وسام رفيع لثمانية ضباط في «الموساد» نفذوا «عملية دقيقة جدا» في دولة عربية

تعيين درزي سكرتيرا عسكريا للرئيس الإسرائيلي

TT

تقلد ثمانية ضباط من جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية (الموساد)، ارفع الاوسمة في اسرائيل، وذلك تقديرا لهم على «نجاحهم في تنفيذ عملية بالغة الدقة والحساسية لا يمكن الحديث عن تفاصيلها». وربط مراقبون بين هذه الصياغة الحذرة، وبين ما كان قد نشر في الصحافة الأجنبية عن مغامرة حربية اسرائيلية في الأراضي السورية في سبتمبر (أيلول) الماضي أو مغامرة شبيهة أخرى في دولة عربية.

ومنعت المخابرات الاسرائيلية الصحافة من تصوير أي من الضباط أو الاقتراب منهم والحديث معهم، أو نشر أية معلومات عن هوياتهم أو عن أفعالهم. وقال الرئيس الاسرائيلي، شيمعون بيريس، الذي سلمهم الاوسمة، ان «اسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم التي تتكلم كثيرا عن إخفاقاتها ولكنها لا تستطيع الحديث عن بعض انجازاتها الخارقة بأية كلمة».

يذكر ان قادة سابقين في «الموساد» كشفوا عن عمليات استخبارية مغامرة عديدة نفذت في الدول العربية عبر سنوات قيام اسرائيل، بينها عمليات اغتيال نفذت بالاشتراك مع قوات في الجيش، وعمليات زرع أجهزة تنصت. وفقط في السنة الأخيرة ذكرت وسائل اعلام أجنبية، اعتمدت على مصادر اسرائيلية، ان «الموساد» نجح في الكشف عن مبنى أقامه الجيش السوري في دير الزور بالتعاون مع ايران وكوريا الشمالية ليكون مفاعلا نوويا، وقامت الطائرات الاسرائيلية المقاتلة بتدميره.

وان «الموساد» تمكن من الدخول الى الأراضي الايرانية وتصوير مواقع حساسة، بينما تمكن من اختراق حزب الله والمخابرات السورية والايرانية واغتيال عماد مغنية، القائد العام لقوات حزب الله. وفي كل هذه القضايا تعاملت اسرائيل بصمت مطبق أو بمعلومات مقننة. لكن منح جائزة «أمن اسرائيل»، لضباط «الموساد» الثمانية في مقر رؤساء اسرائيل، يعتبر اشارة غير بريئة، لقوة المخابرات الاسرائيلية ويدها الطويلة.

وجدير بالذكر ان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي اشكنازي، عين ضابطا عربيا برتبة عقيد لوظيفة «السكرتير العسكري لرئيس الدولة». وتعتبر هذه وظيفة حساسة عموما، لأن صاحبها يكون ضابط ارتباط بين الرئيس وبين قادة الأجهزة الأمنية: الجيش والمخابرات العامة والمخابرات الخارجية ولجنة الطاقة النووية وغيرها. والسكرتير العسكري الجديد لدى بيريس، هو العقيد الدرزي العربي (سيحصل قريبا على رتبة عميد) حسون حسون، البالغ من العمر 45 عاما. وهو من مدينة الكرمل قرب حيفا. بدأ خدمته العسكرية الاجبارية في وحدة قتالية خاصة، وبلغ درجة قائد كتيبة. وفي فترة الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 ـ 1991)، تولى قيادة العمليات التنفيذية في الضفة الغربية بينما تولى في الانتفاضة الثانية (2001 ـ 2004) منصبا كبيرا في وحدة مكافحة الارهاب في مكتب رئيس الحكومة. ولكنه أمضى جل خدمته في شعبة المخابرات العسكرية (أمان)، وخلال خدمته حصل على شهادة محام ثم على الماجستير في العلوم السياسية وتخرج من كلية الأمن القومي. وقال بيريس في حفل تسلم حسون منصبه، انه يعتز بأن يكون أول رئيس اسرائيلي سكرتيره العسكري عربي درزي. وقال: «أيضا عن حسون لا أستطيع الكلام كثيرا، لأن من المحظور الحديث عن تاريخه وإنجازاته».