عصابات يهودية متطرفة تخطط للانتقام من فلسطينيي القدس

إسرائيل تزيل خيمة العزاء بمنفذ عملية البلدوزر.. وتدرس هدم منزله في صور باهر

TT

كشف قائد في الشرطة السرية في القدس، أمس، ان مجموعات من اليهود المتطرفين يخططون لتنفيذ اعتداءات على المواطنين العرب الذين يعملون في القدس أو على فلسطينيي القدس الشرقية، وذلك انتقاما للعملية الفردية التي نفذها حسام دويات، ابن حي صور باهر، في شارع يافا بالقدس الغربية، اول من أمس، مستخدما جرافة كبيرة وتدمير عدد من السيارات والحافلات وقتل 3 على الأقل وجرح اكثر من 40 قبل قتله.

وادعى قائد الشرطة الاسرائيلية ان قواته تنتشر في المدينة بأعداد مضاعفة من أجل منع مثل هذه الفوضى. لكن ايتان بن جبير، المعروف بقيادة عصابة ارهاب يهودية الذي كان قد أدين لاعتداءات ارهابية على الفلسطينيين، قال ان «هناك جوا من الغضب العارم في صفوف اليهود الذين يشعرون بأن دماءهم باتت مهدورة». وأضاف: «في غياب الحماية اللازمة للمواطنين، هناك من يفكر في الرد على العملية».

وكان وزير الدفاع، ايهود باراك، قد أعلن انه ينوي هدم بيت دويات في صور باهر، معتبرا الهدم أفضلَ وسيلة ردع للفلسطينيين. وتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، طالبا دراسة الجوانب القانونية لهدم البيت وتغيير السياسة الرسمية المنتهجة في هذا الموضوع منذ ست سنوات، التي وضعها وزير الدفاع الأسبق، شاؤول موفاز، وتنص على ان هدم البيوت لا يشكل ردعا حقيقيا.

من جهة ثانية، طالب نائب رئيس الحكومة، حايم رامون، بإزاحة الجدار العازل الى غربي الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، حتى تصبح هذه الأحياء جزءا من الضفة الغربية والدولة الفلسطينية. وقال: «ان اعتبار هذه الأحياء جزءا من القدس التاريخية المقدسة لليهود هو مسخرة تثير الغيظ. فهذه قرى فلسطينية لا علاقة لها بالقدس وستتنازل عنها اسرائيل حتما في المفاوضات السلمية. وابقاؤها جزءا من اسرائيل يزيد من الأخطار على الأمن الاسرائيلي من جهة ويزيد من الاحباط الفلسطيني وينشر اليأس الذي يعتبر أفضل أرضية ينشأ عليها الارهاب».

وأصدرت حركة «طاقم انقاذ اليهود وأرض اسرائيل»، وهي يمينية متطرفة، بيانا قالت فيه انه لو تم هدم بيت المواطن الفلسطيني ابن جبل المكبر، الذي نفذ الهجوم على الكنيس اليهودي في مدخل القدس الغربية قبل عدة أشهر، لما كانت هذه العملية قد حصلت.

اما عائلة حسام دويات، فقد توجهت الى محام يهودي اسرائيلي ليمثلها في مواجهة الهجمة اليمينية والتهديدات بهدم البيت. وخرج المحامي، واسمه شيمعون قشوش، بتصريحات الى وسائل الاعلام يوضح فيها ان عائلة حسام ترفض العملية التي قام بها وتستنكرها وتؤكد انها تعارض قتل الأبرياء، ايا كانوا، يهوداً أو عرباً. وقال قشوش ان تلك لا توضع في اطار العمليات الارهابية، فلا حسام سياسي ارهابي ولا متدين ولا ينتمي الى تنظيم معين. وليس صدفة أن التنظيم الذي تبنى العملية هو «كتائب الجليل»، المعروف في اسرائيل كتنظيم وهمي يتبنى عمليات وهمية. وأضاف ان تاريخ هذا الشاب يؤكد انه غير مستقر نفسياً، وانه لو ظل على قيد الحياة، لما كان من الممكن محاكمته، كونه غير مسيطر على تصرفاته. فهو شاب في الواحد والثلاثين من العمر، أمضى جل حياته متسكعا في الشوارع بلا عمل. سبق أن تزوج من يهودية وعاش معها بضعة شهور فتركته بسبب حالته النفسية المتدهورة. واغتصب هذه المرأة عندما تركته، وأدين على ذلك وحكم عليه بالسجن لسنتين. وبعد خروجه اعتدى على فتاة أخرى، واعتقل للتحقيق. ثم تزوج من فتاة عربية وأنجب طفلين، والثالث في الطريق، لكنه كان يتغيب عن بيته ويختفي عدة أيام. وأضاف قشوش ان العملية التي نفذها حسام في القدس، أمس الأول، لم تكن عملية سياسة بتاتاً، انما انفجار غضب هستيري مؤقت. فقد سار في الشارع بشكل عادي، لكن سائق سيارة أجرة سار خلفه وراح يطلق الزمامير المزعجة له كي يقف جانبا ويتيح له المرور، فانجرت هستيريته وراح يدوس الناس والسيارات بجنون. وطالب المحامي السياسيين والصحافيين في اسرائيل بأن يضعوا الأمور في نصابها ويتصرفوا بعقل وليس من خلال الغضب العاطفي في هذه القضية. وكانت الشرطة الاسرائيلية، قد أبلغت العائلة بأنها لا توافق على اقامة خيمة عزاء به، وانها تنوي الحضور الى البيت لهدمها، ولكن قبل أن تحضر الشرطة كانت عائلة دويات قد أزالت الخيمة. وقال طارق عواد، مدير المركز الجماهيري في صور باهر، ان القلق يسود البلدة من خطر أعمال انتقامية من الحكومة الاسرائيلية. واضاف انه بعد العملية في الكنيس اليهودي عانت قرية صور باهر مثل جارتها جبل المكبر من تنكيل الشرطة والمخابرات وقوى اليمين المتطرف. وقال ان البلدتين تعيشان أجواء يأس واحباط من سياسة الاهمال الحكومية لأبسط الخدمات. وان هذا اليأس ينفجر كل مرة بطريقة أخرى.