افتتاح اجتماعات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة

التويجري: الإيسيسكو واليونسكو ترحبان بمبادرة خادم الحرمين بشأن حوار الأديان

TT

أفاد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بأن الإيسيسكو واليونسكو اتخذتا قراراً مشتركاً بتأييد المبادرة الرائدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز حول حوار الأديان، وذلك في رسالة وجهها المديران العامان للمنظمتين الإسلامية والدولية إلى خادم الحرمين الشريفين، في الترحيب بالمبادرة.

وقال التويجري من ناحية أخرى إن النجاح الكبير الذي أحرزته المنظمة «يضاعف من الأعباء الملقاة على عاتقنا، ويفتح أمامنا مجالات واسعة للعمل من أجل خدمة الأهداف التربوية والعلمية والثقافية لأمتنا الإسلامية وللإنسانية جمعاء». وأوضح التويجري، في الكلمة التي ألقاها، أمس، في الرباط، بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة والعشرين للمجلس التنفيذي للمنظمة، بحضور عباس الجراري، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الرباط، أن الإنجازات التي تحققت للمنظمة والخطوات التي قطعتها على طريق التطوير والتجديد، ومسايرة أحدث ما يعرفه العصر من نظم تربوية، ومناهج علمية، جعلتها جهازا إسلاميا دوليا، ذا مصداقية وفعالية وتأثير في المحيط الذي يعمل فيه على الصعيد الدولي.

وأضاف إن خطة العمل الثلاثية الحالية للإيسيسكو تميزت بالتجديد في البرامج والأنشطة، وبالابتكار في أساليب الإدارة والتنفيذ، وحفلت بالبرامج التي تعالج قضايا العصر، مثل حوار الأديان والثقافات، وتحالف الحضارات، ومعالجة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتربية على حقوق الإنسان والشورى والديمقراطية، والتسامح والاعتدال والوسطية، والعناية بالمرأة والطفولة، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية والطاقة المتجددة، والتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية، وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وتجديد تقنيات المعلومات والسياسات الثقافية، ومحو الأمية التقليدية والرقمية بمنهجية جديدة، وتجديد المنظومة التربوية، وتطوير التعليم العالي وفق المعايير الدولية للجودة والاعتماد.

وأشار المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إلى أن هذا التطور الحثيث، الواسع المدى، البعيد الأثر الذي تعرفه الإيسيسكو، أشادت به القمة الإسلامية الحادية عشرة، المنعقدة في داكار في مارس (آذار) الماضي، كما أشاد به مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد أخيراً في كمبالا (اوغندا)، وعبر عن اعتزازه بهذه الإشادة، قائلا: «إننا نفتخر بها، ونراها وساماً على صدور العاملين في هذه المنظمة».

وأعلن المدير العام للإيسيسكو أن الفترة ما بين الدورتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين للمجلس التنفيذي، كانت حافلة بالعمل الدؤوب على شتى المستويات، في إطار خطة العمل الثلاثية للسنوات (2007 ـ 2009)، وأعلن أن نسبة الأنشطة المنفذة بلغت حتى الشهر الماضي (80.53 في المائة). وقال إن هذا الإنجاز هو من المؤشرات المهمة ذات الدلالة القوية التي تؤكد أن المنظمة في تصاعد مستمر ونمو متواصل.

وأضاف إن الإيسيسكو واصلت تنفيذ برنامجها الخاص بالاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية، واحتفت خلال السنة الماضية بالمدن الأربع التالية : فاس وطرابلس وداكار وطشقند، عواصم للثقافة الإسلامية، وتحتفي هذه السنة بكل من الإسكندرية، ولاهور، عاصمتين للثقافة الإسلامية. وذكر أن المنظمة أعطت دفعة قوية لجهودها في مجال تعزيز حوار الأديان والثقافات وتحالف الحضارات على الصعيد الدولي. وبعد ان سلط التويجري الأضواء على ما قامت به المنظمة من جهود في العديد من المجالات المرتبطة بمجال العلوم والتكنولوجيا، وتقديم الدعم الفني والمالي للمؤسسات التربوية والعلمية والثقافية والعلمية، وترسيخ أسس علاقات التعاون والشراكة مع المنظمات الدولية، تحدث عن الأوضاع الدولية وتأثيراتها على العالم الإسلامي، فقال: «إننا نعمل في مناخ إقليمي ودولي تتصاعد فيه تحديات من كل جانب تنعكس على العالم الإسلامي، ومن هذه التحديات استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحصار الظالم لشعبها، والأوضاع الخطيرة في العراق، والتوترات السياسية والمذهبية في لبنان، ومناطق أخرى من عالمنا العربي الإسلامي، وانطلاقاًُ من مسؤوليتنا إزاء هذه الدول الأعضاء في الإيسيسكو، بادرنا دائماً إلى إصدار بيانات نندد فيها بالعدوان المستمر على الشعبين الفلسطيني والعراقي، وننبه إلى خطورة ما يبيّت للبنان وللمنطقة برمّتها، وندعو إلى الحفاظ على وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية».

وبدوره، أكد أبو بكر دوكوري، رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ومستشار رئيس دولة بوركينا فاسو، اقتناعه بالرسالة السامية التي تنهض بها المنظمة، وبالمسؤولية التي يتحملها المجلس التنفيذي. ومن جانبه، ألقى أحمد أخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي، كلمة أكد فيها أن مشروع خطة العمل الثلاثية والموازنة للأعوام (2012 ـ 2010) للإيسيسكو، يوضح ما تهدف إليه المنظمة من نهوض بالبحث العلمي وتطوير المنظومة التربية في الدول الإسلامية، ومواصلة الإشعاع الثقافي والحضاري للإيسيسكو، ويشكل رهاناً حقيقياً للمساهمة في التنمية المستدامة للدول الأعضاء من خلال عنايتها ببناء مجتمع المعرفة وتكنولوجيا المعلومات.

وأشار الوزير المغربي إلى أن انعقاد الدورة الحالية للمجلس التنفيذي يتزامن مع محطة مهمة تعيشها منظومة التربية والتكوين في المغرب، والمتمثلة في إرساء وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، لبرنامج استعجالي للفترة الممتدة ما بين (2012 ـ 2009) حيث يروم هذا البرنامج إعطاء نفس جديد للإصلاح من خلال تثمين ما تم إنجازه منذ ثماني سنوات، وتدارُك التأخر الملاحَظ في بعض مؤشرات التربية والتكوين.

وقال الوزير المغربي: «إنَّ الإيسيسكو سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق جملة من الأهداف عبر خططها وبرامج عملها الدورية والسنوية، وأعطت هذه المنظمة التي نعتز بوجود مقرها على أرض المملكة، اهتماماً جلياً لمختلف مجالات تدخلها، وعلى الخصوص في قضايا التربية والتعليم، حيث عقدت مجموعة من الورشات والملتقيات للارتقاء بالدور التربوي والتنموي لمؤسسات التربية الأصيلة، وربط مناهج التربية الإسلامية بقضايا العصر، كما حرصت في مختلف المناسبات على جعل التربية في خدمة قضايا المجتمع التنموية».