قائد الأسطول الأميركي الخامس يصف تهديد إيران بإغلاق هرمز بأنه «إهانة دولية»

واشنطن ترد على تهديدات طهران: لن نسمح لبلد أن يحتجز المضيق رهينة في يديه

TT

للمرة الثانية وخلال أقل من يومين، ردت الولايات المتحدة على إيران بشأن إغلاقها مضيق هرمز، وأكد الأسطول الخامس الأميركي أنه لن يسمح بإغلاق الخليج العربي أمام الملاحة الدولية، واصفا أي إغلاق للمر المائي الخليجي بأنه «إهانة دولية».

وخلال مؤتمر عسكري عقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، قلل الأميرال كيفن كوسجريف قائد الاسطول الخامس الاميركي من احتمالية قيام إيران بتنفيذ تهديداتها بشأن إغلاق الممر المائي الذي يصدر أكبر كمية نفط في العالم، وقال «أعتقد ان ايران لن تحاول اغلاق مضيق هرمز»، مضيفا «لن نسمح لهم بإغلاق مضيق هرمز. لا يمكنني ان أقولها بوضوح أكثر من ذلك».

ويأتي الرد الأميركي في أعقاب تهديدات أطلقها رئيس الحرس الثوري الإيراني الاسبوع الماضي بان بلاده ستفرض قيودا على الملاحة في الخليج ومضيق هرمز الاستراتيجي اذا تعرضت لهجوم.

وقال المسؤول الأميركي «بغض النظر عما قد يدفع كيانا أو بلدا لأن يحاول اغلاق المضيق، انها اهانة دولية ان تقول للعالم ان نحو 40 في المائة من نفط العالم وكمية كبيرة من الغاز الطبيعي تمر في المضيق أصبحت الآن محتجزة رهينة من جانب بلد واحد». مشيرا الى أن منطقة الخليج تعتبر في غاية الأهمية كونها تحتوي على ثلثي احتياطيات النفط العالمي ونحو 40 بالمائة من الغاز الطبيعي في العالم إضافة إلى مرور 12 بالمائة من شحنات النفط عبر هذه المنطقة.

غير أن قائد الأسطول الأميركي حمل العالم مسؤولية أي عمل إيراني ضد مضيق هرمز، جازما ان المجتمع الدولي سيتخذ موقفا موحدا بسرعة «ويصر على ان أيا من كان يحاول عمل ذلك يجب أن يتوقف عن هذا العمل».

واقترب النفط أمس من مستوى 142 دولارا للبرميل، ليصبح على مسافة قصيرة من أعلى مستوى على الاطلاق يدعمه هبوط الدولار وتوقعات بأن المعروض العالمي لن يستطيع مواكبة الطلب، ووسط مخاوف من تصاعد المواجهة بين إيران والغرب.

وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لطاقة انتاج النفط العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة، مما منح دعما اضافيا للأسعار التي ارتفعت بالفعل بسبب التوتر بين اسرائيل وايران. وبشأن الحوادث المتكررة في الخليج بين إيران والولايات المتحدة رد كوسجريف ان ضباط البحرية الاميركية سيدافعون عن سفنهم. وأضاف قائلا «لا يوجد مسؤول عسكري في بحرية الولايات المتحدة لا يعرف اننا دفنا 20 بحارا ثمنا لهجمات زوارق صغيرة ناجحة ضد سفننا خلال السنوات الثماني الماضية». وفي يناير (كانون الثاني) قالت الولايات المتحدة ان خمسة زوارق ايرانية صغيرة اقتربت من ثلاث سفن للبحرية الاميركية في البداية وحذرت من انها ستفجرها. في حين قالت طهران ان الزوارق كانت تحاول تحديد هوية السفن الاميركية، وقال خبراء عسكريون منذ ذلك الحين ان التحذير ربما جاء من عامل تشغيل لاسلكي.

واعتبر المسؤول العسكري الأميركي أن جزءا من المشكلة عدم وضوح من الذي يسيطر على الانشطة البحرية للحرس الثوري الايراني، متسائلا هل هي طهران (السلطات الرسمية) أم القادة المحليون». وأضاف: «انني قلق بشأن قدرة البلاد على السيطرة على قواتها المسلحة وفي هذه الحالة قوات الحرس الثوري الايراني، وأعتقد ان المنطقة يجب ان تشعر بالقلق بشأن ذلك».

وتناول مؤتمر قادة القوات البحرية لدول مجلس التعاون الذي بدأ أعماله في أبوظبي أمس، قضايا عدة تتعلق بعمل القوات البحرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأهم التحديات التي تواجهها. إضافة إلى موضوعات أخرى مثل التحديات التي تواجه القوات المتعددة الجنسيات في العمليات البحرية المشتركة، والعمليات الأمنية المشتركة، والإرهاب البحري ومراقبة الحدود، والألغام البحرية، وإدارة شبكة العمليات البحرية.

وقال الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي نظم المؤتمر، إن هذا المؤتمر يعكس أهمية الأمن البحري «في منطقة تحيط بها البحار المغلقة والمفتوحة من كل جانب وتصدّر يوميا ما يقارب خمسة وثلاثين بالمائة من احتياجات العالم النفطية وشهدت أربع حروب شاملة وتسعى للأمن والاستقرار».

وأوضح السويدي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عبد الله حسين السهلاوي المدير التنفيذي للمركز، أن الأمن والاستقرار هما الضمان الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة التي تمثل الاستراتيجية الأساسية التي تتمسك بها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لبناء مستقبل أفضل.