لاريجاني: بإمكان الأميركيين تغيير ظروف المنطقة ولكن وفق مبادئ وإطار جديد

صحيفة «كيهان» المحافظة تخرج بعنوان إيجابي عن علاقات واشنطن وطهران

TT

لا تخرج صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة عادة بعنوان ايجابي عن الولايات المتحدة الاميركية، لكنها فعلت هذا أمس عندما ركزت في صفحتها الاولى على تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في نيويورك. اذ كتبت «كيهان» على صفحتها الاولى: «وزير الخارجية: تسيير رحلات مباشرة بين ايران وأميركا وافتتاح مكتب لرعاية المصالح.. موضوعان قابلان للدراسة». وجاء عنوان «كيهان» مع كلمة لعلي لاريجاني مستشار المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي حول العلاقات الاميركية ـ الإيرانية قال فيها انه إذا أرادت اميركا ان تغير ظروفها في المنطقة فعليها أن تغير أفكارها وتصوراتها. وجاءت كلمة لاريجاني، الذي يشغل بالاضافة لمنصبه كمستشار لخامنئي منصب رئيس البرلمان الإيراني، خلال احتفال اقامته قناة «برس تي في» الفضائية الإيرانية في الذكرى السنوية لتأسسيها. وقال لاريجاني مشيرا الى ما وصفه بمأزق الاميركيين في المنطقة: «على الاميركيين إذا ما أرادوا تغيير ظروفهم في منطقة الشرق الاوسط أن يغيروا أفكارهم وتصوراتهم الخاطئة». وأضاف في كلمته التي ألقاها في مكتب الدراسات الدولية بوزارة الخارجية الإيرانية ونقلتها وكالة «ارنا»، موجها حديثه للاميركيين «بإمكانكم تغيير ظروف المنطقة ولكن ليس بالنهج السابق بل وفقا لمبادئ وإطار جديد.. ان طريق الحل ليس استخدام العصا والجزرة لان هذا النهج اصبح باليا وعليكم ان يكون لديكم ادراك حقيقي تجاه المنطقة». وتابع: «نحن نعتقد أنه يمكنكم عبر إجراء المباحثات تحقيق النجاح ولكن يجب أن تكون هذه المباحثات حقيقية وليست زائفة، حيث أن للمحادثات مبادئ يجب الوقوف فيها على نقاط مشتركة». وأضاف «ايران لا تريد الظلم لدول المنطقة وبالطبع فإنها لا ترغب بأن يقع الظلم عليها ايضا.. انكم مخطئون لو تصورتم بأن ايران ستغير نهجها لو تحدثتم عن المحادثات حينا، وعن اسلوب العصا والجزرة حينا آخر.. لا مانع في أن تجربونا ثانية، ومن الممكن في هذه الحالة أن تضروا بإيران ولكنكم ستتضررون ايضا». ولفت لاريجاني الى ان المشكلة هي أن الغرب سعى نحو مصالحه مقابل الاضرار بمصالح إيران. وتابع «من الافضل أن تسعوا وراء مصالح الطرفين لان هذا الامر سيعود بمنافع لكم وستتغير ظروف المنطقه نحو الاستقرار». وقال موجها كلامه الى الاميركيين: «لا يمكنكم عبر المواجهه مع ايران حل مشاكلكم، ولو أن ايران لم تكن ابدا دولة داعية للحرب ولم تبتعد عن المحادثات».

ويأتي حديث لاريجاني بعد مقابلة ومقالة صحافية لعلي أكبر ولاياتي مستشار خامنئي للشؤون الخارجية تحدث فيها بلهجة معتدلة حول امكانيات تسوية للملف النووي الإيراني. بالاضافة الى تصريحات لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في الاطار ذاته، فيما لم يتحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول الموضوع أخيرا، ما عزز تأكيدات مصادر إيرانية أن القيادة الإيرانية طالبته أن لا يصعب موقف طهران بتصريحاته المتشددة حول الملف النووي الإيراني. الى ذلك اوضح ولاياتي أمس تصريحات ادلى بها لصحيفة «جمهوري اسلامي» الإيرانية أعطى فيها انطباعا بأن إيران تتجه حتما نحو قبول عرض الدول الكبرى الست. وكان ولاياتي قد قال في المقابلة التي نشرت الثلاثاء إن «الذين يقومون بحملة ضد مصالحنا يريدوننا ان نرفض العرض. ومن مصلحتنا بالتالي القبول به»، ما أعطى انطباعا بان طهران تتجه للموافقة على عرض الحوافز، لكن يوم أمس عاد ولاياتي وقال متحدثا للتلفزيون الرسمي «كنت أعني القبول بمفاوضات وليس القبول بسلة العروض». واضاف «تحدثت عن القبول بمفاوضات بناء على السياسة الإيرانية الاعتيادية». ولم يوضح ولاياتي سبب اللبس او التوضيح، خاصة ان المقابلة جرت باللغة الفارسية.