفرض هيمنتها على طول الخط الحدودي المحاذي لأفغانستان. وأقامت طالبان المحاكم الشرعية في المنطقة وصاروا يرهبون السكان وينشطون في تهريب الأسلحة والمخدرات. ونقل شهود عيان للصحيفة نزوح عدد كبير من السكان باتجاه جلال آباد خوفا من سطوة العصابات المسلحة وخشية تدهور الأوضاع في المنطقة. واعتبرت الصحيفة سرقة الهليكوبترات الثلاث ضربة قاصمة للحرب التي تشنها قوات الناتو ضد قوات طالبان في المنطقة. وليس هناك إشارة إلى احتمال ملكية القوات البريطانية العاملة في أفغانستان لإحدى طائرات تشينوك. إذ سبق لمجلة تايم أون لاين أن تحدثت عن 8 طائرات تشينوك اشتراها الجيش البريطاني عام 2001 بمبلغ 500 مليون جنيه استرليني وبقيت دون استعمال حتى عام 2006. وتم في ذلك العام تحويل الطائرات المقاتلة إلى طائرات نقل بهدف الاستفادة منها في الدعم اللوجستي لقوات الناتو العاملة في أفغانستان. وأثارت الطائرات حينها لغطا كبيرا في بريطانيا بسبب كلفة صيانتها التي ارتفعت إلى 256 مليون جنيه استرليني خلال فترة عدم استخدامها.

من جهة اخرى قال الجيش الاميركي ان طائرة هليكوبتر تابعة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أسقطت بنيران أسلحة صغيرة الى الجنوب من العاصمة الافغانية امس الا أنه لم تلحق اصابات بالغة بمن كانوا على متنها. ونجح الطيارون في الهبوط بطائرة الهليكوبتر من طراز يو.اتش 60 بلاكهوك بسلام وأجلوا كل من كان على متنها قبل أن تندلع بها النيران في منطقة خاروار بإقليم لوجار حيث من المعروف أن متشددين من حركة طالبان ينشطون هناك.

وقال الجيش الاميركي: «قوات التحالف مشطت المنطقة باستخدام طائرات هليكوبتر وأطلقت زخات تحذيرية قبل استخدام ذخيرة تصيب الهدف بدقة لتدمير الطائرة الهليكوبتر». وهذه هي ثاني طائرة هليكوبتر تابعة لقوات التحالف تتحطم خلال أسبوع. وذكر متحدث باسم الجيش الاميركي أن الحادث الاخر الذي وقع في اقليم كونار بشمال شرق البلاد ما زال رهن التحقيق ولكن المؤشرات تشير الى أن الطائرة الهليكوبتر تحطمت من جراء عطل فني. وأعلنت حركة طالبان التي أطاحت بها القوات بقيادة الولايات المتحدة من السلطة في أفغانستان عام 2001 المسؤولية عن اسقاط الطائرة الهليكوبتر وقالت ان كل من كان على متنها لقوا حتفهم. وأضافت أنها أسقطت الطائرة الهليكوبتر بصواريخ مضادة للطائرات. وكانت حركة طالبان أسقطت عددا من الطائرات ولكن حتى الان من غير المعتقد أن المتشددين حصلوا على صواريخ أرض جو يمكنها تغيير ميزان الحرب بشكل كبير. ويعتقد كثير من المؤرخين أن امتلاك المجاهدين الافغان لمثل هذه الصواريخ حول دفة الحرب ضد الاحتلال السوفيتي لصالحهم في الثمانينات. وتعتمد القوات الدولية بشدة على الطائرات في نقل القوات والامدادات في شتى أنحاء البلاد الجبلية. وفي مكان اخر قال عبد الرزاق قائد شرطة الحدود ان مهاجما نفذ هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة استهدفت قافلة لقوات حلف شمال الاطلسي امس مما أسفر عن اصابة جنديين كنديين وثلاثة من رجال الشرطة ومدنيين اثنين على الطريق قرب بلدة سبين بولداك على الحدود مع باكستان. وشهدت أفغانستان تصاعدا في أعمال العنف العام الحالي بالرغم من التواجد المتزايد للقوات الاجنبية الذي يزيد الان عن 70 ألف جندي. وتوعدت حركة طالبان بتصعيد حملتها من الهجمات الانتحارية وهجمات بقنابل مزروعة على الطريق العام الحالي لاضعاف مساندة الافغان للحكومة في كابول وللضغط على القوات الاجنبية حتى تنسحب من البلاد.