بوتين وميدفيديف يتفقان حول إقرار نظام الحزبين في روسيا

الرئيس الروسي يريد تطبيق خطة لمكافحة الفساد

أنصار للحزب الوطني البولشيفي قيدوا أيديهم وأطلقوا الهتافات بعد أن نجحوا في الدخول إلى مبنى وزارة الخارجية في وسط موسكو تعبيرا عن احتجاجهم على سياسة الحكومة، واعتقلت الشرطة 15 منهم (رويترز)
TT

في الوقت الذي يواصل المراقبون فيه، تداول الأخبار حول الصراعات غير المعلنة، بين ممثلي فريقي الرئيس دميتري ميدفيديف، ورئيس حكومته فلاديمير بوتين حول تجاذب مراكز السلطة، اشارت «الصحيفة المستقلة» في عددها الصادر امس، نقلا عن مصدر رفيع المستوى الى ان الزعيمين بصدد الاتفاق حول اقرار نظام الحزبين في الساحة السياسية الروسية. وإذا كان بوتين قد أعلن صراحة انه قبل زعامة «حزب الوحدة» الحاكم صاحب الأغلبية الساحقة في أجهزة السلطة التشريعية، فإن المراقبين يشيرون الى ان ميدفيديف يبدو الأقرب الى تزعم حزب «روسيا العادلة» الموالي للسلطة الذي يترأسه حاليا سيرغي ميرونوف رئيس مجلس الاتحاد (الشيوخ). وكانت السلطة قد استقرت فيما سبق على رعاية حزب «روسيا الموحدة» باعتباره ركيزتها الرئيسية، فيما تتوجه اليوم نحو رعاية حزب «روسيا العادلة» ليشكل هذا إلى جانب «روسيا الموحدة» النظام المطلوب إنشاؤه، كما أشار إلى ذلك المصدر رفيع المستوى، الذي نقلت عنه «الصحيفة المستقلة». وقالت الصحيفة ان الرئيسين ميدفيديف وبوتين اتفقا على اقتسام المهمة، حيث سيعمل الأول على تهيئة حزب «روسيا العادلة» للقيام بدور جديد، بينما يستمر الثاني في قيادة حزب «روسيا الموحدة» نحو دوره الجديد، بعيدا عما يقال حول الصراع غير المعلن بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة، على اعتبار ان كلا منهما يسعى نحو تحقيق ذات الهدف، وهو تطوير النظام السياسي في البلاد. وكان بوتين اول من طرح هذه الفكرة في أواخر سنوات ولايته الثانية، من منظور ضرورة تقليص عدد الاحزاب الموجودة في الساحة الروسية، التي تعجز غالبيتها عن تحقيق نسبة 7% من اصوات الناخبين اللازمة كحد أدنى في انتخابات المجالس التشريعية. وثمة شواهد كثيرة تشير الى ان هذا الإعلان كان مقدمة لمحاولات كثيرة بذلتها الدوائر الرسمية، من اجل استقطاب نجوم الأحزاب الأخرى الى عضوية الحزب الحاكم، فيما جرت محاولات اخرى لضم أبرز نجوم الحزب الشيوعي الروسي الى عضوية حزب «روسيا العادلة»، استنادا الى تقارب الأرضية الفكرية للحزبين من منظور التوجهات الاشتراكية، والسعي نحو اقرار العدالة الاجتماعية. ولعل ذلك يطرح عدالة تساؤلات الكثيرين اليوم، حول عقلانية تزعم ميدفيديف ذي التوجهات الليبرالية لمثل هذا الحزب، ومدى احتمالات بقاء ميرونوف في قيادة هذا الحزب، الذي سبق وقام من خلال تحالفات حزبي «المتقاعدين» و«الحياة». ولتأكيد مثل هذه التوجهات، استشهدت «الصحيفة المستقلة» بما سبق وقاله فلاديسلاف سوركوف، النائب الأول لرئيس ديوان الكرملين والقريب من بوتين، لأعضاء الحزب الحاكم منذ شهر تقريبا، حول احتمالات ظهور المنافس ـ الشريك الحزبي واعلانه أن الكرملين بصدد بناء نظام تعدد الأحزاب، وأن امام حزب «روسيا العادلة» فرصة كبيرة، لشغل مكانة الحزب الثاني للسلطة. وكان ميدفيديف مدعوا بالامس لتقديم تقرير في معهد التنمية العصرية، الذي وقف وراء تأسيسه في مارس (آذار) الماضي تحت عنوان «الديموقراطية: تطوير النموذج الروسي»، في الوقت الذي يشير فيه واضعو التقرير الى أن عام 2008 اُعلن عاما لتحديث البلاد، واضفاء الليبرالية على جوانب التطورات السياسية. ويتعرض التقرير بالنقد اللاذع للأحزاب السياسية الموجودة وللبرلمان الذي وصفه بالضعف والهزال وغياب المنافسة الحزبية والاغراق في فرض التنظيم الرأسي للسلطة، وعجز النظام الانتحابي عن تأمين اجراء الانتخابات النزيهة والعادلة. وثمة شواهد تقول بغير عقلانية استناد كل من قطبي السلطة الى حزب سياسي واحد، يتزعمه احدهما وهو بوتين الذي يتزعم الحزب الحاكم. ذلك لأن أي صراع خفيا كان أم معلنا، فإن نتيجته تصبح محددة سلفا، وهو ما ينال من مكانة الرئيس، الذي يبدو في امس الحاجة الى قوة حزبية تسانده ما يحقق بالتبعية التوازن المطلوب بين مركزي السلطة في الكرملين والبيت الأبيض ـ مقر الحكومة الروسية.

من جانب آخر، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس انه يرغب في تطبيق حزمة تشريعات متعلقة بمكافحة الفساد بحلول العام المقبل والاسراع في حملته للقضاء على المشكلة التي يعتبرها تهديدا للأمن القومي.

وقال ميدفيديف ان الخطة تستند الى ثلاثة محاور هي وضع حوافز للمسؤولين للعمل بأمانة وضمان ألا يفلت المسؤولون الفاسدون من العقاب، بالاضافة الى تغيير عقلية الروس التي تتسامح عادة مع قضايا الفساد.

وأضاف أن الحل لن يكون حملة يقودها الكرملين لتطهير المسؤولين الفاسدين كما كان الوضع في السابق بل توجها أوسع يتضمن التنازل عن بعض السلطات للقطاع الخاص. من جانب آخر، قالت وزارة الطوارئ الروسية وشركة غازبروم النفطية ان تسعة قتلوا امس عندما تحطمت طائرة هليكوبتر تقل موظفين بالشركة في أقصى شمال روسيا. والطائرة من طراز «ام.أي 8» كانت تديرها شركة طيران «يو.تي ـ اير» الروسية عندما وقع الحادث في منطقة يامال نيتسك قرب المنطقة القطبية الشمالية.