لندن: اختتام المؤتمر الأول لمنتدى الوحدة الإسلامية

كمال الهلباوي لـ«الشرق الاوسط» : يجب أن نكون وسطيين وألا نساق إلى التشدد الذي يحسنه كل واحد منا إذا أراد

TT

اختتم في العاصمة البريطانية امس المؤتمر الدولي الاول لمنتدى الوحدة الاسلامية،  بحضور عدد من علماء الامة ومفكريها وناشطيها. وكان المؤتمر قد بدأ مساء الاثنين بحفل استقبال بقاعة مؤسسة الابرار الاسلامية، حضره عدد من العلماء والدبلوماسيين والمفكرين والاعلاميين، وعلى مدى اليومين التاليين، استمرت جلسات المؤتمر بحضور وفود من عدد من الدول العربية والاسلامية من مصر والسعودية والعراق وايران وفلسطين ولبنان والسودان والبحرين والجزائر وبعض الدول الاوروبية، وألقي في المؤتمر 24 بحثا تحت عناوين متعددة، عالجت موضوعات مختلفة، منها مفهوم الأمة الواحدة في الاسلام، والقواعد الفكرية والأصولية لمفهوم الوحدة الاسلامية، والآليات والوسائل والفعاليات لتحقيق الوحدة الاسلامية، والعلاقات بين الأمم والشعوب من وجهة نظر إسلامية.

واكد المشاركون في المؤتمر، ان الوحدة الاسلامية أمر واجب مطلوب من المسلمين تحقيقه في ما بينهم، بنبذ عوامل الفرقة، والتركيز على المشتركات.

واكد العلماء المشاركون وجود رغبة عميقة، على تعدد مذاهبهم، في منع الاختلافات الفقهية من تمزيق الامة وتفتيت صفوفها، وقالوا ان اجواء الحوار التي تسود اللقاءات بين العلماء والمفكرين ساهمت في معظم الاحيان في تذويب الجليد، وتبديد الشكوك، وتعميق الثقة، الامر الذي يجدر بالمهتمين بمشروع الوحدة الاسلامية تعميقه وترويجه.

وركزوا في اليوم الختامي على دور الاعلام الاسلامي بأن يكون إيجابيا في ترسيخ الوحدة واحتواء الفتن والتوترات، في حين نرى أجندات معلنة وغير معلنة في الكثير من الوسائل الاعلامية تسعى لمنع وحدة أبناء الدين الواحد، راغبة في ترويج ثقافة الاقصاء وتعميق الخلافات المذهبية وتكريس الطائفية.

واكدوا رفضهم لظاهرة التكفير، والالتزام بالحكم الاسلامي المتفق عليه بين المدارس الفقهية كافة بان من نطق بالشهادتين دخل حصن الاسلام ولا يجوز تكفيره.

من جهته ركز الناشط الاسلامي الدكتور كمال الهلباوي المتحدث الاسبق باسم «الإخوان في الغرب»، والرئيس المؤسس للرابطة الاسلامية في بريطانيا، والامين العام لمنتدى الوحدة الاسلامية على ضرورة وضع برنامج للاولويات، وان هناك قضايا اساسية يجب الاستماع اليها مع استمرار الحوار بين السنة والشيعة، ومنها على سبيل المثال الاتهام بالارهاب او الاساءة الى النبي الكريم ، او الاسلاموفوبيا في الغرب. وأضاف الهلباوي الذي يشغل ايضا منصب مستشار مركز دراسة الحضارات العالمية بلندن، ورئيس مركز دراسات الارهاب من وجهة النظر الاخرى ان هذه القضايا تحتاج الى تضافر الجهود مع تعدد المذاهب والرؤى، وقال اننا يجب ألا نساق الى التشدد الذي يحسنه كل واحد منا اذا اراد ، ولكن يجب ان نكون وسطيين، كما جاء في القرآن الكريم: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا»، لان السلام يدعو الى امور واضحة، منها العبادة وهي اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل، وطالب باشراك عدد اكبر من المذاهب الفكرية في لقاءات حوارية. وقال الهلباوي: ان امتنا هي شاهدة على العالمين، ولا تستطيع ذلك الا بالخروج من التخلف. واوضح ان هذا المؤتمر لن يكون الاخير، بل ستكون هناك سلسلة ندوات حوارية وستمارس نشاطا فكريا مع مؤتمر سنوي بمشاركة عدد اكبر من العلماء والفقهاء من مختلف المذاهب. وقد طرحت في المؤتمر اقتراحات ورغبات كثيرة لتفعيل المشروع الوحدوي، منها تحويل الوحدة الى ثقافة شعبية، وعدم حصرها بالنخب العلمية والمثقفة، وتشكيل خارطة طريق للوصول الى شاطئ النجاة من الفتن الطائفية، وتحديد اولويات الصراع لدى الناشطين، والارتفاع بمستوى ادائهم بالابتعاد عن استهداف المسلمين الآخرين، وفصل الاختلاف الفقهي عن الخلاف السياسي، فلكل منهما خصائصة واساليب التعاطي معه. فالاختلافات الفقهية مجالها حوزات الفقه ودور الفكر، ولا يجوز تعويمها او تحويلها الى وقود للصراعات السياسية حول النفوذ.

وركز المؤتمر أيضا على التصدي للاعلام الطائفي المقيت، والتأسيس لاعلام اسلامي مسؤول، يدعم الصحوة الاسلامية ووحدة المسلمين، ويدافع عن الاسلام ويروج لقيمه الفكرية والاخلاقية والروحية، وتوجيه اهتمام العلماء والمفكرين والناشطين للهجمات الفكرية وظاهرة «التخويف من الاسلام» او الاسلاموفوبيا واساليب التنميط، التي كان من نتائجها استهداف مقدسات المسلمين، خصوصا النبي الأكرم عليه افضل الصلاة والسلام والقرآن الكريم ومعالم الاسلام الحضارية. كما وجهت اقتراحات عملية محددة لمنتدى الوحدة الاسلامية من عقد مؤتمر سنوي على غرار المؤتمر الحالي، بالتشاور مع المشاركين حول الزمان والمكان والموضوع، والسعي لعقد مؤتمر سنوي للمفكرين الاسلاميين لتجديد الطروحات الفكرية، وتوجيه العلماء والباحثين للقضايا المعاصرة التي تتطلب اهتماما فكريا خاصا.