الجناح العسكري لحزب الله ينقسم الى متفرغين برواتب وأعضاء «التعبئة» و«الأنصار»

اول فصيل مسلح يستخدم قدرات جيش عادي وتملك اسلحة استراتيجية

TT

تتمتع «المقاومة الاسلامية» التابعة لحزب الله والتي تعد جناحه العسكري بهرمية ديناميكية تسمح لأصغر تقسيماتها باتخاذ القرارات في اللحظات الحاسمة مهما كان حجم القرار. ويمكن ان تفاجئ احدى المجموعات القيادة بالقيام بعملية ما على غرار عملية أسر الجنديين اذا سمحت لها الظروف الميدانية بذلك، واذا كانت القيادة العليا قد اعطتها اساسا الضوء الأخضر لعملية مماثلة، وعندها لا تعود المجموعة مضطرة للعودة الى هيئات أعلى لاتخاذ القرار.

ومن الناحية العسكرية ينقسم اعضاء الحزب الى اعضاء متفرغين يتلقون رواتب شهرية ولديهم تأمينات اجتماعية وصحية، وأعضاء غير متفرغين يطلق عليهم اسم «التعبئة» وهؤلاء اقل تدريبا من الوحدات المقاتلة لكنهم يتلقون تدريبات على السلاح ويمتلكون مهارات قتالية، وهم يتقاضون رواتب ايضا لكنها اقل من رواتب المتفرغين. وبالإضافة الى هؤلاء هناك «الانصار» الذين يعتبرون بمثابة الاحتياط العام للحزب. ويرفض الحزب الدخول في لعبة الارقام عند الحديث عن عدد عناصره، لكن يعتقد على نطاق واسع في لبنان ان عدد المقاتلين المحترفين الذين يشكلون النخبة القتالية في الحزب يقدر بالمئات فقط، اما المقاتلون غير النظاميين فيمكن تقديرهم بالآلاف. علما ان اعضاء النخبة القتالية هم على قدر عال من التدريب ويمتلكون تقنيات عالية وخبرات عسكرية على اجهزة إلكترونية معقدة.

وتكمن الاهمية هنا في ان الحزب هو اول حركة تستخدم قدرات الجيش التقليدي في إطار حرب العصابات. وهو أول فصيل مسلح غير نظامي يمتلك أسلحة استراتيجية. كما يقول الخبير الاستراتيجي الياس حنا. ويقول تيمور غوكسل استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت والناطق الرسمي السابق باسم قوات الامم المتحدة في لبنان ان «مقاتلي حزب الله يعملون في مجموعات لا تزيد عن 20 شخصا يمكنهم اخفاء بنادقهم، لكن لا يمكنك تدمير مؤسستهم العسكرية».

ويقسم «حزب الله» جناحه العسكري كالآتي:

1ـ مراكز الدراسات: مهمتها اعداد الدراسات التي تساعد المقاومة في اعمالها وتلك التي تساعد قادتها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية.

2ـ الرصد: يتألف من عدة اقسام ومهمتها رصد العدو واجهزة اعلامه والترجمة من العبرية الى العربية.

3ـ التدريب: مهمته اعداد المقاتلين وتدريبهم على التقنيات الحديثة التي يتم استعمالها في الحزب وتلك التي ترده حديثا. ومن نافلة القول ان هؤلاء يخضعون لدورات تشمل كل جديد في المجال العسكري.

4ـ التطوير التقني: يتولى هذا القسم عمليات تطوير انظمة الاسلحة التي يشتريها الحزب او يتلقاها. وقد عمل هذا القسم على تطوير انواع من العبوات التي تم بها ضرب دفاعات دبابة «ميركافا» الاسرائيلية، وقد اتهمت اسرائيل الحزب بانه سرب هذه العبوات الى المقاومة الفلسطينية فيما اتهمته الولايات المتحدة بانه سربها الى المقاومة العراقية. ويتولى هذا القسم ايضا عمليات تمويه العبوات الناسفة بحيث لا تلاحظها فرق الاستطلاع الاسرائيلية التي تسير قبل الدبابات، كتمويه هذه العبوات على شكل صخرة. كما تولى ايضا زيادة فاعلية ومدى صواريخ الكاتيوشا وغيرها.